الأحد، 7 سبتمبر 2025

في الذكر الجماعي

قال الإمام النووي في [الأذكار]:
«اعلم أنه كما يُستحبُ الذِّكرُ يُستحبُ الجلوسُ في حِلَقِ أَهلِهِ، وقد تظاهرتُ الأدلةُ على ذلك، ويكفي في ذلك حديثُ ابن عمرَ، قال صلى الله عليه وسلم: "إِذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الْجَنَّةِ فَارْتَعُوا. قالوا: وَمَا رِيَاضُ الْجَنَّةِ يَا رَسُولَ اللَّهُ؟ قَالَ: حِلَقُ الذِّكْرِ".
ولا تكون الحلقة إلا من جماعة، لذلك يستحب أن تكون الحلقة مغلقة.
ومن بركة هذا الذكر أن الملائكة تحفهم إلى السماء. قال الإمام النووي: «وروينا في: صحيح مسلم، أيضاً [رقم: ٢٧٠٠] ، عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما؛ أنهما شهدا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهُ قال: "لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُون اللَّهَ تَعالى إلا حَفَّتْهُمُ المَلائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عَليهِمْ السَّكِينَةُ، وَذَكَرََهُمُ اللَّهُ تَعالى فِيمَنْ عِنْدَهُ"»

وقالرأيضا: «وروينا في: صحيح مسلم، [رقم: ٢٧٠١] ، عن معاوية رضي الله عنه أنه قال: خرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- على حَلْقَةٍ من أصحابه، فقال: "ما أجْلَسَكُم"؟ قالوا: جلسنا نذكُر الله تعالى، ونحمَدُه على ما هدانا للإسلام، ومَنَّ به علينا؛ قال: "آلله ما أجْلَسَكُمْ إلا ذَاكَ"؟ [قالوا: واللَّهِ ما أجلسنا إلاّ ذاك؛ قال:] "أما إني لَمْ أستحلِفكُمْ تُهمةً لكُمْ، ولَكنَّهُ أتاني جبْرِيلُ، فأخْبَرَنِي أنَّ الله تعالى يُباهي بكُمُ المَلائكَةَ"»

فالذكر  الجماعي ثوابه عظيم، يكفي أن يباهي الله به الملائكة.