الاثنين، 20 فبراير 2023

صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه

صحة حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد ما بعث نبيًا:
عن الهيثم بن جميل، عن عبد الله بن المثني، عن ثمامة، عن أنس رضي الله عنه: "أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد ما بعث نبيًّا".
أخرجه أبو داود في مسائله عن الإمام أحمد، والطبراني في الأوسط، وأبو الشيخ في الأضاحي، وابن أعين في مصنفه، والخلال، والضياء في المختارة، وقال الهيثمي في المجمع: رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجال الطبراني رجال الصحيح خلا الهيثم بن جميل، وهو ثقة، قال الحافظ في الفتح عن رواية أبي الشيخ الثانية: "من رواية أبي بكر المستملي ‏‏‏‏عن الهيثم بن جميل.. والهيثم ثقة، وعبد الله من رجال البخاري. فالحديث قوي الإسناد"
فالسند لا غبار عليه، رجاله ثقات، رجال الصحيح، سوى الهيثم بن جميل وهو ثقة.
الهيثم بن جميل ثقة حافظ من شيوخ الإمام أحمد.
وعبد الله بن المثني أخرج له البخاري والترمذي وابن ماجه. وثقه الدارقطني قال: عبد الله بن المثنى الأنصاري ثقة يحتج به، ووثقه الإمام أحمد، وابن حبان وخرج له في صحيحه، وابن أبي حاتم، ويحي بن معين في رواية، وأبو زرعة، والعجلي، والجيلي، وابن خلفون، واحتج به البخاري في صحيحه، قال الحافظ ابن حجر: «لم أر البخاري احتج به إلا في روايته عن عمه ثمامة» وههنا هو يروي عن عمه ثمامة وروايته في عمه حجة لكونه أعرف بحديثه بحكم القرابة. 
وثمامة ثقة وثقه الإمام أحمد والنسائي وابن عدي وغيرهم.
وله متابعة أخرى، فقد أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني من رواية إسماعيل بن مسلم عن قتادة عن أنس به، وهذه متابعة جيدة تزيد الحديث قوة إلى قوته،  فإسماعيل بن مسلم المكي البصري وإن كان ‏‏‏‏ضعيفًا إلا أنه لم يتهم، بل كان حافظًا ليس بالثبت، وكان يخطئ كما صرح البعض. قال أبو حاتم: "ليس بمتروك، يكتب حديثه"، أي يصلح للمتابعة والشواهد، وقال ابن سعد: "كان له رأي وفتوى، وبصر وحفظ للحديث، فكنت ‏‏‏‏أكتب عنه لنباهته ".
وأخرجه عبد الرزاق في "المصنف"، ومن طريقه ابن ‏‏‏‏حبان في "الضعفاء"، والبزار في مسنده، وابن عدي في "الكامل" عن عبد الله بن المحرر عن ‏‏‏‏قتادة عن أنس به. بعضهم استنكر قوله (بعد ما بعث نبيًّا) لكون النبوة قديمة، وهذا خطأ، فالمقصود: "بعد أن كان نبيًا فبعث رسولًا"، مصداقًا لقوله تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ) [البقرة: 213]. والبعض الآخر وهم فظن أن عبد الله بن محرر تفرد بهذا الحديث، كأنهم لم يقفوا على الروايات الآنفة، قال البزار: "تفرد به عبد الله بن المحرر، وهو ‏‏‏‏ضعيف جدا، إنما يكتب عنه ما لا يوجد عند غيره "،  وأورد الذهبي الحديث في ترجمة عبد الله بن المحرر في ‏‏‏‏"الميزان" وعلَّق عليه فقال: "هو من بلاياه!"، وقال ابن عدي: "عبد الله بن محرر ‏‏‏‏رواياته غير محفوظة "، وقال عبد الرزاق: "إنما تكلموا فيه لأجل هذا الحديث"، أي أنه ثقة تكلموا فيه لأجل هذا الحديث الصحيح الذي ظنوا أنه تفرد به وهو لم يتفرد به، فهذا جرح باطل، فتتضح براءة عبد الله بن المحرر مما اتهم به، وتصبح روايته طريقًا ثالثًا تزيد الحديث قوة إلى قوته والحمد لله رب العالمين