الاثنين، 2 أكتوبر 2017

المختصر المفيد في بيان فساد تقسيم التوحيد

1. العلة ليست في شكلية التقسيم بل في جوهره، لأن مفاهيم كالإلهية أو الألوهية والربوبية والرازقية والحاكمية وغيرها من الصفات الإلهية هي مفاهيم قديمة عند العلماء كان الهدف الشرح وبيان المعنى فقط، أما جعل كل واحد منها (توحيدًا) قائمًا بذاته فهنا يكمن الخلل، لأن التوحيد لا يكون توحيدًا إلا باعتقاد أن الله هو المنفرد بهذه الصفات الإلهية جميعها!
كيف يكون الشخص موحدًا بالله عز وجل وهو يعتقد أن لله شريك في صفة من صفاته التي لا ينفرد بها إلا هو؟! هذا مشرك وليس موحدًا لأن الشرك نقيض التوحيد.
2. القسم هو الجزء من الشيء، فالأسماء الحسنى ليست أقسامًا من المسمى لأن المسمى واحد عز وجل، لا يتجزأ ولا يقبل التقسيم، لذا فإن الاستدلال بكثرة الأسماء على جواز تجزئة التوحيد باطل لا تقوم به حجة.
3. الصفات هي في جوهرها صفة واحدة اشتملت على معاني صفات كمالية لا تليق بالله عز وجل إلا مجتمعة، فالله إله وفي خلقه آلهة باطلة، وهو رب وفي خلقه أرباب، وهو رحيم وفي خلقه رحماء، وهو ملك وفي خلقه ملوك، وهو مؤمن وفي خلقه مؤمنون، وهو لم يلد وكل عقيم لم تلد، ولم يولد والملائكة لم تولد .. إلخ فلا يليق بالله إلا أن يكون إلهًا وربًّا واحدًا أحدًا فردًا صمدًا رحمانًا رحيمًا ملكًا وقدوسًا سلامًا مؤمنًا مهيمنًا .. إلى آخره، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤءًا أحد كلها مجتمعة، لا تليق بالله عز وجل إلا كلها مجتمعة، ولذلك فإن تقسيم الصفات وجعل كل قسم منها صفة قائمة بذاتها باطل ولا يليق بالله عز وجل. وهذا مثال حي على التقسيم الفاسد الذي جرت على مجراه بدعة تقسيم التوحيد.
4. قياس تقسيم ما يقبل التقسيم على ما لا يقبله قياس فاسد، فجوهر التوحيد واحد لا يتعدد إما توحيد أو شرك، وجوهر الإيمان واحد لا يتعدد إما إيمان أو كفر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، الشيء وضده ليس هناك منطقة وسطى. وبذا يظهر فساد جعل توحيد الله عز وجل ثلاثة أقسام.
5. رسالة فصيلة الشيخ عبد الرحيم الركيني في بيان الخلل في هذا التقسيم الفاسد المبتدع واضحة في تقرير أنه يليق بالله إلا أن يكون ربًّا وإلهًا في ذات الوقت، فلا ربوبية بدون ألوهية ولا ألوهية بدون ربوبية بدليل أن دخول الدين يكون بشهادة الألوهية التي تقتضي الربوبية ايضًا، فلا نطالب بشهادة أخرى مثل: (لا رب إلا الله محمد رسول الله) فالأولى تكفي. وفي سؤال القبر عندما نخرج من الدنيا نسأل عن: (من ربك) وهي تقتضي من إلهك أيضًا، لأنه لا يستحق العبادة إلا رب بدليل قوله تعالى: ( قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدًا) والدعاء هو مخ العبادة كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم وفي رواية (الدعاء هو العبادة).
6. الواجب الشرعي في بيان فساد تقسيم توحيد الله عز وجل وأنه بدعة ضلالة هو:
🔹الانتصار لأهمية فهم أصول الدين على مذاهب السلف الصالح ونبذ البدع والضلال والتحذير من تحريف مفهوم التوحيد في الإسلام.
🔹الذود عن حياض التوحيد الخالص.
🔹الانتصار للإسلام والتنفير من الشرك فلا يمكن أن يكون المشرك الجاهلي أفضل من المسلم  بأي حال من الأحوال كما قال تعالى: (افنجعل المسلمين كالمجرمين؟ مالكم كيف تحكمون؟!).
🔹التأكيد على حرمة المسلم بكلمة التوحيد.
🔹تصحيح المفاهيم الدينية الخاطئة.
🔹محاربة الفكر التكفيري المتطرف الذي يكرس جهده لإخراج المسلمين من الملة بالتوسع في التكفير اعتمادا على هذه المفاهيم الفاسدة.
🔹بيان خطأ ابن تيمية الذي يُنسب إليه هذا التقسيم الفاسد، فكثير من المتطرفين يقتدون بهذا الرجل كثير الشذوذ، فمع كونه من المتأخرين، توفي سنة 728 هجرية، وغير معصوم، وقليل الشيوخ، ومستتاب شرعيًّا في مسائل عقدية سنة 707 هجرية فتاب مختارًا وكتب توبته بيده وتبرأ مما كان يقول ويعتقد في الإستواء والنزول ومعاني القرءان الكريم، اثبت ذلك الحافظ في الدرر الكامنة، وابن المعلم في نجم المهتدي، والحافظ ابن شاكر في عيون التاريخ، والحافظ البرزالي في تاريخه، وغيرهم. مع كل ذلك فهناك من يتعصبون لرأيه ويضربون بفهم السلف وجمهور أهل العلم المعتبرين عرض الحائط لأجل رأي رجل واحد مثير للجدل، بينما يد الله مع الجماعة، والأمة لا تجتمع على ضلال، والشيطان مع الواحد وهو من الإثنين أبعد كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم.
🔹ضرب مثال من الواقع على البدعة الضلالة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
7. إن الدين الصحيح يفهم على ضوء فهم سلف الأمة كالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة التي تلقتها الأمة بالقبول وعلى فهم جماهير أهل العلم، ويحذر من فهم الشواذ. ولو كان في هذا التقسيم الفاسد خيرًا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم، أو خلفاؤه الأربع أو السلف الصالح لهذه الأمة.