الأربعاء، 5 سبتمبر 2018

عبارة "الخلق عيال الله"

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أن رجلًا أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل المغرب فقال: "والله يا أمير المؤمنين لتحملني"، فنظر عمر إلى أدناهم إليه، فقال: "والله إن كان بك ما إن تنبئني حاجتك دون أن تقسم علي، وأنا أحلف بالله لا أحملك" فأظنه قد رددها ثلاثين أو قريبًا من ثلاثين مرة، فقال رجل يقال له عتيك بن بلال الأنصاري: "أي شيء تريد؟ ألا ترى أمير المؤمنين قد حلف أيمانًا لا أحصيها أن لا يحملك، والله إن تريد إلا الشر"، فقال الرجل: «والله إنه لمال الله، والله إني لمن عيال الله» [أخرجه سعيد بن منصور في سننه بسند صحيح]
قال أبو عبد الله محمد السُلَمِي: «ومعنى عيال الله فقراء الله، فالخلق كلهم فقراء إلى الله، وهو الذي يعولهم»
وقال الإمام الرازي في تفسيره: «الفقراء عيال الله لقوله تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)»
وقال الإمام البغوي في تفسيره وعنه ابن الجوزي في تفسيره، والشوكاني في تفسيره وغيرهم: «(وما أريد أن يطعمون)، أي أن يطعموا أحدًا من خلقي، وإنما أسند الإطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه»
وهذه العبارة مستفيضة في كلام أهل العلم من السلف والخلف لم ينكرها أحد، قال ابن القيم في "الروح":
"والخلق عيال الله فأحبهم إليه أنفعهم لعياله وإذ كان سبحانه يحب من ينفع عياله بشربة ماء ومذاقة لبن وكسرة خبز فكيف من ينفعهم في حال ضعفهم وفقرهم وانقطاع أعمالهم وحاجتهم إلى شيء يهدى إليهم أحوج ما كانونا اليه فأحب الخلق إلى الله من ينفع عياله في هذه الحال"
وقال أبو العتاهية:
عيالُ الله أكرمُهم عليه ××× أبثهم المكارمَ في عيالِه
ولم نرَ مُثنيا في ذي فعال ××× عليه قط أفصح من فعالِه
وعن شقيق عن بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" «الخلق عيال الله فأحب عياله ألطفهم بأهله» [الكامل لابن عدي]
وعن الأسود عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخلق كلهم عيال الله، فأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله» رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو النعيم في الحلية والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود مرفوعا، ورواه أبو نعيم وأبو يعلى والطبراني والبزار وابن أبي الدنيا وآخرون عن أنس مرفوعا"
قال العجلوني في كشف الخفاء: «وله طرق بعضها يقوي بعضا»