الأربعاء، 23 مارس 2016
تهافت التشكيك في استتابة ابن تيمية سنة 707هـ
لقد ثبت في كتب التاريخ أن أحمد بن تيمية قد استتيب سنة 707هـ في قضايا عقدية (الإستواء والنزول معاني القرءان) وتاب مختارًا، وكتب توبته بيده. وهناك محاولات يائسة للتشكيك في هذا الأمر، لكن هيهات، فقد أورد تلك الحادثة بالتواتر مؤرخو عصره ومن أتو بعده ومنهم:
- الحافظ ابن حجر العسقلاني(773 هـ - 852 هـ) في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
- ابن المعلم (ت 725هـ) في نجم المهتدي ورجم المعتدي.
- والنويري الشافعي (ت 733 هـ) في نهاية الأرب.
- وابن شاكر الكتبي (ت 764 هـ) في عيون التاريخ.
- وابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) في الذيل الجامع.
- والذهبي والبرزالي وغيرهم من المؤرخين المعاصرين. ولن ينفع أن بعضهم تجاهل توثيق الحادثة لما تربطه بابن تيمية من العلاقة، ولن ينفع كذلك التعذر بأنه خاف على نفسه الموت وأنه هدد بالقتل، كما قال ابن رجب: "وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أن الشيخ كتب بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض مافيها، لــمّا خاف وهدد بالقتل" وذلك مردود لعدة وجوه:
- أنه فعل ذلك مختارًا واستشهدوا عليه في ذلك كما ذكر الحافظ في الدرر الكامنة: "أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلك في خامس عشرى ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال"أهـ.
- أنه حوقق وعجز عن دفع الحجج التي أبطلت مذهبه الفاسد.
- أنه لم يعد إلى إثارة تلك المسائل مرة أخرى، بل أثار مسائل أخرى.
- ليس هناك دليل على أنه تعرض للتهديد، وإن كان طريق الحق مليء بالصعاب، فقد قتل أنبياء وأحيط برسل، لكن دعاة الحق دائمًا ما يتميزون بالشجاعة والبسالة والصبر على البلاء ولو أدى ذلك إلى الموت، ولنا في سيرة الأئمة الأعلام غير مثال، وآخرهم الإمام أحمد رضي الله عنه.
- عندما استتيب في مسألة تحريم شد الرحال لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم أبى أن يتوب، وهلك مسجونًا. مما يدل على أنه في الأولى حوقق وتاب مختارًا ولم يتب في الثانية مختارًا.
والمستتاب متروك لا يؤتم به ولا يقتدى، إذ لا يؤمن عليه الضلال، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم وثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق، ودنيا تقطع أعناقكم، فأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم" أخرجه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال: "يذهب العلماء، ثم يتخذ الناس رءوسا جهالا، يُسألون فيفتون بغير علم، فيضلون ويضلون"، لذلك فإن الضمانة هي في لزوم جماعة المسلمين واتباع جمهور أهل العلم، فإن الله تكفل على ألا يجمع الأمة على ضلالة.
- الحافظ ابن حجر العسقلاني(773 هـ - 852 هـ) في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة.
- ابن المعلم (ت 725هـ) في نجم المهتدي ورجم المعتدي.
- والنويري الشافعي (ت 733 هـ) في نهاية الأرب.
- وابن شاكر الكتبي (ت 764 هـ) في عيون التاريخ.
- وابن رجب الحنبلي (ت 795 هـ) في الذيل الجامع.
- والذهبي والبرزالي وغيرهم من المؤرخين المعاصرين. ولن ينفع أن بعضهم تجاهل توثيق الحادثة لما تربطه بابن تيمية من العلاقة، ولن ينفع كذلك التعذر بأنه خاف على نفسه الموت وأنه هدد بالقتل، كما قال ابن رجب: "وذكر الذهبي والبرزالي وغيرهما أن الشيخ كتب بخطه مجملا من القول وألفاظا فيها بعض مافيها، لــمّا خاف وهدد بالقتل" وذلك مردود لعدة وجوه:
- أنه فعل ذلك مختارًا واستشهدوا عليه في ذلك كما ذكر الحافظ في الدرر الكامنة: "أشهدوا عليه أنه تاب مما ينافي ذلك مختارا وذلك في خامس عشرى ربيع الأول سنة 707 وشهد عليه بذلك جمع جم من العلماء وغيرهم وسكن الحال"أهـ.
- أنه حوقق وعجز عن دفع الحجج التي أبطلت مذهبه الفاسد.
- أنه لم يعد إلى إثارة تلك المسائل مرة أخرى، بل أثار مسائل أخرى.
- ليس هناك دليل على أنه تعرض للتهديد، وإن كان طريق الحق مليء بالصعاب، فقد قتل أنبياء وأحيط برسل، لكن دعاة الحق دائمًا ما يتميزون بالشجاعة والبسالة والصبر على البلاء ولو أدى ذلك إلى الموت، ولنا في سيرة الأئمة الأعلام غير مثال، وآخرهم الإمام أحمد رضي الله عنه.
- عندما استتيب في مسألة تحريم شد الرحال لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم أبى أن يتوب، وهلك مسجونًا. مما يدل على أنه في الأولى حوقق وتاب مختارًا ولم يتب في الثانية مختارًا.
والمستتاب متروك لا يؤتم به ولا يقتدى، إذ لا يؤمن عليه الضلال، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم وثلاثة: زلة عالم، وجدال منافق، ودنيا تقطع أعناقكم، فأما زلة عالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم، وإن زل فلا تقطعوا عنه آمالكم" أخرجه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات. وثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم قال: "يذهب العلماء، ثم يتخذ الناس رءوسا جهالا، يُسألون فيفتون بغير علم، فيضلون ويضلون"، لذلك فإن الضمانة هي في لزوم جماعة المسلمين واتباع جمهور أهل العلم، فإن الله تكفل على ألا يجمع الأمة على ضلالة.
من سيرة الإمام القدوة بشر الحافي، أحد أعلام التصوف في القرن الثالث الهجري:
هو بشر الحافي هو بشر بن الحارث بن عبد الرحمن بن عطاء بن هلال بن ماهان بن عبد الله المروزي أبو نصر، المعروف بالحافي. ولد سنة ١٧٩هـ في بغداد وعاش فيها، وصحب الفضيل بن عياض، توفي سنة 227هـ.
وكان يمشي حافيًا لا يلبس نعلًا، فجاء يوما إلى باب فطرقه فقيل: من ذا؟ فقال: بشر الحافي، فقالت له جارية صغيرة: لو اشترى نعلا بدرهم لذهب عنه اسم الحافي. قالوا: وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكًا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس؟! فطرح النعل من يده وخلع الأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا أبدًا.
وذكر غير واحد أن بشرًا كان شاطراً في بدء أمره، أي لص، وأن سبب توبته أنه وجد رقعة فيها اسم الله عز وجل في أتون حمام فرفعها ورفع طرفه إلى السماء وقال: "سيدي اسمك ههنا ملقى يداس" ثم ذهب إلى عطَّار فاشترى بدرهم غالية وضمَّخ تلك الرقعة منها ووضعها حيث لا تُنال، فأحيا الله قلبه وألهمه رشده وصار إلى ما صار إليه من العبادة والزهادة والعلم والورع والصلاح.
قال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه.
وقال مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى لأحمد بن حنبل رضي الله عنه: ما تقول في هذا الرجل فقال: أي رجل قيل: بشر، فقال: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت رجالات الدنيا، لم أرَ مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءًا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نُفخ فيه علم.
وقيل لأحمد: مات بشر. قال: مات والله وما له نظير، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرًا مات ولم يترك شيئا.
وقال أبو بكر بن عثمان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة، ما صفا لي درهمه.
ومن كلامه الحكيم:
إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلم.
قد يكون الرجل مرائيًا بعد موته، يحب أن يكثر الخلق في جنازته.
لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا.
من أحب الدنيا فليتهيأ للذل.
ما اتقى الله من أحب الشهرة.
لا تعمل لتُذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.
شاطرٌ سخي أحب إلى الله من صوفي بخيل.
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أبي عبد الله بن خزيمة قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غما شديدًا فبت من ليلتي فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته فقلت له: يا أبا عبد الله أي مشية هذه؟ قال: مشية الخُدَّام في دار السلام. قال: قلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي وتوَّجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: "يا أحمد، هذا بقولك القرآن كلامي غير مخلوق". ثم قال: "يا أحمد: أدعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري كنت تدعو بها في دار الدنيا". قال فقلت: "يا ربَّ كل شيء فبقدرتك على كل شيء لا تسألني عن شيء واغفر لي كل شيء"، فقال: "يا أحمد هذه الجنة، فقم فادخل إليها" فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة، وهو يقول: "الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" قال: فقلت: ما فعل عبد الوهاب الوراق؟ قال: تركته في بحر من نور في زلالة من نور يزور ربه الملك الغفور. فقلت له: ما فعل ببشر -الحافي-، قال لي: "بخ بخ! ومن مثل بِشر؟!، تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل جل جلاله مُقبل عليه وهو يقول: "كل يا من لم يأكل، واشرب يا من لم يشرب، وانعم يا من لم ينعم".
وكان من إمامًا في الحديث لكنه زهد في التحديث ورعًا.
قال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: زاهد جبل ثقة، ليس يروي إلا حديثا صحيحًا.
وعن أيوب العطار: أنه سمع بشرًا يقول: حدثنا حماد بن زيد..، ثم قال: أستغفر الله، إن لِذِكْرِ الإسناد في القلب خُيَلاء.
وقيل له: ألا تُحدِّث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدِّث، وإذا اشتهيت شيئا، تركته.
وقال يعقوب بن بختان: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وأما أنا، فأستغفر الله من طلبه، ومن كل خطوة خطوتُ فيه.
وقال إسحاق الحربي: سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم فقال: أتوب إلى الله.
قال أبو نشيط: نهاني بشر عن الحديث وأهله.
قال الحافظ موسى بن هارون: حدثنا محمد بن نعيم قال: رأيتهم جاءوا إلى بشر، فقال: "يا أهل الحديث، علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من ملك مائتي درهم خمسة".
لعله عنى الإخلاص والفهم والعمل به وتعليم الناس.
وكان يمشي حافيًا لا يلبس نعلًا، فجاء يوما إلى باب فطرقه فقيل: من ذا؟ فقال: بشر الحافي، فقالت له جارية صغيرة: لو اشترى نعلا بدرهم لذهب عنه اسم الحافي. قالوا: وكان سبب تركه النعل أنه جاء مرة إلى حذّاء فطلب منه شراكًا لنعله فقال: ما أكثر كلفتكم يا فقراء على الناس؟! فطرح النعل من يده وخلع الأخرى من رجله وحلف لا يلبس نعلا أبدًا.
وذكر غير واحد أن بشرًا كان شاطراً في بدء أمره، أي لص، وأن سبب توبته أنه وجد رقعة فيها اسم الله عز وجل في أتون حمام فرفعها ورفع طرفه إلى السماء وقال: "سيدي اسمك ههنا ملقى يداس" ثم ذهب إلى عطَّار فاشترى بدرهم غالية وضمَّخ تلك الرقعة منها ووضعها حيث لا تُنال، فأحيا الله قلبه وألهمه رشده وصار إلى ما صار إليه من العبادة والزهادة والعلم والورع والصلاح.
قال إبراهيم الحربي: ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر، ولا أحفظ للسانه، كان في كل شعرة منه عقل، وطئ الناس عقبه خمسين سنة، ما عرف له غيبة لمسلم، ما رأيت أفضل منه.
وقال مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى لأحمد بن حنبل رضي الله عنه: ما تقول في هذا الرجل فقال: أي رجل قيل: بشر، فقال: سألتني عن رابع سبعة من الأبدال.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت رجالات الدنيا، لم أرَ مثل ثلاثة: رأيت أحمد بن حنبل وتعجز النساء أن تلد مثله، ورأيت بشر بن الحارث من قرنه إلى قدمه مملوءًا عقلا، ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام كأنه جبل نُفخ فيه علم.
وقيل لأحمد: مات بشر. قال: مات والله وما له نظير، إلا عامر بن عبد قيس، فإن عامرًا مات ولم يترك شيئا.
وقال أبو بكر بن عثمان: سمعت بشر بن الحارث يقول: إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة، ما صفا لي درهمه.
ومن كلامه الحكيم:
إذا أعجبك الكلام، فاصمت، وإذا أعجبك الصمت، فتكلم.
قد يكون الرجل مرائيًا بعد موته، يحب أن يكثر الخلق في جنازته.
لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا.
من أحب الدنيا فليتهيأ للذل.
ما اتقى الله من أحب الشهرة.
لا تعمل لتُذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.
شاطرٌ سخي أحب إلى الله من صوفي بخيل.
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن أبي عبد الله بن خزيمة قال: لما مات أحمد بن حنبل اغتممت غما شديدًا فبت من ليلتي فرأيته في المنام وهو يتبختر في مشيته فقلت له: يا أبا عبد الله أي مشية هذه؟ قال: مشية الخُدَّام في دار السلام. قال: قلت: ما فعل الله بك؟ قال: غفر الله لي وتوَّجني وألبسني نعلين من ذهب، وقال لي: "يا أحمد، هذا بقولك القرآن كلامي غير مخلوق". ثم قال: "يا أحمد: أدعني بتلك الدعوات التي بلغتك عن سفيان الثوري كنت تدعو بها في دار الدنيا". قال فقلت: "يا ربَّ كل شيء فبقدرتك على كل شيء لا تسألني عن شيء واغفر لي كل شيء"، فقال: "يا أحمد هذه الجنة، فقم فادخل إليها" فدخلت فإذا أنا بسفيان الثوري وله جناحان أخضران يطير بهما من نخلة إلى نخلة، وهو يقول: "الحمد لله الذي أورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين" قال: فقلت: ما فعل عبد الوهاب الوراق؟ قال: تركته في بحر من نور في زلالة من نور يزور ربه الملك الغفور. فقلت له: ما فعل ببشر -الحافي-، قال لي: "بخ بخ! ومن مثل بِشر؟!، تركته بين يدي الجليل وبين يديه مائدة من الطعام، والجليل جل جلاله مُقبل عليه وهو يقول: "كل يا من لم يأكل، واشرب يا من لم يشرب، وانعم يا من لم ينعم".
وكان من إمامًا في الحديث لكنه زهد في التحديث ورعًا.
قال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: زاهد جبل ثقة، ليس يروي إلا حديثا صحيحًا.
وعن أيوب العطار: أنه سمع بشرًا يقول: حدثنا حماد بن زيد..، ثم قال: أستغفر الله، إن لِذِكْرِ الإسناد في القلب خُيَلاء.
وقيل له: ألا تُحدِّث؟ قال: أنا أشتهي أن أحدِّث، وإذا اشتهيت شيئا، تركته.
وقال يعقوب بن بختان: سمعت بشر بن الحارث يقول: لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله، وحسنت نيته فيه، وأما أنا، فأستغفر الله من طلبه، ومن كل خطوة خطوتُ فيه.
وقال إسحاق الحربي: سمعت بشر بن الحارث يقول: ليس الحديث من عدة الموت. فقلت له: قد خرجت إلى أبي نعيم فقال: أتوب إلى الله.
قال أبو نشيط: نهاني بشر عن الحديث وأهله.
قال الحافظ موسى بن هارون: حدثنا محمد بن نعيم قال: رأيتهم جاءوا إلى بشر، فقال: "يا أهل الحديث، علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة، كما يجب على من ملك مائتي درهم خمسة".
لعله عنى الإخلاص والفهم والعمل به وتعليم الناس.
توقير المشائخ والعلماء
قال الله تبارك وتعالى: (الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا) [الفرقان: 59]، وقال تعالى: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43] وقال تعالى: (بلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ) [العنكبوت: 49]
في الحث على أخذ العلم من أهل الدراية والمعرفة والخبرة أمر الدين. قال محمد بن سيرين: "إن هذا العلم، دين، فلينظر الرجل، عمن يأخذ دينه" رواه مسلم.
وإن للعلماء فضل، فهم ورثة الأنبياء عليهم السلام لما رواه أهل السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم: رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه"، رواه أحمد والترمذي.
لذلك يجب اتخاذ الشيخ والمرشد، الخبير العالم الذي يدلك على الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه)، ولقد كان في تلقي النبي صلى الله عليه وسلم القرءان عن جبريل عليه السلام التشريع والسنة في اتخاذ المشائخ، ولقد كان أئمة السلف والخلف على ذلك إلى أن جاء عصر التلقي عن الكتب والأشرطة ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي فضاعت أخلاق العلم في طلبته وكثر الجهل والفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة. قال أبو حنيفة: (دخلت البصرة وظننت أني لا أسأل عن شيء إلاَّ اجبت فيه، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت على نفسي ألاَّ أفارق حماد حتى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة).
وإن لطالب العلم آدابًا يجب أن يتحراها حتى يظفر بمراده من طلب العلم استقيت من تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وما كان من تعظيم الصحابة وتوقيرهم للعلماء منهم، فسار السلف على ذلك. من تلك الآداب الإحترام والتوقير والإجلال، والتذلل لأهل العلم والفضل، والصبر على صحبتهم والتجاوز عن زلاتهم، وعدم مضايقتهم بالإسئلة قبل أن يحين زمان شرحها وتفسيرها، والتزام أمره وكتم سره، وغير ذلك من الآداب التي قررها أهل العلم. قال المناوي في فيض القدير: ("البركة مع أكابركم" المجربين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم)، رويَ عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً وموقفاً أنه قال: (تعلموا العلم، وتعلموا له السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولمن تعلمونه، ولا تكونوا جبابرة العلماء) جامع بيان العلم لابن عبد البر.
ومن الأدلة الصريحة في احترام العلماء وأهل الديانه ما أخرجه البخاري عن سيدنا عروة بن مسعود في زمان صلح الحديبية إذ قال لقريش: "أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له"، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة.
ولنا أيضًا في قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام الدروس والعبر في تلك الآداب المهمة.
فقال له موسى عليه السلام: "قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا"، قال القرطبي: "هذا سؤال الملاطف، والمخاطب المستنزل، المبالغ في حسن الأدب". فذكره بأن الأمر يتطلب صبرًا وأناةً فقال له: "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟"، والتزم له موسى عليه السلام ببذل الوسع في الطاعة فقال: "ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرًا"، ثم ذكره بأدب التلميذ في حضرة شيخه أن يصبر إلى أن يبدي له الشيخ الأمر، فإنه أعلم وأدرى وأعرف بالزمان المناسب لشرح المسائل، فقال: "فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا"، أي حتى أكون أنا الذي أفسره لك، لا تفسره أنت من تلقائك طالما علمت أني عليم خبير. قال القرطبي: "وهذا من الخضر تأديب وإرشاد لما يقتضي دوام الصحبة" لأنه بخلاف ذلك ستنفض الصحبة ويفقد الطالب فرصة ثمينة في التعلم. وحصل ما كان يتوقع الخضر عليه السلام من كثرة اعتراضات سيدنا موسى على ما لم يعلم، فكان الفراق بينهما قبل أن يأخذ كفايته من العلم.
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة ولو صبر لرأى العجب) أخرجه مسلم.
وفي هذه الآيات كثير من الآداب التي يجب أن يرعاها التلميذ مع شيخه.
ولقد كان سلفنا الصالح أكثر حرصًا على توقير العلماء واحترامهم، فعن عمار بن أبي عمار أن زيد بن ثابت ركب يوماً، فأخذ ابن عباس بركابه فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. أخرجه ابن سعد في الطبقات وجود إسناده الحافظ في الفتح.
وعن الأعمش قال: (كنا نهاب إبراهيم –النخعي– كما يُهاب الأمير) تذكرة الحافظ.
وعن أبي عبدالله المعيطي قال: (رأيت أبابكر بن عياش بمكة، فأتاه سفيان بن عيينة، فبرك بين يديه، فجعل أبوبكر يقول له: يا سفيان كيف أنت؟ يا سفيان كيف عيال أبيك؟، فجاء رجل يسأل سفيان عن حديث، فقال سفيان: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعداً) الجامع للخطيب.
وعن الحسن بن علي الخلال قال: كنا عند مُعْتَمر بن سليمان يحدثنا، إذ أقبل ابن المبارك، فقطع مُعْتَمر حديثه، فقيل له: (حدثنا)، فقال: (إنا لا نتكلم عند كبرائنا) الجامع للخطيب.
وكان عبدالرحمن بن مهدي: (لا يُتحَدَّث في مجلسه، ولا يُبرى قَلَم، ولا يقوم أحد كأنما على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة) تذكرة الحافظ.
وقال حرملة وهو من كبار تلاميذ الشافعي: (سمعت الشافعي يقول وذكر له أصحاب الحديث وأنهم لا يستعملون الأدب، فقال: ما اعلم أني أخذت شيئاً من الحديث، ولا القرآن، أو النحو، أو غير ذلك من الأشياء مما كنت أستفيد، إلاَّ استعملت فيه الأدب، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة، فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته وإجلاله للعلم، فازددت من ذلك، حتى ربما أكون في مجلسه، فاصفح الورقة تصفحاً رقيقاً هيبة لئلا يسمع وقعها) توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس.
وقال الربيع بن سليمان، وهو كبار تلاميذ الشافعي كذلك: (والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له) مناقب الشاقفي للبيهقي.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (لزمت هشيم أربع سنين ما سألته عن شيء إلاَّ مرتين هيبة له) تذكرة الحفاظ.
في ترجمة إبراهيم بن أبي طالب قال الإمام أحمد بن إسحاق الفقيه: (ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب، كنا نجلس كأنَّ على رؤوسنا الطير، لقد عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له سراً: لا تخف! أنت بين يدي الله) تذكرة الحفاظ.
قال إسحاق الشهيد: (كنت أرى يحي القطان يصلي العصر، ثمَّ يستند إلى أصل منارة مسجد، فيقف بين يديه علي بن المديني، والشاذكوني، وعمرو بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحي ابن معين وغيرهم يستمعون الحديث وهم قيام على أرجلهم، إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لأحد منهم اجلس، ولا يجلسون هيبة وإعظاماً) مناقب اللإمام أحمد لابن الجوزي.
قال أبو مصعب: (كانوا يرذُحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا إذا كنا عنده لا يلتفت ذا إلى ذا، قائلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه، وكان يقول: "لا"، و"ونعم"، ولا يقال له من أين قلت ذا؟) سير أعلام النبلاء.
وعن محمد بن سيرين قال: (رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأصحابه يعظمونه ويسودونه، ويشرفونه مثل الأمير).
لما بلغ الثوري مقدم الأوزاعي، خرج حتى لقيه بذي طوى –موضع بمكة– فحل سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته، وكان إذا مرَّ بجماعة قال: "الطريق للشيخ" سير أعلام النبلاء.
وقال إمام القراء عاصم بن أبي النجود: (ما قدمت على أبي وائل من سفر إلاَّ قَبَّلَ كَفِّي) سير أعلام النبلاء.
وقال إبراهيم بن الأشعث: (رأيت سفيان بن عيينة يقبِّل الفضيل مرتين) سير أعلام النبلاء.
وقَبَّل الإمام مسلم الإمام البخاري بين عينيه، وقال له: (دعني أقَبِّل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيِّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله) سير أعلام النبلاء.
ولفضلهم وما يحملونه من العلم والحكمة يجب الصبر عليهم، قال بلال بن أبي بردة: (لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا، أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منا) جامع بيان العلم. وقال أبو يوسف القاضي: (خمس يجب على الناس مداراتهم: الملك المتسلط، والقاضي المتاؤل، والمريض، والمرأة، والعالم ليقتبس من علمه).
ويندب لطالب العلم قلة الأسئلة وعدم المراء، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: (وروينا من وجوه كثيرة عن أبي سلمة –وكان يجادل ويماري ابن عباس– قال: لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علماً كثيراً)، وقال الشعبي: كان أبو سلمة يماري ابن عباس، فحرم بذلك علماً كثيراً)، وفي رواية كان أبو سلمة يسأل ابن عباس فيخزِنُ عنه، وكان عبيد الله بن عبد الله يلاطفه، فكان يغره غراً.
وقال ميمون بن مهران: (لا تمار من هو أعلم منك، فإنك إن ماريته خزن عنك علمه، و لا يبالي ما صنعت) جامع بيان العلم.
. وإن لهذه الصحبة النورانية آداب
وليس هنالك معصوم إلا الأنبياء، فلذلك قد تقع من الشيخ الهفوات، والهفوة هي الخطأ من العالم، ولا تسمى هفوة إلا من عالم، وقد تكون فيه بعض العيوب اليسيرة، فلا تكن الهفوات والعيوب اليسيرة سببًا في سقوطه من نظر طالب العلم بل الأولى أن يتغاضى عنها، روى السخاوي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (ليس من شريف، ولا عالم، ولا ذي فضل –يعني من غير الانبياء عليهم السلام– إلاَّ وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله اكثر من نقصه، وهب نقصه لفضله).
إن للشيخ على طالب العلم فضل عظيم لو أنه يقدره، فهو يقدم العلم سخاءًا لا يطلب عليه مالًا، ويسير بتلميذه إلى أعلى المصاف، قال الشافعي رحمه الله: (الحر من راعى وداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة)، وقال شعبة: (من أخذت عنه حديثًا كنت له عبد)، وقال محمد بن واسع: (لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل من صحبه ولو ساعة).
في الحث على أخذ العلم من أهل الدراية والمعرفة والخبرة أمر الدين. قال محمد بن سيرين: "إن هذا العلم، دين، فلينظر الرجل، عمن يأخذ دينه" رواه مسلم.
وإن للعلماء فضل، فهم ورثة الأنبياء عليهم السلام لما رواه أهل السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم: رواه الترمذي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه"، رواه أحمد والترمذي.
لذلك يجب اتخاذ الشيخ والمرشد، الخبير العالم الذي يدلك على الله عز وجل، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أيها الناس إنما العلم بالتعلم، والفقه بالتفقه)، ولقد كان في تلقي النبي صلى الله عليه وسلم القرءان عن جبريل عليه السلام التشريع والسنة في اتخاذ المشائخ، ولقد كان أئمة السلف والخلف على ذلك إلى أن جاء عصر التلقي عن الكتب والأشرطة ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي فضاعت أخلاق العلم في طلبته وكثر الجهل والفهم الخاطئ لنصوص الكتاب والسنة. قال أبو حنيفة: (دخلت البصرة وظننت أني لا أسأل عن شيء إلاَّ اجبت فيه، فسألوني عن أشياء لم يكن عندي فيها جواب، فجعلت على نفسي ألاَّ أفارق حماد حتى يموت، فصحبته ثماني عشرة سنة).
وإن لطالب العلم آدابًا يجب أن يتحراها حتى يظفر بمراده من طلب العلم استقيت من تعظيم الصحابة رضوان الله عليهم وتوقيرهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وما كان من تعظيم الصحابة وتوقيرهم للعلماء منهم، فسار السلف على ذلك. من تلك الآداب الإحترام والتوقير والإجلال، والتذلل لأهل العلم والفضل، والصبر على صحبتهم والتجاوز عن زلاتهم، وعدم مضايقتهم بالإسئلة قبل أن يحين زمان شرحها وتفسيرها، والتزام أمره وكتم سره، وغير ذلك من الآداب التي قررها أهل العلم. قال المناوي في فيض القدير: ("البركة مع أكابركم" المجربين للأمور، المحافظين على تكثير الأجور، فجالسوهم لتقتدوا برأيهم، وتهتدوا بهديهم)، رويَ عن عمر رضي الله عنه مرفوعاً وموقفاً أنه قال: (تعلموا العلم، وتعلموا له السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، ولمن تعلمونه، ولا تكونوا جبابرة العلماء) جامع بيان العلم لابن عبد البر.
ومن الأدلة الصريحة في احترام العلماء وأهل الديانه ما أخرجه البخاري عن سيدنا عروة بن مسعود في زمان صلح الحديبية إذ قال لقريش: "أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له"، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة.
ولنا أيضًا في قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر عليهما السلام الدروس والعبر في تلك الآداب المهمة.
فقال له موسى عليه السلام: "قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا"، قال القرطبي: "هذا سؤال الملاطف، والمخاطب المستنزل، المبالغ في حسن الأدب". فذكره بأن الأمر يتطلب صبرًا وأناةً فقال له: "وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا؟"، والتزم له موسى عليه السلام ببذل الوسع في الطاعة فقال: "ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرًا"، ثم ذكره بأدب التلميذ في حضرة شيخه أن يصبر إلى أن يبدي له الشيخ الأمر، فإنه أعلم وأدرى وأعرف بالزمان المناسب لشرح المسائل، فقال: "فإن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرًا"، أي حتى أكون أنا الذي أفسره لك، لا تفسره أنت من تلقائك طالما علمت أني عليم خبير. قال القرطبي: "وهذا من الخضر تأديب وإرشاد لما يقتضي دوام الصحبة" لأنه بخلاف ذلك ستنفض الصحبة ويفقد الطالب فرصة ثمينة في التعلم. وحصل ما كان يتوقع الخضر عليه السلام من كثرة اعتراضات سيدنا موسى على ما لم يعلم، فكان الفراق بينهما قبل أن يأخذ كفايته من العلم.
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحمة الله علينا وعلى موسى لولا أنه عجل لرأى العجب ولكنه أخذته من صاحبه ذمامة ولو صبر لرأى العجب) أخرجه مسلم.
وفي هذه الآيات كثير من الآداب التي يجب أن يرعاها التلميذ مع شيخه.
ولقد كان سلفنا الصالح أكثر حرصًا على توقير العلماء واحترامهم، فعن عمار بن أبي عمار أن زيد بن ثابت ركب يوماً، فأخذ ابن عباس بركابه فقال: تنح يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا. أخرجه ابن سعد في الطبقات وجود إسناده الحافظ في الفتح.
وعن الأعمش قال: (كنا نهاب إبراهيم –النخعي– كما يُهاب الأمير) تذكرة الحافظ.
وعن أبي عبدالله المعيطي قال: (رأيت أبابكر بن عياش بمكة، فأتاه سفيان بن عيينة، فبرك بين يديه، فجعل أبوبكر يقول له: يا سفيان كيف أنت؟ يا سفيان كيف عيال أبيك؟، فجاء رجل يسأل سفيان عن حديث، فقال سفيان: لا تسألني ما دام هذا الشيخ قاعداً) الجامع للخطيب.
وعن الحسن بن علي الخلال قال: كنا عند مُعْتَمر بن سليمان يحدثنا، إذ أقبل ابن المبارك، فقطع مُعْتَمر حديثه، فقيل له: (حدثنا)، فقال: (إنا لا نتكلم عند كبرائنا) الجامع للخطيب.
وكان عبدالرحمن بن مهدي: (لا يُتحَدَّث في مجلسه، ولا يُبرى قَلَم، ولا يقوم أحد كأنما على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة) تذكرة الحافظ.
وقال حرملة وهو من كبار تلاميذ الشافعي: (سمعت الشافعي يقول وذكر له أصحاب الحديث وأنهم لا يستعملون الأدب، فقال: ما اعلم أني أخذت شيئاً من الحديث، ولا القرآن، أو النحو، أو غير ذلك من الأشياء مما كنت أستفيد، إلاَّ استعملت فيه الأدب، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة، فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته وإجلاله للعلم، فازددت من ذلك، حتى ربما أكون في مجلسه، فاصفح الورقة تصفحاً رقيقاً هيبة لئلا يسمع وقعها) توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس.
وقال الربيع بن سليمان، وهو كبار تلاميذ الشافعي كذلك: (والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له) مناقب الشاقفي للبيهقي.
وقال الإمام أحمد رحمه الله: (لزمت هشيم أربع سنين ما سألته عن شيء إلاَّ مرتين هيبة له) تذكرة الحفاظ.
في ترجمة إبراهيم بن أبي طالب قال الإمام أحمد بن إسحاق الفقيه: (ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم بن أبي طالب، كنا نجلس كأنَّ على رؤوسنا الطير، لقد عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له سراً: لا تخف! أنت بين يدي الله) تذكرة الحفاظ.
قال إسحاق الشهيد: (كنت أرى يحي القطان يصلي العصر، ثمَّ يستند إلى أصل منارة مسجد، فيقف بين يديه علي بن المديني، والشاذكوني، وعمرو بن علي، وأحمد بن حنبل، ويحي ابن معين وغيرهم يستمعون الحديث وهم قيام على أرجلهم، إلى أن تحين صلاة المغرب، لا يقول لأحد منهم اجلس، ولا يجلسون هيبة وإعظاماً) مناقب اللإمام أحمد لابن الجوزي.
قال أبو مصعب: (كانوا يرذُحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا إذا كنا عنده لا يلتفت ذا إلى ذا، قائلون برؤوسهم هكذا، وكانت السلاطين تهابه، وكان يقول: "لا"، و"ونعم"، ولا يقال له من أين قلت ذا؟) سير أعلام النبلاء.
وعن محمد بن سيرين قال: (رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى، وأصحابه يعظمونه ويسودونه، ويشرفونه مثل الأمير).
لما بلغ الثوري مقدم الأوزاعي، خرج حتى لقيه بذي طوى –موضع بمكة– فحل سفيان رأس البعير عن القطار ووضعه على رقبته، وكان إذا مرَّ بجماعة قال: "الطريق للشيخ" سير أعلام النبلاء.
وقال إمام القراء عاصم بن أبي النجود: (ما قدمت على أبي وائل من سفر إلاَّ قَبَّلَ كَفِّي) سير أعلام النبلاء.
وقال إبراهيم بن الأشعث: (رأيت سفيان بن عيينة يقبِّل الفضيل مرتين) سير أعلام النبلاء.
وقَبَّل الإمام مسلم الإمام البخاري بين عينيه، وقال له: (دعني أقَبِّل رجليك يا أستاذ الأستاذين وسيِّد المحدِّثين، وطبيب الحديث في علله) سير أعلام النبلاء.
ولفضلهم وما يحملونه من العلم والحكمة يجب الصبر عليهم، قال بلال بن أبي بردة: (لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا، أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منا) جامع بيان العلم. وقال أبو يوسف القاضي: (خمس يجب على الناس مداراتهم: الملك المتسلط، والقاضي المتاؤل، والمريض، والمرأة، والعالم ليقتبس من علمه).
ويندب لطالب العلم قلة الأسئلة وعدم المراء، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم: (وروينا من وجوه كثيرة عن أبي سلمة –وكان يجادل ويماري ابن عباس– قال: لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علماً كثيراً)، وقال الشعبي: كان أبو سلمة يماري ابن عباس، فحرم بذلك علماً كثيراً)، وفي رواية كان أبو سلمة يسأل ابن عباس فيخزِنُ عنه، وكان عبيد الله بن عبد الله يلاطفه، فكان يغره غراً.
وقال ميمون بن مهران: (لا تمار من هو أعلم منك، فإنك إن ماريته خزن عنك علمه، و لا يبالي ما صنعت) جامع بيان العلم.
. وإن لهذه الصحبة النورانية آداب
وليس هنالك معصوم إلا الأنبياء، فلذلك قد تقع من الشيخ الهفوات، والهفوة هي الخطأ من العالم، ولا تسمى هفوة إلا من عالم، وقد تكون فيه بعض العيوب اليسيرة، فلا تكن الهفوات والعيوب اليسيرة سببًا في سقوطه من نظر طالب العلم بل الأولى أن يتغاضى عنها، روى السخاوي عن سعيد بن المسيب أنه قال: (ليس من شريف، ولا عالم، ولا ذي فضل –يعني من غير الانبياء عليهم السلام– إلاَّ وفيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله اكثر من نقصه، وهب نقصه لفضله).
إن للشيخ على طالب العلم فضل عظيم لو أنه يقدره، فهو يقدم العلم سخاءًا لا يطلب عليه مالًا، ويسير بتلميذه إلى أعلى المصاف، قال الشافعي رحمه الله: (الحر من راعى وداد لحظة، وانتمى لمن أفاده لفظة)، وقال شعبة: (من أخذت عنه حديثًا كنت له عبد)، وقال محمد بن واسع: (لا يبلغ العبد مقام الإحسان حتى يحسن إلى كل من صحبه ولو ساعة).
أخطاء شنيعة للجنة الدائمة للإفتاء والدعوة والإرشاد السعودية
ليتهم قالوا بأن الحديث ضعيف، ولكنهم قالوا ( لا أصل له ) !!!
مستدرك الحاكم (1/ 244 )
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الصَّلَاةِ الَّتِي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلَاةِ الَّتِي لَا يُسْتَاكُ لَهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا» . «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 515 - على شرط مسلم
الترغيب والترهيب للمنذري ( 1/ 102)
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فضل الصَّلَاة بِالسِّوَاكِ على الصَّلَاة بِغَيْر سواك سَبْعُونَ ضعفا
رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَقَالَ فِي الْقلب من هَذَا الْخَبَر شَيْء فَإِنِّي أَخَاف أَن يكون مُحَمَّد بن إِسْحَاق لم يسمعهُ من ابْن شهَاب وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم كَذَا قَالَ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق إِنَّمَا أخرج لَهُ مُسلم فِي المتابعات
عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِأَن أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بسواك أحب إِلَيّ من أَن أُصَلِّي سبعين رَكْعَة بِغَيْر سواك
رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب السِّوَاك بِإِسْنَاد جيد، المتجر الرابح الدمياطي (1/ 53)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك " رواهما أبو نعيم في " كتاب السواك " بإسنادين حسنين.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " فضل الصلاة بالسواك على
الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا " رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم.
ولقد حسن الحديث أيضا السخاوي فى المقاصد الحسنة صـ 424
وعن ابن عباس عند أبي نُعيم في السواك له بلفظ: لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك، وسنده جيد
ولقد قال الإمام الزرقاني فى مختصر المقاصد صـ 586 صحيح
ــــــــــــــــــ
(الجزء رقم: 3، الصفحة رقم: 273)
الفتوى رقم (11255)
س 1: ما مدى صحة هذا الحديث: (ركعتان بالسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك)؟
ج 1: هذا الحديث لا أصل له فيما نعلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مستدرك الحاكم (1/ 244 )
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: ثنا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، ثنا أَبِي، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيُّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَضْلُ الصَّلَاةِ الَّتِي يُسْتَاكُ لَهَا عَلَى الصَّلَاةِ الَّتِي لَا يُسْتَاكُ لَهَا سَبْعِينَ ضِعْفًا» . «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 515 - على شرط مسلم
الترغيب والترهيب للمنذري ( 1/ 102)
عَن عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا زوج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فضل الصَّلَاة بِالسِّوَاكِ على الصَّلَاة بِغَيْر سواك سَبْعُونَ ضعفا
رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَزَّار وَأَبُو يعلى وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَقَالَ فِي الْقلب من هَذَا الْخَبَر شَيْء فَإِنِّي أَخَاف أَن يكون مُحَمَّد بن إِسْحَاق لم يسمعهُ من ابْن شهَاب وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرط مُسلم كَذَا قَالَ وَمُحَمّد بن إِسْحَاق إِنَّمَا أخرج لَهُ مُسلم فِي المتابعات
عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لِأَن أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ بسواك أحب إِلَيّ من أَن أُصَلِّي سبعين رَكْعَة بِغَيْر سواك
رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي كتاب السِّوَاك بِإِسْنَاد جيد، المتجر الرابح الدمياطي (1/ 53)
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال : " لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك " رواهما أبو نعيم في " كتاب السواك " بإسنادين حسنين.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم قال : " فضل الصلاة بالسواك على
الصلاة بغير سواك سبعين ضعفا " رواه أحمد وأبو يعلى وابن خزيمة والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم.
ولقد حسن الحديث أيضا السخاوي فى المقاصد الحسنة صـ 424
وعن ابن عباس عند أبي نُعيم في السواك له بلفظ: لأن أصلي ركعتين بسواك أحب إلي من أن أصلي سبعين ركعة بغير سواك، وسنده جيد
ولقد قال الإمام الزرقاني فى مختصر المقاصد صـ 586 صحيح
ــــــــــــــــــ
(الجزء رقم: 3، الصفحة رقم: 273)
الفتوى رقم (11255)
س 1: ما مدى صحة هذا الحديث: (ركعتان بالسواك خير من سبعين ركعة بغير سواك)؟
ج 1: هذا الحديث لا أصل له فيما نعلم.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو: عبد الله بن غديان
نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي
الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز
أبو اسحق الشاطبي أشعري العقيدة
لقد تفاجأ الوهابية أن عقيدة أبي اسحق الشاطبي أشعرية، فقال أحدهم:
"بالتأمل في كتب الشاطبي -رحمه الله- واستقراء مقالاته يتبين أنه -رحمه الله- يميل إلى قول الأشاعرة في بعض المسائل:
فيرى أن خبر الواحد لا يفيد العلم اليقيني، وإنما يفيد الظن فقط، وهذا مستفاد من تقسيماته -رحمه الله- لخبر الواحد إلى الثلاثة وكلها ظنية، ولم يحكم لأي نوع منها على أنه قطعي، بل ويتضح هذا المعنى في أنه يرى أن خبر الواحد لا يقطع به ولو صح سنده، إلا إذا استند إلى آية قرآنية قطعية.
إلا أنه -رحمه الله- يرى أن العقيدة تثبت بخبر الواحد إذا شهد له أصل قطعي كآية قرآنية أو سنة متواترة، فيكون خبر الواحد حينئذٍ كجزئي تحت معنى قرآني كلي.
موقفه من التأويل:
موقف الإمام الشاطبي -رحمه الله- من التأويل لا يختلف عن موقف الأشاعرة، بل هو تقرير له من غير تعصب؛ لأنه -رحمه الله- يرى أن مسألة التأويل مسألة اجتهادية، لذلك يرى -رحمه الله- أن الدليل إذا عارضه قطعي كظهور تشبيه الخالق بالمخلوق فليس بدليل، فلابد من أن يحتاج له إلى دليل آخر، فهذا أصل مقرر عند كل من سلك مسلك التأويل في صفات البارئ، وإن كانت تتفاوت درجاتهم في ذلك.
بل يذهب -رحمه الله- إلى أبعد من ذلك، حيث يرى أن المرء إذا وجد خبراً يقتضي في الظاهر خرق العادة، كظهور تشبيه أو غيره فهو مخير بين أمرين، وله في أحدهما سعة، إما التفويض المطلق، وإما التأويل.
ومما يؤكد ما سبق أنه -رحمه الله- يرى أن التأويل يحتاج إليه في بعض المواطن، بل يرى أنه من طريقة السلف؛ لأن الأصل عنده التصديق والتسليم المحض لا الإنكار.
بعض آرائه المنهجية في المسائل العقدية والاختلافات المنهجية، ويتلخص ذلك في النقاط التالية:
1- أنه -رحمه الله- يرى أن الخلاف الواقع بين أهل السنة والجماعة وبين أصحاب البدع في صفات الله تعالى خلاف في الفروع لا في الأصول، ولا سيما إذا كان ذلك منهم على قصد حسن.
2- يعتبر مذهب السلف أحياناً هو الأصل في إثبات الصفات، وأن التأويل أيضاً غير خارج عن مذهبهم، بل ويرى أنه قد يحتاج إليه في بعض المواضع، وأن من هذا حاله خير ممن جعل أصله في تلك الأمور التكذيب بها.
3- بل يرى -رحمه الله- أن التسليم المحض والتأويل سيان، بكل منهما قال السلف لكن التسليم أسلم.
4- لم يكتب عقيدته بصورة مستقلة كما فعل غيره ممن كتبوا في العقائد، وإنما يعقد فصلاً غير مخصص لمسألة العقيدة، يقرر فيه قاعدة في فن ما، فيشير إلى عقيدته إشارة خفيفة، وأحياناً يذكر أثناء مناقشته لأهل البدع، فيورد أمثلة توضيحية يكون نصيب العقيدة منها قليلاً.
5- مناقشته -رحمه الله- في العقيدة كانت مع المعتزلة كثيراً، ومع الجهمية قليلاً، ونادراً ما يشير إلى أهل السنة والجماعة، وإن أشار فمراده بذلك الأشعرية فقط .
عقيدة الشاطبي في:
كلام الله تعالى: ينكر أن يكون كلام الله بالصوت والحرف ويثبت كلاماً نفيساً وهو قول الأشاعرة.
رؤية الله يوم القيامة: يذهب إلى مذهب الأشاعرة في مسألة الرؤية، فالأشاعرة يثبتون الرؤية بدون إثبات جهة ولا مقابلة.
صفة الاستواء لله: اضطربت أقوال الأشعرية في الاستواء ما بين تأويل وتفويض، فحكى بعضهم أن التفويض مذهب مال إليه المتقدمون من الأشعرية، مما جعل كثيراً من المتأخرين يختارونه بحجة أنه أسلم في زعمهم، وهو الذي ذهب إليه الإمام الشاطبي -رحمه الله- فقد سلك مسلك التفويض، ويرى أن ذلك مذهب السلف، مع أن الحقيقة ليس ذلك بمذهب السلف، وإنما مذهبهم تفويض الكيف والحقيقة لا المعنى.
بقية الصفات السمعية: الوجه، اليدان، العين، الرجل، القدم، الضحك، النـزول: قوله -رحمه الله- في هذه الصفات كقوله في الاستواء، بل صرح -رحمه الله- في موطن آخر أن هذه الصفات جوارح محسوسات لا يجوز إثباتها لله.
قال -رحمه الله-: "ومثاله في ملة الإسلام: مذهب الظاهرية في إثبات الجوارح للرب المنـزه عن النقائص، من العين، واليد، والرجل، والوجه، المحسوسات، والجهة، وغير ذلك من الثابت للمحدثات".
وكلامه هذا لا شك أنه يدل على أن عقيدته في هذه الصفات عدم الإثبات، إذ سمى إثبات هذه الصفات أنها إثبات جوارح"، ولم يقيد ذلك بأن إثباتها مع التنـزيه أن ذلك عقيدة صحيحة.
تعريف الإيمان: كان يقول -رحمه الله- بقول الأشعرية في تعريف الإيمان: إن الإيمان هو التصديق في اللغة والشريعة جميعاً، وإن الأفعال والأعمال من شرائع الإيمان لا من نفس الإيمان.
الكبيرة: يقول بقول أهل السنة والجماعة في مصير مرتكب الكبيرة في الآخرة، حيث يرى أنه تحت المشيئة، إن شاء ربه عذبه، وإن شاء غفر له، وأنه لا يخلد في النار كالكافر إن دخلها.
عذاب القبر ونعيمه: قال: "ولا نكير في كون الميت يعذب برد الروح إليه، ثم تعذيبه على وجه لا يقدر البشر على رؤيته لذلك ولا سماعه".
ومنهج الإمام الشاطبي -رحمه الله- في إثبات الغيبيات والرد على طوائف المبتدعة هو بعينه ما ذكره علماء أهل السنة والجماعة.
ويقول بقول أهل السنة والجماعة في مسألة الميزان"، حيث أثبت أنه ميزان صحيح يوزن به الأعمال، وأن حقيقته وكيفية الوزن به غير معلومة لدينا، بل نؤمن به كما يليق بالدار الآخرة.
وسلك مسلك أهل السنة والجماعة في إثبات الصراط يوم القيامة.
كان الإمام الشاطبي -رحمه الله- حريصاً على إحياء السنة وإماتة البدعة، ولما كان المجتمع الغرناطي قد فشت فيه بدع منكرة، فقد تصدى -رحمه الله- لمقاومتها، مما جعله من المشهورين في المجتمع الغرناطي بمقاومة البدع وأهلها.
وتوفى يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة790هـ بغرناطة، وبذلك يكون قد عاش أكثر من سبعين عاماً قضاها -رحمه الله- في رحاب العلم الشرعي مكافحاً صابراً في طلب العلم، ونشر الحق وإحياء السنة وإماتة البدعة.
كيف ندرس كتاب عالم بهذه العقيدة؟ وألا يوجد كتاب آخر لعالم سلفي المعتقد؟
الجواب: هناك الكثير من علماء الإسلام الكبار، ولهم مؤلفات كثيرة نفع الله بها، تجد أن هناك ملاحظات إما عليهم أو على كتبهم كابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم، ولم يقل أحد بترك كتبهم بل الأمة على مدار تاريخها تَدرس وتُدرّس كتبهم وتنبه على أخطائهم، ولا حرج في ذلك، وطالب العلم يدرك ويميز الخطأ من الصواب، والشاطبي -رحمه الله- أحد هؤلاء العلماء.
"بالتأمل في كتب الشاطبي -رحمه الله- واستقراء مقالاته يتبين أنه -رحمه الله- يميل إلى قول الأشاعرة في بعض المسائل:
فيرى أن خبر الواحد لا يفيد العلم اليقيني، وإنما يفيد الظن فقط، وهذا مستفاد من تقسيماته -رحمه الله- لخبر الواحد إلى الثلاثة وكلها ظنية، ولم يحكم لأي نوع منها على أنه قطعي، بل ويتضح هذا المعنى في أنه يرى أن خبر الواحد لا يقطع به ولو صح سنده، إلا إذا استند إلى آية قرآنية قطعية.
إلا أنه -رحمه الله- يرى أن العقيدة تثبت بخبر الواحد إذا شهد له أصل قطعي كآية قرآنية أو سنة متواترة، فيكون خبر الواحد حينئذٍ كجزئي تحت معنى قرآني كلي.
موقفه من التأويل:
موقف الإمام الشاطبي -رحمه الله- من التأويل لا يختلف عن موقف الأشاعرة، بل هو تقرير له من غير تعصب؛ لأنه -رحمه الله- يرى أن مسألة التأويل مسألة اجتهادية، لذلك يرى -رحمه الله- أن الدليل إذا عارضه قطعي كظهور تشبيه الخالق بالمخلوق فليس بدليل، فلابد من أن يحتاج له إلى دليل آخر، فهذا أصل مقرر عند كل من سلك مسلك التأويل في صفات البارئ، وإن كانت تتفاوت درجاتهم في ذلك.
بل يذهب -رحمه الله- إلى أبعد من ذلك، حيث يرى أن المرء إذا وجد خبراً يقتضي في الظاهر خرق العادة، كظهور تشبيه أو غيره فهو مخير بين أمرين، وله في أحدهما سعة، إما التفويض المطلق، وإما التأويل.
ومما يؤكد ما سبق أنه -رحمه الله- يرى أن التأويل يحتاج إليه في بعض المواطن، بل يرى أنه من طريقة السلف؛ لأن الأصل عنده التصديق والتسليم المحض لا الإنكار.
بعض آرائه المنهجية في المسائل العقدية والاختلافات المنهجية، ويتلخص ذلك في النقاط التالية:
1- أنه -رحمه الله- يرى أن الخلاف الواقع بين أهل السنة والجماعة وبين أصحاب البدع في صفات الله تعالى خلاف في الفروع لا في الأصول، ولا سيما إذا كان ذلك منهم على قصد حسن.
2- يعتبر مذهب السلف أحياناً هو الأصل في إثبات الصفات، وأن التأويل أيضاً غير خارج عن مذهبهم، بل ويرى أنه قد يحتاج إليه في بعض المواضع، وأن من هذا حاله خير ممن جعل أصله في تلك الأمور التكذيب بها.
3- بل يرى -رحمه الله- أن التسليم المحض والتأويل سيان، بكل منهما قال السلف لكن التسليم أسلم.
4- لم يكتب عقيدته بصورة مستقلة كما فعل غيره ممن كتبوا في العقائد، وإنما يعقد فصلاً غير مخصص لمسألة العقيدة، يقرر فيه قاعدة في فن ما، فيشير إلى عقيدته إشارة خفيفة، وأحياناً يذكر أثناء مناقشته لأهل البدع، فيورد أمثلة توضيحية يكون نصيب العقيدة منها قليلاً.
5- مناقشته -رحمه الله- في العقيدة كانت مع المعتزلة كثيراً، ومع الجهمية قليلاً، ونادراً ما يشير إلى أهل السنة والجماعة، وإن أشار فمراده بذلك الأشعرية فقط .
عقيدة الشاطبي في:
كلام الله تعالى: ينكر أن يكون كلام الله بالصوت والحرف ويثبت كلاماً نفيساً وهو قول الأشاعرة.
رؤية الله يوم القيامة: يذهب إلى مذهب الأشاعرة في مسألة الرؤية، فالأشاعرة يثبتون الرؤية بدون إثبات جهة ولا مقابلة.
صفة الاستواء لله: اضطربت أقوال الأشعرية في الاستواء ما بين تأويل وتفويض، فحكى بعضهم أن التفويض مذهب مال إليه المتقدمون من الأشعرية، مما جعل كثيراً من المتأخرين يختارونه بحجة أنه أسلم في زعمهم، وهو الذي ذهب إليه الإمام الشاطبي -رحمه الله- فقد سلك مسلك التفويض، ويرى أن ذلك مذهب السلف، مع أن الحقيقة ليس ذلك بمذهب السلف، وإنما مذهبهم تفويض الكيف والحقيقة لا المعنى.
بقية الصفات السمعية: الوجه، اليدان، العين، الرجل، القدم، الضحك، النـزول: قوله -رحمه الله- في هذه الصفات كقوله في الاستواء، بل صرح -رحمه الله- في موطن آخر أن هذه الصفات جوارح محسوسات لا يجوز إثباتها لله.
قال -رحمه الله-: "ومثاله في ملة الإسلام: مذهب الظاهرية في إثبات الجوارح للرب المنـزه عن النقائص، من العين، واليد، والرجل، والوجه، المحسوسات، والجهة، وغير ذلك من الثابت للمحدثات".
وكلامه هذا لا شك أنه يدل على أن عقيدته في هذه الصفات عدم الإثبات، إذ سمى إثبات هذه الصفات أنها إثبات جوارح"، ولم يقيد ذلك بأن إثباتها مع التنـزيه أن ذلك عقيدة صحيحة.
تعريف الإيمان: كان يقول -رحمه الله- بقول الأشعرية في تعريف الإيمان: إن الإيمان هو التصديق في اللغة والشريعة جميعاً، وإن الأفعال والأعمال من شرائع الإيمان لا من نفس الإيمان.
الكبيرة: يقول بقول أهل السنة والجماعة في مصير مرتكب الكبيرة في الآخرة، حيث يرى أنه تحت المشيئة، إن شاء ربه عذبه، وإن شاء غفر له، وأنه لا يخلد في النار كالكافر إن دخلها.
عذاب القبر ونعيمه: قال: "ولا نكير في كون الميت يعذب برد الروح إليه، ثم تعذيبه على وجه لا يقدر البشر على رؤيته لذلك ولا سماعه".
ومنهج الإمام الشاطبي -رحمه الله- في إثبات الغيبيات والرد على طوائف المبتدعة هو بعينه ما ذكره علماء أهل السنة والجماعة.
ويقول بقول أهل السنة والجماعة في مسألة الميزان"، حيث أثبت أنه ميزان صحيح يوزن به الأعمال، وأن حقيقته وكيفية الوزن به غير معلومة لدينا، بل نؤمن به كما يليق بالدار الآخرة.
وسلك مسلك أهل السنة والجماعة في إثبات الصراط يوم القيامة.
كان الإمام الشاطبي -رحمه الله- حريصاً على إحياء السنة وإماتة البدعة، ولما كان المجتمع الغرناطي قد فشت فيه بدع منكرة، فقد تصدى -رحمه الله- لمقاومتها، مما جعله من المشهورين في المجتمع الغرناطي بمقاومة البدع وأهلها.
وتوفى يوم الثلاثاء الثامن من شهر شعبان سنة790هـ بغرناطة، وبذلك يكون قد عاش أكثر من سبعين عاماً قضاها -رحمه الله- في رحاب العلم الشرعي مكافحاً صابراً في طلب العلم، ونشر الحق وإحياء السنة وإماتة البدعة.
كيف ندرس كتاب عالم بهذه العقيدة؟ وألا يوجد كتاب آخر لعالم سلفي المعتقد؟
الجواب: هناك الكثير من علماء الإسلام الكبار، ولهم مؤلفات كثيرة نفع الله بها، تجد أن هناك ملاحظات إما عليهم أو على كتبهم كابن حجر والنووي وابن الجوزي وغيرهم، ولم يقل أحد بترك كتبهم بل الأمة على مدار تاريخها تَدرس وتُدرّس كتبهم وتنبه على أخطائهم، ولا حرج في ذلك، وطالب العلم يدرك ويميز الخطأ من الصواب، والشاطبي -رحمه الله- أحد هؤلاء العلماء.
"
سيرة محمد بن عبد الوهاب كما أرخ لها الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي
قال مفتي الحنابلة بمكة الشيخ محمد بن عبد الله النجدي الحنبلي المتوفى سنة ١٢٩٥ هـ في كتابه "السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة" في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب بن سليمان ما نصّه (٨):
"وهو والد محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الافاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات ". ا.هـ
"وهو والد محمّد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الافاق، لكن بينهما تباين مع أن محمدًا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده، وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غضبان على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أن يحدث منه أمر، فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر، فقدّر الله أن صار ما صار، وكذلك ابنه سليمان أخو الشيخ محمد كان منافيًا له في دعوته ورد عليه ردًا جيدا بالآيات والآثار لكون المردود عليه لا يقبل سواهما ولا يلتفت إلى كلام عالم متقدمًا أو متأخرا كائنا من كان غير تقي الدين بن تيمية وتلميذه ابن القيم فإنه يرى كلامهما نصّا لا يقبل التأويل ويصول به على الناس وإن كان كلامهما على غير ما يفهم، وسمى الشيخ سليمان رده على أخيه "فصل الخطاب في الرد على محمّد بن عبد الوهاب" وسلّمه الله من شرّه ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد، فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلاله قتله، وقيل إن مجنونًا كان في بلدة ومن عادته أن يضرب من واجهه ولو بالسلاح، فأمر محمدٌ أن يعطى سيفًا ويدخل على أخيه الشيخ سليمان وهو في المسجد وحده، فأدخل عليه فلما رءاه الشيخ سليمان خاف منه فرمى المجنون السيف من يده وصار يقول: يا سليمان لا تخف إنك من الآمنين ويكررها مرارا، ولا شك أن هذه من الكرامات ". ا.هـ
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)