الأربعاء، 8 يونيو 2016

حكم كلمة «رمضان كريم» نموذج للفتاوى الوهابية الشاذة‼

سئل شيخ الوهابية ابن عثيمين عن حكم هذه الكلمة؟
فأجاب: «حكم ذلك أن هذه الكلمة (رمضان كريم) غير صحيحة، وإنما يقال: (رمضان مبارك) وما أشبه ذلك؛ لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريمًا، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهرًا فاضلا، ووقتًا لأداء ركن من أركان الإسلام» انتهى. فتاوى الصيام ص٨٣٧

هذا خطأ فادح، وجهل باللغة العربية وبالقرءان الكريم وبمقاصد الناس في كلامهم، وهذه محاولة يائسة للتعكير على المسلمين بالإنكار عليهم في تعبير مشهور لقرون. أما شرعًا فمن المعلوم أن الله تعالى من أسمائه الكريم، ومع ذلك وصف القرءان النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة الحاقة: 40]

▪ووصف موسى عليه السلام بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ» [سورة الدخان: 17]

▪ووصف جبريل عليه السلام بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة التكوير 19]

▪ولا تعارض بين كون الله تبارك وتعالى هو الكريم، وبين أن من عباده كرماء، لأن الكريم في حق الرسل بمعنى أنهم كرماء على ربهم، مبجلين، ذوي مقام سامٍ ومنزلة عالية.

▪ونظائر ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى كثيرة، فالله تبارك وتعالى من أسمائه المؤمن، وهناك سورة كاملة اسمها «المؤمنون»، ولا تعارض.. وأن الله هو الراحم وهناك راحمون من الخلق، وفي الحديث: «الراحمون يرحمهم الله تعالى» ولا تعارض، أن الرازق هو الله وهناك رازقون من الخلق كما قال تعالى:
(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) [سورة النساء: 5]
وهكذا.

▪إذًا فلا ننكر قول هذا كريم لأن الكريم هو الله، ولا أن فلان مؤمن لأن المؤمن هو الله، ولا أن فلان رحيم لأن الرحيم هو الله، وهكذا.

▪وكلمة «كريم» معانيها كثيرة، منها «الكثير والطيب والمبارك»، مثلًا «رزق كريم» أي رزق طيب ومبارك وكثير كقوله تعالى: (أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [سورة اﻷنفال: 4]

▪وكقوله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [سورة لقمان: 10]

▪ومن معانيها الحسن، الشريف، العظيم، الجليل، الرفيع القدر والمنزلة كقوله تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة الحاقة: 40]

▪وقوله تعالى:
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [سورة يوسف: 31]

▪وقوله تعالى:
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) [سورة النمل: 29]

▪وقوله تعالى:
(وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) [سورة الشعراء: 58]

▪وقوله تعالى:
(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) [سورة اﻷحزاب: 44]

▪وغيرها كثير، فرمضان شريف وعظيم وجليل ورفيع القدر، وكريم بالعطايا والهبات الربانية من رحمة ومغفرة وعتق من النار، وكريم حتى على الفقراء والمساكين الذين يجدون من الرزق في رمضان ما لا يجدونه في غيره من الشهور إلا في شهر ربيع الأول.

فرمضان كريم

ولا تلتفوا إلى الذين ليس لهم حظ من العلم إلا الإنكار على الناس، وبذر الفرقة والخلاف والشتات.