إن في القبر نعيم وعذاب، وهذا مما علم من الدين بالضرورة وتواترت به النصوص:
▪قال تعالى: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) [السجدة:21].
قال ترجمان القرءان سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «جزء منه في الدنيا، والنصيب الأكبر منه في القبر، والعذاب الأكبر هو عذاب جهنم»، قال مجاهد: «يعني به عذاب القبر».
▪وقال تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) [الأنعام:93]. فهذا عذاب عاجل في الموت والقبر.
▪وقال النبي ﷺ: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يريكم عذاب القبر». فقالت أم بشر: «وهل للقبر عذاب؟!» فقال: «إنهم ليعذبون عذابًا تسمعه البهائم». أخرجه مسلم.
▪ومر النبي ﷺ على قبرين فقال: «إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة» أخرجه البخاري.
▪وقال النبي ﷺ: «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه». أخرجه الدارقطني
▪وقال النبي ﷺ: (إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: «ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟» فأما المؤمن فيقول: «أشهد أنه عبد الله ورسوله» قال: فيقول: «انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة»، وأما الكافر والمنافق فيقولان: «ما كنت تقول في هذا الرجل؟» فيقول: «لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس»، فيقولان: «لا دريت ولا تليت» ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين). أخرجه البخاري ومسلم
▪وقال النبي ﷺ: «للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ» وفي رواية: «هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه» أخرجه النسائي
▪كان رجل يقال له كركرة على متاع رسول الله ﷺ فمات فقال النبي: «هو في النار، وإن الشملة تشتعل عليه نارًا في قبره» فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها.
أخرجه البخاري.
والغلول: هو السرقة من الغنيمة. والشملة: هي الكساء من الصوف يُتغطى به.
▪وقال النبي ﷺ: «إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا و ما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه».
أخرجه أحمد والطبراني
▪وكان من دعائه ﷺ وبعد التشهد الأخير: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال». أخرجه مسلم.
▪وقال النبي ﷺ: «من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء» أخرجه أحمد والترمذي
▪وكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فسئل عن ذلك وقيل له: «تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟!» فقال: سمعت رسول الله يقول: «إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد» أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة.