هل نعبد الله لدخول الجنة والنجاة من النار، أم نعبده في ذاته كما روي عن رابعة العدوية، المرأة الصالحة الزاهدة التي عاشت في القرون المفضلة؟
إن لم يكن لله جنة ولا نار ألم يكن يستحق أن يعبد؟ بلى والله، لذلك فإن أعظم لذة لأهل الجنة هي شهود الحق سبحانه ولذة النظر إليه. وأبلغ عذاب الآخرة هو الحجب عن النظر لله عز وجل. ما الجنة عن أهل التحقيق إلا مظهر رضاه وما النار إلا مظهر سخطه جل وعلا.
وفي الصحيح أن السيدة عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أنك تقوم حتى تتورم قدماك وقد غفر لك الله ما تقدم وما تأخر؟
أي أنك لا تحتاج لكل هذا العناء في قيام الليل، والجنة لك مضمونة، فماذا كان رده صلى الله عليه وسلم؟
قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟‼
إذًا هي عبادة لذاته تبارك وتعالى، تلذذًا بالوقوف بين يديه، وليست الغاية دخول الجنة، فهو صلى عليه وسلم مفتاح الجنة، وأول من يدخلها، ومع ذلك تتورم أقدامه في القيام بين يدي ربه جل وعلا.
إن الذين يعشقون الجنة لنعيمها ليس كالذين يعشقونها لأنها منزل رضا الله، والذين يفرون من النار لعذابها ليس كالذين يفرون منها لأنها متزل سخط الله. فأهل التحقيق مشغولون بالله جل وعلا عمن سواه من خلقه إلا ما اتصل برضاه سبحانه، لأنه عنئذٍ متعلق بالله، لا ينشغلون بغير الله لعينه.
بل إن الصحابة عليهم رضوان الله علمونا أن الجنة بدون رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيخة، لا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم فهي في ذاتها لا تجتذب إلا الذين يتلذذون كما يتلذذ البهائم.
لذلك كان ثوبان رضي الله عنه، مولى رسول الله ﷺ، كان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يُعرف في وجهه الحزن، فقال له رسول الله ﷺ: «يا ثوبان ما غير لونك؟» فقال: «يا رسول الله ما بي من ضُر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، وأخاف أن لا أراك هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبداً».
الله الله على المحبة!
وأيضًا كما روي في الصحيح عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت آتي رسول الله ﷺ بوضوئه وبحاجته، فقال: «سلني»، قلت: مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك»، قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
فلم يكتف الصحابة عليهم رضوان الله بالرغبة في الجنة في ذاتها، لأنها بدون رسول الله لا تسوى شيئًا، ولا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم، فكيف بها بدون لذة النظر إلى الله جل وعلا؟
وكيف بقساوة الحجب عن الله جل وعلا في الآخرة والخلود في النار.
هذه الدرجة من محبة الله عز وجل درجة ذوقية، لا يصل إليها كل عابد، فهناك من يعبد الله عبادة التجار للأجر والثواب، هذا أقصى ما فهمته عقولهم، فيتنعمون فيها بها وبملذاتها كما تتنعم البهائم، وهناك من يعبد الله لذاته العلية، لكماله وجماله وجلاله، (والذين ءامنوا أشد حبًّا لله)، فينتظرون لحظات الشهود، ويرون في نعيم الجنة مظهر لرضاه سبحانه، وعظمة قدرته، فيتلذذون بها أكثر من غيرهم لأن قلوبهم تعلقت به سبحانه وحده.
إن لم يكن لله جنة ولا نار ألم يكن يستحق أن يعبد؟ بلى والله، لذلك فإن أعظم لذة لأهل الجنة هي شهود الحق سبحانه ولذة النظر إليه. وأبلغ عذاب الآخرة هو الحجب عن النظر لله عز وجل. ما الجنة عن أهل التحقيق إلا مظهر رضاه وما النار إلا مظهر سخطه جل وعلا.
وفي الصحيح أن السيدة عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أنك تقوم حتى تتورم قدماك وقد غفر لك الله ما تقدم وما تأخر؟
أي أنك لا تحتاج لكل هذا العناء في قيام الليل، والجنة لك مضمونة، فماذا كان رده صلى الله عليه وسلم؟
قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟‼
إذًا هي عبادة لذاته تبارك وتعالى، تلذذًا بالوقوف بين يديه، وليست الغاية دخول الجنة، فهو صلى عليه وسلم مفتاح الجنة، وأول من يدخلها، ومع ذلك تتورم أقدامه في القيام بين يدي ربه جل وعلا.
إن الذين يعشقون الجنة لنعيمها ليس كالذين يعشقونها لأنها منزل رضا الله، والذين يفرون من النار لعذابها ليس كالذين يفرون منها لأنها متزل سخط الله. فأهل التحقيق مشغولون بالله جل وعلا عمن سواه من خلقه إلا ما اتصل برضاه سبحانه، لأنه عنئذٍ متعلق بالله، لا ينشغلون بغير الله لعينه.
بل إن الصحابة عليهم رضوان الله علمونا أن الجنة بدون رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيخة، لا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم فهي في ذاتها لا تجتذب إلا الذين يتلذذون كما يتلذذ البهائم.
لذلك كان ثوبان رضي الله عنه، مولى رسول الله ﷺ، كان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يُعرف في وجهه الحزن، فقال له رسول الله ﷺ: «يا ثوبان ما غير لونك؟» فقال: «يا رسول الله ما بي من ضُر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، وأخاف أن لا أراك هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبداً».
الله الله على المحبة!
وأيضًا كما روي في الصحيح عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت آتي رسول الله ﷺ بوضوئه وبحاجته، فقال: «سلني»، قلت: مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك»، قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».
فلم يكتف الصحابة عليهم رضوان الله بالرغبة في الجنة في ذاتها، لأنها بدون رسول الله لا تسوى شيئًا، ولا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم، فكيف بها بدون لذة النظر إلى الله جل وعلا؟
وكيف بقساوة الحجب عن الله جل وعلا في الآخرة والخلود في النار.
هذه الدرجة من محبة الله عز وجل درجة ذوقية، لا يصل إليها كل عابد، فهناك من يعبد الله عبادة التجار للأجر والثواب، هذا أقصى ما فهمته عقولهم، فيتنعمون فيها بها وبملذاتها كما تتنعم البهائم، وهناك من يعبد الله لذاته العلية، لكماله وجماله وجلاله، (والذين ءامنوا أشد حبًّا لله)، فينتظرون لحظات الشهود، ويرون في نعيم الجنة مظهر لرضاه سبحانه، وعظمة قدرته، فيتلذذون بها أكثر من غيرهم لأن قلوبهم تعلقت به سبحانه وحده.