الثلاثاء، 24 مايو 2016

لا تنسوا موتاكم!! إنهم يلوحون إليكم!

روى رجل سوداني أنه رأى في المنام الموتى في مقابر "بُـرِّي" واقفين كأنهم دمى هوائية تلوِّح عن طريق هواء يضخ من أسفل، يلوحون طلبًا للعون والمساعدة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الميت في قبره إلا كالغريق المستغيث ينتظر دعوة تلحقه من أب أو أم أو أخ أو صديق، فإذا لحقته كانت أحب إليه من الدنيا وما فيها، وإن الله عز وجل ليُدخل على أهل القبور من دعاء أهل الدور أمثال الجبال، وإن هدية الأحياء إلى الأموات الإستغفار» رواه البيهقي في الشعب.
ورأى الرجل أحد الموتى لا يلوح مثل إخوانه، فسأله: «لماذا لا تلوح مثل إخوانك من الموتى؟» فقال له: «أنا لست مثلهم، لي ولد صالح يهب لي كل يوم جزء من القرءان الكريم. إنه يعمل في سوق "التُّشاشا" -أي سوق البهارات بأمدرمان-في دكان رقمه كذا».
قال فلما انتبهت من النوم في الصباح عزمت على أن أتأكد من هذه الرؤيا، لأن الأموات في دار حق ولا يكذبون. فذهبت إلى سوق «التُّشاشا» في أمدرمان وصرت أقرأ أرقام الدكاكين إلى أن وقعت عيني على الرقم الذي رأيته في الرؤيا، فتقدمت إلى الدكان فإذا به كأنه خالي، لكني تجرأت وقلت: «السلام عليكم» فرد علي شاب كان يجلس تحت «البنك» -أي منضدة الدكان- يتلو القرءان، فعمل علامة على الصفحة التي كان يقرأها ورد علي السلام. فقلت له: «أسأل عن صاحب هذا الدكان، أين هو لا أراه؟» فقال له: «أنا ولده، لقد توفي والدي منذ فترة». فأظهرت التأثر بما قال، لكنني تأكدت من جزء كبير من الرؤيا وتحمست لأن أتأكد من بقيتها، فقلت له: «أريد أن أصنع له معروفًا، أريد أن أجعل له صدقة لعلها تنفعه في قبره». فقال لي: «الأمر لا يحتاج إن شاء الله، نحن حالتنا حسنة، وأنا أهب له كل يوم جزء من القرءان الكريم». فتعجبت جدًا، وحكيت له قصة الرؤيا وبشرته بوصول ثواب قراءته لوالده رحمه الله تعالى. هذه قصة حقيقة حكاها صديق الشخص الذي رآها، في مناسبة عزاء.