رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه عز وجل في الإسراء والمعراج:
قال القاضي عياض في الشفا:
«وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه رآه بعينه. وروى عطاء عنه: أنه رآه بقلبه، وعن أبي العالية عنه: رآه بفؤاده مرتين. وذكر ابن إسحاق أن ابن عمر أرسل إلى ابن عباس رضي الله عنهما يسأله هل رأى محمد ربه؟ فقال: نعم.
والأشهر عنه أنه رأى ربه بعينه»أهـ
وقال الحافظ السيوطي في الدر المنثور:
«وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: "رأى محمد ربه". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه". وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال: "إن محمدًا رأى ربه مرتين مرة ببصره ومرة بفؤاده". وأخرج الترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله الله {ولقد رآه نزلة أخرى} قال ابن عباس:" قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل"»أهـ
وقال الشوكاني في فتح القدير:
«أخرج ابن مردويه عن أنس قال: "رأى محمد ربه". وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه بعينه". وأخرج الطبراني وابن مردويه عنه قال: "رأى محمد ربه مرتين، مرة ببصره ومرة بفؤاده". وأخرج الترمذي وحسنه، والطبراني وابن مردويه والبيهقي عنه أيضا قال: "لقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل". وأخرج النسائي، والحاكم وصححه، وابن مردويه عنه أيضًا قال: "أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد؟" قال: وقد روي نحو هذا عنه من طرق.
وأخرج مسلم والترمذي وابن مردويه عن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: «نور أنى أراه؟» . وأخرج مسلم وابن مردويه عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل رأيت ربك؟ قال: "رأيت نورًا"» أهـ
أما ما يروى من إنكار السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها للرؤية ونفيها فمعلوم أن الإثبات مقدم على النفي، لأن الإثبات فيه زيادة علم والنفي يحتمل التأول ونقصان علم بالمنفي، وقد أثبت الرؤية النبي صلى الله عليه وسلم. روى الخلال في كتاب السنة عن المروزي قال: قلت للإمام أحمد بن حنبل: إنهم يقولون إن عائشة قالت: «من زعم أن محمدًا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية» فبأي شيء يدفع قولها؟
قال: «بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”رأيت ربي“، وقول النبي صلى الله عليه وسلم أكبر من قولها».
وروى الإمام أحمد رضي الله عنه بإسناد على شرط الصحيح قال: حدثنا أسود بن عامر، حدثنا حماد بن سلمة، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ربي عز وجل»
وأثبت الرؤية أيضًا عدد من الصحابة، قال الحافظ في فتح الباري: «أما احتجاج عائشة رضي الله عنها بالآية (لا تدركه الأبصار) فقد خالفها فيه بن عباس، فأخرج الترمذي من طريق الحكم بن أبان عن عكرمة عن بن عباس قال: رأى محمد ربه، قلت: أليس الله يقول: (لا تدركه الأبصار)، قال: ويحك ذاك إذا تجلى بنوره الذي هو نوره، وقد رأى ربه مرتين.»
وتابع الحافظ فقال: «ذهب جماعة إلى إثباتها، وحكى عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أنه حلف أن محمدًا رأى ربه. وأخرج بن خزيمة عن عروة بن الزبير إثباتها، وكان يشتد عليه إذا ذكر له إنكار عائشة، وبه قال سائر أصحاب بن عباس، وجزم به كعب الأحبار والزهري وصاحبه معمر، وآخرون وهو قول الأشعري وغالب أتباعه»
🌹🌹🌹
اللهم صلِّ وسلم على الذات المحمدية وانفحنا ببركتها واهدنا إلى الرشاد
أ ك