السبت، 18 يونيو 2016

عن ثعلبة وقصة نزول قوله تعالى: (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن) الآية

القصة مشهورة جدًا بين أهل التفسير، ورويت من عدة طرق تقوي بعضها بعضها، وترقى بالحديث إلى الحسن إن شاء الله.
أما كون المقصود هو الصحابي البدري فلا، لأن الصحابي البدري توفي سنة ثلاثة للهجرة في غزوة أحد، بينما الذي في القصة توفي في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه.
والحاصل أنه تشابه أسماء، قال الحافظ في الإصابة:
"وقد تأكدت المغايرة بينهما -أي أنهما شخصان مختلفان تشابها في الإسم- يقول ابن الكلبيّ: إن البدريّ استشهد بأحد، ويقوّي ذلك أيضًا أن ابن مردويه روى في تفسيره من طريق عطية عن ابن عبّاس في الآية المذكورة
قال: وذلك أن رجلا يقال له ثعلبة بن أبي حاطب من الأنصار أتى مجلسًا فأشهدهم فقال: لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ [التوبة: 75] الآية. فذكر القصّة بطولها، فقال: إنه ثعلبة بن أبي حاطب، والبدريّ اتفقوا على أنه ثعلبة بن حاطب" أهـ

ولشهرة الصحابي البدري سرى اسمه على القصة، والله أعلم.

الأربعاء، 8 يونيو 2016

حكم كلمة «رمضان كريم» نموذج للفتاوى الوهابية الشاذة‼

سئل شيخ الوهابية ابن عثيمين عن حكم هذه الكلمة؟
فأجاب: «حكم ذلك أن هذه الكلمة (رمضان كريم) غير صحيحة، وإنما يقال: (رمضان مبارك) وما أشبه ذلك؛ لأن رمضان ليس هو الذي يعطي حتى يكون كريمًا، وإنما الله تعالى هو الذي وضع فيه الفضل، وجعله شهرًا فاضلا، ووقتًا لأداء ركن من أركان الإسلام» انتهى. فتاوى الصيام ص٨٣٧

هذا خطأ فادح، وجهل باللغة العربية وبالقرءان الكريم وبمقاصد الناس في كلامهم، وهذه محاولة يائسة للتعكير على المسلمين بالإنكار عليهم في تعبير مشهور لقرون. أما شرعًا فمن المعلوم أن الله تعالى من أسمائه الكريم، ومع ذلك وصف القرءان النبي صلى الله عليه وسلم بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة الحاقة: 40]

▪ووصف موسى عليه السلام بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ» [سورة الدخان: 17]

▪ووصف جبريل عليه السلام بأنه رسول كريم فقال تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة التكوير 19]

▪ولا تعارض بين كون الله تبارك وتعالى هو الكريم، وبين أن من عباده كرماء، لأن الكريم في حق الرسل بمعنى أنهم كرماء على ربهم، مبجلين، ذوي مقام سامٍ ومنزلة عالية.

▪ونظائر ذلك في كتاب الله تبارك وتعالى كثيرة، فالله تبارك وتعالى من أسمائه المؤمن، وهناك سورة كاملة اسمها «المؤمنون»، ولا تعارض.. وأن الله هو الراحم وهناك راحمون من الخلق، وفي الحديث: «الراحمون يرحمهم الله تعالى» ولا تعارض، أن الرازق هو الله وهناك رازقون من الخلق كما قال تعالى:
(وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا) [سورة النساء: 5]
وهكذا.

▪إذًا فلا ننكر قول هذا كريم لأن الكريم هو الله، ولا أن فلان مؤمن لأن المؤمن هو الله، ولا أن فلان رحيم لأن الرحيم هو الله، وهكذا.

▪وكلمة «كريم» معانيها كثيرة، منها «الكثير والطيب والمبارك»، مثلًا «رزق كريم» أي رزق طيب ومبارك وكثير كقوله تعالى: (أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) [سورة اﻷنفال: 4]

▪وكقوله تعالى:
(وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) [سورة لقمان: 10]

▪ومن معانيها الحسن، الشريف، العظيم، الجليل، الرفيع القدر والمنزلة كقوله تعالى:
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ» [سورة الحاقة: 40]

▪وقوله تعالى:
(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) [سورة يوسف: 31]

▪وقوله تعالى:
(قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ) [سورة النمل: 29]

▪وقوله تعالى:
(وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ) [سورة الشعراء: 58]

▪وقوله تعالى:
(تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) [سورة اﻷحزاب: 44]

▪وغيرها كثير، فرمضان شريف وعظيم وجليل ورفيع القدر، وكريم بالعطايا والهبات الربانية من رحمة ومغفرة وعتق من النار، وكريم حتى على الفقراء والمساكين الذين يجدون من الرزق في رمضان ما لا يجدونه في غيره من الشهور إلا في شهر ربيع الأول.

فرمضان كريم

ولا تلتفوا إلى الذين ليس لهم حظ من العلم إلا الإنكار على الناس، وبذر الفرقة والخلاف والشتات.

هل نعبد لله طمعًا في جنته وخوفًا من ناره؟

هل نعبد الله لدخول الجنة والنجاة من النار، أم نعبده في ذاته كما روي عن رابعة العدوية، المرأة الصالحة الزاهدة التي عاشت في القرون المفضلة؟

إن لم يكن لله جنة ولا نار ألم يكن يستحق أن يعبد؟ بلى والله، لذلك فإن أعظم لذة لأهل الجنة هي شهود الحق سبحانه ولذة النظر إليه. وأبلغ عذاب الآخرة هو الحجب عن النظر لله عز وجل. ما الجنة عن أهل التحقيق إلا مظهر رضاه وما النار إلا مظهر سخطه جل وعلا.
وفي الصحيح أن السيدة عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم أنك تقوم حتى تتورم قدماك وقد غفر لك الله ما تقدم وما تأخر؟
أي أنك لا تحتاج لكل هذا العناء في قيام الليل، والجنة لك مضمونة، فماذا كان رده صلى الله عليه وسلم؟
قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا؟‼
إذًا هي عبادة لذاته تبارك وتعالى، تلذذًا بالوقوف بين يديه، وليست الغاية دخول الجنة، فهو صلى عليه وسلم مفتاح الجنة، وأول من يدخلها، ومع ذلك تتورم أقدامه في القيام بين يدي ربه جل وعلا.
إن الذين يعشقون الجنة لنعيمها ليس كالذين يعشقونها لأنها منزل رضا الله، والذين يفرون من النار لعذابها ليس كالذين يفرون منها لأنها متزل سخط الله. فأهل التحقيق مشغولون بالله جل وعلا عمن سواه من خلقه إلا ما اتصل برضاه سبحانه، لأنه عنئذٍ متعلق بالله، لا ينشغلون بغير الله لعينه.
 بل إن الصحابة عليهم رضوان الله علمونا أن الجنة بدون رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيخة، لا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم  فهي في ذاتها لا تجتذب إلا الذين يتلذذون كما يتلذذ البهائم.
لذلك كان ثوبان رضي الله عنه، مولى رسول الله ﷺ، كان شديد الحب له، قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يُعرف في وجهه الحزن، فقال له رسول الله ﷺ: «يا ثوبان ما غير لونك؟» فقال: «يا رسول الله ما بي من ضُر ولا وجع، غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة، وأخاف أن لا أراك هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وأني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى من منزلتك، وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أرك أبداً».
الله الله على المحبة!

وأيضًا كما روي في الصحيح عن ربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه قال: كنت آتي رسول الله ﷺ بوضوئه وبحاجته، فقال: «سلني»، قلت: مرافقتك في الجنة، قال: «أو غير ذلك»، قلت: هو ذاك، قال: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».

فلم يكتف الصحابة عليهم رضوان الله بالرغبة في الجنة في ذاتها، لأنها بدون رسول الله لا تسوى شيئًا، ولا طعم لها مع كل ما فيها من نعيم، فكيف بها بدون لذة النظر إلى الله جل وعلا؟
وكيف بقساوة الحجب عن الله جل وعلا في الآخرة والخلود في النار.

هذه الدرجة من محبة الله عز وجل درجة ذوقية، لا يصل إليها كل عابد، فهناك من يعبد الله عبادة التجار للأجر والثواب، هذا أقصى ما فهمته عقولهم، فيتنعمون فيها بها وبملذاتها كما تتنعم البهائم، وهناك من يعبد الله لذاته العلية، لكماله وجماله وجلاله، (والذين ءامنوا أشد حبًّا لله)، فينتظرون لحظات الشهود، ويرون في نعيم الجنة مظهر لرضاه سبحانه، وعظمة قدرته، فيتلذذون بها أكثر من غيرهم لأن قلوبهم تعلقت به سبحانه وحده.

مقتنيات الأنبياء والصالحين ووجوب المحافظة عليها والعناية بها والإنتفاع ببركتها

في قوله تعالى:
(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)
[سورة البقرة: 248]

إشارة إلى بركة مقتنيات الأنبياء والصالحين، وأن الهدي الرباني فيها هو العناية بها والمحافظة عليها والإنتفاع ببركتها. ولم يكن ذلك ذريعة إلى الشرك مطلقًا، بل كان من أسباب اليقين في الله عز وجل وقدرته.

قال أهل التفسير إن التابوت أنزله الله تعالى على آدم عليه السلام وفيه صورة الأنبياء عليهم السلام، وكان من عود الشمشاذ نحوًا من ثلاثة أذرع في ذراعين، فكان عند آدم عليه السلام إلى أن مات، ثم بعد ذلك عند شيث عليه السلام، ثم توارثها أولاد آدم عليه السلام إلى أن بلغ إبراهيم عليه السلام ثم كان عند إسماعيل عليه السلام لأنه كان أكبر ولده، ثم عند يعقوب عليه السلام، ثم كان في بني إسرائيل إلى أن وصل إلى موسى عليه السلام فكان موسى عليه السلام يضع فيه التوراة ومتاع،ا من متاعه، فكان عنده إلى أن مات موسى عليه السلام، ثم تداولته أنبياء بني إسرائيل إلى وقت إشمويل وكان فيه ذكر الله تعالى. فانظر إلى عظمة هذا التابوت وإلى العناية الفائقة به، وكان فيه سكينة من ربكم، قيل السكينة هي روح تكلمهم إذا اختلفوا وتبين لهم ما اختلفوا فيه، وقيل هي مخلوق له رأسان، وذكروا فيها وفي التابوت عجائب، فكان يستنصر به بنو إسرائيل، وكانوا ينصرون إلى أن عصوا، فعلبوا عليه وسلبوه. وقيل إنه وعصا موسى الآن في بحيرة طبرية، وأنهما سيخرجان قبل يوم القيامة.

أما بقية ما ترك آل موسى وآل هارون فكان لوحين من التوراة، ورضاض الألواح التي تكسرت، وكان فيه عصا موسى، ونعلاه، وعمامة هارون، وعصاه، وقفيز من المن الذي كان ينزل على بني إسرائيل.
فكان التابوت وما حوى من مقتنيات نبوية آية لملك طالوت، أتت تحمله الملائكة بين السماء والأرض كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.

هذا مقتنيات آدم وموسى وهارون عليهم السلام، يعتنى بها هذه العناية، ويتبرك بها هذه البركة، فكيف بمقتنيات سيد آدم، وسيد موسى وسيد هارون، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟‼ أعظم خلق الله أجمعين، إمام المتقين، وسيد الأنبياء والمرسلين، وختامهم‼
لا شك الأولى العناية بمقتنياته هو صلى الله عليه وسلم.

وكان هذه هديه صلى الله عليه وسلم، فقد ربى الصحابة على تلك المعاني. فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة، ثم رجع إلى المنزلة بمنى، فذبح، ثم دعا بالحلاق فأخذ بشق رأسه الأيمن، فحلقه، فجعل يقسمه الشعرة والشعرتين، ثم أخذ بشق رأسه الأيسر فحلقه، ثم قال: «ههنا أبو طلحة؟» فدفعه إلى أبي طلحة.
رواه البخاري ومسلم

وعن جعفر بن عبد الله بن الحكم أن خالد بن الوليد قد فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: «اطلبوها»، فلم يجدوها فقال: «اطلبوها»، فوجدوها فإذا هي قلنسوة خلقة -أي ليست بجديدة- فقال خالد: «اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحلق رأسه فابتدر الناس جوانب شعره، فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالًا وهي معي إلا رزقت النصر» المطالب العالية للحافظ.
                                                                                                                                 
وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: «رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه، يقبِّلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه ويغمسها في الماء البارد ويشربه، ويستشفي به» مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي.

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت عند عائشة حتى قُبضت، فلما قُبضت قبضتها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يستشفى بها» رواه مسلم.

عن أبي بردة قال: قدمت المدينة فلقيني عبد الله بن سلام رضي الله عنه فقال لي: «إنطلق إلى المنزل فأسقيك في قدح شرب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتصلي في مسجده».
أخرجه البخاري

🎯هذه رسالة لمن يطمسون الآثار النبوية ويحرمون الأمة من بركتها، ويحاربون المتاحف التي تحتفظ بالمقتنيات النبوية. اتقوا الله ربكم!

وإذا كان القرءان العظيم، المهيمن على التوراة والإنجيل والزبور وكل الكتب السماوية، إذا كان عند بعضنا ممتهن، وغير مقدس، ومهجور، وعليه الغبار، ونحمله بدون وضوء وطهاره، فإنه قد كان في التابوت لوحان من ألواح موسى، أيهما أولى بالعناية؟ الألواح أم المصحف الشريف؟‼

🎯هذه رسالة لمن نسوا تقديس المصحف الشريف وكتاب الله المهيمن.

السبت، 4 يونيو 2016

هل في القبر نعيم وعذاب؟‼

إن في القبر نعيم وعذاب، وهذا مما علم من الدين بالضرورة وتواترت به النصوص: ▪قال تعالى: (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون) [السجدة:21]. قال ترجمان القرءان سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «جزء منه في الدنيا، والنصيب الأكبر منه في القبر، والعذاب الأكبر هو عذاب جهنم»، قال مجاهد: «يعني به عذاب القبر». ▪وقال تعالى: (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) [الأنعام:93]. فهذا عذاب عاجل في الموت والقبر. ▪وقال النبي ﷺ: «لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يريكم عذاب القبر». فقالت أم بشر: «وهل للقبر عذاب؟!» فقال: «إنهم ليعذبون عذابًا تسمعه البهائم». أخرجه مسلم. ▪ومر النبي ﷺ على قبرين فقال: «إنهما يعذبان، وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستنزه من البول، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة» أخرجه البخاري. ▪وقال النبي ﷺ: «تنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه». أخرجه الدارقطني ▪وقال النبي ﷺ: (إن الميت إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه إنه ليسمع خفق نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: «ما كنت تقول في هذا الرجل محمد؟» فأما المؤمن فيقول: «أشهد أنه عبد الله ورسوله» قال: فيقول: «انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنة»، وأما الكافر والمنافق فيقولان: «ما كنت تقول في هذا الرجل؟» فيقول: «لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس»، فيقولان: «لا دريت ولا تليت» ثم يضرب بمطراق من حديد بين أذنيه فيصيح صيحة فيسمعها من عليها غير الثقلين). أخرجه البخاري ومسلم ▪وقال النبي ﷺ: «للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ» وفي رواية: «هذا الذي تحرك له العرش، وفتحت له أبواب السماء، وشهد له سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه» أخرجه النسائي ▪كان رجل يقال له كركرة على متاع رسول الله ﷺ فمات فقال النبي: «هو في النار، وإن الشملة تشتعل عليه نارًا في قبره» فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها. أخرجه البخاري. والغلول: هو السرقة من الغنيمة. والشملة: هي الكساء من الصوف يُتغطى به. ▪وقال النبي ﷺ: «إن للشهيد عند الله سبع خصال: أن يغفر له من أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلّى حلة الإيمان، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا و ما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين إنسانا من أقاربه». أخرجه أحمد والطبراني ▪وكان من دعائه ﷺ وبعد التشهد الأخير: «اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال». أخرجه مسلم. ▪وقال النبي ﷺ: «من مات ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أجير من عذاب القبر وجاء يوم القيامة وعليه طابع الشهداء» أخرجه أحمد والترمذي ▪وكان سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على قبر بكى حتى تبتل لحيته فسئل عن ذلك وقيل له: «تذكر الجنة والنار فلا تبكي، وتبكي إذا وقفت على قبر؟!» فقال: سمعت رسول الله يقول: «إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر وإن لم ينج منه فما بعد أشد» أخرجه الترمذي وحسنه وابن ماجة.

الأربعاء، 1 يونيو 2016

تناقضات السلفية

قال ابن القيم كما في مدارج السالكين (1/447): (ومن تجريبات السالكين، التي جربوها فألفوها صحيحة: أن من أدمن يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت أورثه ذلك حياة القلب والعقل.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - شديد اللهج بها جدا.
وقال لي يوما: لهذين الاسمين - وهما الحي القيوم - تأثير عظيم في حياة القلب. وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم. وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت قلبه). اهـ
فائدة: قول ابن القيم: (ومن تجريبات السالكين) يستفاد منه أن السالك إلى الله تعالى إذا جرب نوعا من الأذكار، وإن لم يكن هذا الذكر مأثورا بلفظه، أو مأثورا بلفظه ولكنه غير مأثور بذلك العدد، أو تلك الهيئة، ووجد بعد التجربة نفعا لذلك الذكر، كصلاح قلبه، وإقباله على الطاعة، وتوبته من معاصي كان يقارفها، فلا حرج عليه في المداومة على ذلك، بل ولا حرج عليه في أن يدل طلابه وأحبابه على ذلك الخير الذي فتح الله به عليه، كما فعل ابن تيمية رحمه الله تعالى مع ابن القيم.
فلاحظ أخي أن ابن تيمية:
1- قيد هذا الذكر بعدد،
2- وقيده بزمن،
3- وأثبت له ثمرة،
4- وحث على المواظبة عليه بقوله (من واظب عليه).


منقول للفائدة