الاثنين، 21 ديسمبر 2015

الرد على بدر بن محمد البدر العنزي، عضو الدعوة والإرشاد بحفر الباطن

من أنفع الرسائل التي وجدت حظها في الانتشار في شبكات التواصل الإجتماعي هذا الموسم من المولد النبوي الشريف (1437هـ) رسالة في تأصيل عمل المولد مفيدة كتبها سماحة الشيخ عبد الرحيم الركيني، واختار لها اسمًا رائعًا: (نعم نحتفل بميلاده صلى الله عليه وسلم). اشتملت على تأصيل جيد لعمل المولد، موافق لما عليه جمهور علماء المسلمين في هذه المسألة وموافق لما أفتت به غالبية دور الفتوى في الدول العربية والإسلامية. وزيَّنها سمحاته وأضاف عليها لمسة زهدية عندما تناول فيها طرفًا من أحوال السلف الصالح عندما يذكر فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، نقلها مما أورده القاضي عياض في كتابه الذي لا غنى لمسلم عن فوائده "الشفاء"، فجزاه الله تبارك وتعالى عن المسلمين خير الجزاء.
ثم وجدت أن هذه الرسالة قد أحدث ضجة واسعة في شبكات التواصل الاجتماعي،فرأيت عددًا من الناس الذين يناهضون ذكرى المولد يردون عليها بجهل وتحامل لا يمكن التغافل عنه وتجاهله. ولما رأيت ذلك آليت على نفسي أن أكتب متعقبًا هذه الردود المتهافتة بكل علمية وموضوعية.
وقبل أن ندلج إلى تفاصيل الردود وتفنيدها، أريد أن أشير هنا إلى أمور مهمة وهي:
1/أن طوائف من المتأخرين المنتسبين إلى العلماء، والذين هم بطبيعة الحال عالة على من سبقهم من أهل العلم، بلغ بهم كِبَر النَّفس الناتج من تعظيم أتباعهم من طلبة العلم وعامة الناس لهم، أن جعلهم يظنون أنفسهم أعلم من سلفهم، بل ومن سلف هذه الأمة أصحاب القرون المفضلة، ومن وأئمتها وعلمائها الأكابر. ويظهر هذا جليًّا في تعمدهم تجاهل آراء معتبرة، مسندة بالحجية الكافية، صدرت من علماء هم بمثابة المراجع في هذا المضمار، والتجاسر عليها بالرأي والهوى. وهذا أمر خطير إذا ما سُكت عليه، لأنه يقوض الأساس العلمي الذي تستند عليه الأمة في تأصيل مسائلها المعاصرة. فعندما تجد على سبيل المثال من يضرب بفهم الإمام الشافعي المتوفى سنة 204هـ وهو الآن يعيش في سنة 1437هـ، وبينهما أكثر من 12 قرنًا ثم لا يعطي ذلك الإمام الهُمام حقه في العلم والورع والسبق ولا يعطي فهمه حظه من النظر والاعتبار فأي مستقبل ننشد بهذا المسلك الغريب؟! وأي منهجية علمية نتبع في مسائلنا الدينية بعد كل هذه السنين الطويلة التي تفصلنا عن الصدر الأول؟! وأي حق ننشد في ظل هكذا واقع إذا كنا نلِّغب الهوى على الرأي السديد؟ وأي خلل أصابنا لنقدم رأي المفضول على الفاضل، وعلى الفقيه الحجة الإمام الحافظ رأي الجاهل؟!
2/ أن الاختلاف يرجع في أغلب حالاته إلى اختلافٍ في فهم النصوص أكثر من كونه اختلافًا على النص نفسه، لذلك يستعان بفهم السلف للنصوص على تأصيل المسائل المعاصرة، ففي المسائل الدينية يكون للعبارات معانٍ لغوية لا تكون مقصودة عادةً، ويكون لها معانٍ أخرى في اصطلاح العلماء هي المقصودة، ثم إن هذه المعاني نفسها تتغير كثيرًا بمرور الزمان. لذلك يجب الانتباه إلى المعنى أكثر من العبارة.
3/ الفرق الكبير بين الرواية والدراية هو أن الرواية لا تقتضي الفهم، فالرواي في كثير من الحالات ما لم يكن عارفًا بالعربية، متدبرًا فقيهًا شارحًا مطَّلعًا ومصنفًِّا في العلوم يكون كالمسجل. روى ابن عدي في الكامل بسنده عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال: (ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نورٌ يجعله الله تعالى في القلب) وأخرج الخطيب في "نصيحة أهل الحديث" بسنده عن محمد بن عبيد أنه قال: (جاء رجلٌ وافر اللحية إلى الأعمش، فسأله عن مسألة من مسائل الصبيان، يحفظها الصبيان، فالتفت إلينا الأعمش فقال: "انظروا إلى لحيته تحتمل حفظ أربعة الأف حديث، ومسألته مسألة الصبيان")!!، وبسنده أيضًا عن عُبيد الله بن عمرو أنه قال: (جاء رجل إلى الأعمش فسأله عن مسألة وأبو حنيفة جالس، فقال الأعمش: يا نعمان قل فيها، فأجابه، فقال الأعمش: من أين قلت هذا؟ فقال: من حديثك الذي حدثتناه، قال: نعم نحن صيادلة وأنتم أطباء").
لذلك يجب العناية بالفقهاء والشراح والمفكرين ومدارسة كتبهم وصرف الانتباه تلقاءهم أكثر من العكوف على النصوص وفهمها على ظاهرها، لأن اللغة العربية حمالة أوجه، مفعمة بالمعاني المجازية والصور البيانية، والنص بدون فهم سليم يكون قليل النفع هذا إن لم يكن ضارًّا.
4/ عند بسط الحجة والدليل، يكون رأي الجمهور دائمًا هو الأرجح، وهو الأسلم للمقلِّد غير المتمكن من النظر في الأدلة الشرعية. فليس كل الناس بوسعه أن يكون فقيهًا وعالم دين ومتمكنًا من النظر في الأدلة الشرعية والترجيح بينها، فهناك الطبيب، والجزار، الحلاق، والميكانيكي، .. إلخ وغيرهم من أصحاب المهن، الذين لا يجدون متسعًا للتبحر في العلوم الشرعية لأسباب كثيرة قد يكون منها النشأة والتعليم ونمط الحياة وطبيعة العمل والدور الذي يلعبونه في الحياة،لكنهم مأمورون بتعلم القدر الذي يصح به تدينهم وعباداتهم ومعاملاتهم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)، دون الخوض في الأدلة الشرعية، تكفيهم الأحكام، ولنا في سيرة سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه الأسوة الحسنة.
5/ يجوز أن يقع للحق أكثر من وجه، ولعل أظهر مثال على هذا هو قوله صلى الله عليه وسلم يوم انصرف عن الأحزاب: (لا يصلين أحدٌ الظهر إلا في بني قريظة)، فتخوَّف ناس فوت الوقت فصلُّوا دون بني قريظة، وقال آخرون لا نصلِّي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن فاتنا الوقت، قال فما عنَّف واحدًا من الفريقين. لذلك فعلى المسلم أن يوسِّع فكره ليستوعب أن الحق يمكن أن يكون معه ومع غيره في آن واحد، وإن بدا الاختلاف ظاهرًا.
6/ من أظهر صور البدع في هذا الزمان تصوير الإسلام على أنه دين جامد فظٌّ غليظ غير قادر على مواكبة عجلة الحياة ولا مسايرة التطور، وغير صالح إلا في أمكنة وأزمنة معينة، وأبشع هذه البدع الضلالات التي يتغافل العلماء التشنيع عليها الإدعاء على الناس بالكفر والشرك والبدعة، فكل هذه الأمور المحدثة لم تشتد إلا في عصور متأخرة.

الآن ندلف إلى الرد على المعترض.
1. قال: " أولاً: هل استدل أحد من الأئمة بهذه الآيات على مشروعية المولد؟! ، وهل فسر أحد من المفسرين المعتبرين هذه الآيات بهذا التفسير الذي ذكرته!؟"
قلت: فسرها بهذا المعنى ابن الجوزي في زاد المسير، وأبو حيان الأندلسي في البحر المحيط والسيوطي في الدر المنثور. وإذا كان الله قد نبه إلى الفرح بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه الذي اجتمع فيه فضل الله (وكان فضل الله عليك عظيمًا) ورحمته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، والقرءان الذي نزل عليه والإسلام الذي دعا إليه، كان المولد خير وسيلة للتذكير بمآثر هذا النبي العظيم وإحياء سيرته وبيان أخلاقه وأوصافه وشمائله.
2. قال: " هل الاحتفال بالمولد عبادة أم عادة؟
إن قلت: عبادة.
فقد رددت كلام الله ، قال تعالى (اليوم أكملت لكمـ دينكمـ وأتممت عليكمـ نعمتي)
الشريعة كاملة من عند الله فليست بحاجة إلى تكميل من البشر ،
والأصل في باب العبادات التوقيف فمن قال: إن هذه العبادة مشروعة فعليه أن يأتي بالدليل الشرعي الدال على مشروعيتها وإلا فهي مردودة.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام(مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)
رواه البخاري(٢٦٩٧) ومسلم(١٧١٨)
وإن قلت: إن الاحتفال به عادة لا عبادة.
يرد عليك بقول النبي عليه الصلاة والسلام
(مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) رواه البخاري(٢٦٩٧) ومسلم(١٧١٨)"
قلت: هذا التعليق يدل على جهل الرجل جهلًا مركبًا، ولا أدرى كيف صار عضوًا الدعوة والإرشاد؟ صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله) أخرجه أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي في التلخيص. إن تقسيم أحكام الشريعة إلى عادة وعبادة تقسيم مبتدع فاسد، لإنك إن سئلت عن الطعام والشراب، هل هو عادة أم عبادة؟ فلن تستطيع الإجابة لأنه ليس عبادة بالمطلق ولا عادة بالمطلق، إن قلت عبادة بالمطلق كان الكفار والدواب وكل ما يأكل ويشرب عابدًا لله تعالى به، وإن قلت عادة فجاز لك أن تأكل الخنزير والميتة وتشرب الخمر وكل مسكر، وهكذا لا يقوله به عاقل.
قسم أهل العلم أحكام الشريعة للأحكام الخمسة المعروفة: الحلال والمستحب والحرام والمكروه والمباح وهي تستوعب كل الأحكام، فمن الطعام ما هو حلال كالأنعام ومستحب كالتمر والزيتون وكل ما رود في القرءان الكريم والسنة المطهرة، والحرام كلحم الخنزير والميتة، والمكروه كالبصل والثوم والكراث، ومباح كسائر الطعام الذي لم يرد فيه نهي أو تحريم.
أما كلامه عن الآية الكريمة: (اليوم أكملت لكم دينكم) فإنها لم تكن آخر ما نزل من الكتاب العزيز ولا سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآيات، ومعلوم أن نطقه وحي: (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، وفعله وتقريره كلها سنن. ثم إن الذي اكتمل بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم هو أركان الدين وأصوله، وبقيت فروع لم يزل الباب فيها مفتوحًا إلى يوم القيامة بأمر الشارع سبحانه وتعالى، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بالعض على سنة الخلفاء الراشدين بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى بالنواجذ، فلو كان الدين اكتمل بانتقاله بالمعنى السطحي فما الحاجة إلى سنة الخلفاء الراشدين؟!بل إنه صلى الله عليه وسلم مضى إلى أبعد من ذلك فحث المسلمين على السنن الحسنة بشكل عام كما سيأتي إن شاء الله. النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي فتح باب الإجتهاد إلى يوم القيامة، وجعل للمجتهد المصيب أجران وللمخطيء أجر واحد، ولم يفسر الآيات المقطعة في بداية السور، ولم يفسر الإعجاز العلمي كله في القرءان الكريم والسنة المطهرة، وذكر أن القرءان لا تنقضي عجائبه إلى يوم القيامة، .. إلخ وغير ذلك مما يشير إلى مرونة هذه الرسالة الخاتمة وصلاحها لكل زمان ومكان.
16. اعترض على فهم البدعة فقال: " واضح من كلامه أنه لا يعرف ما هو تعريف البدعة ، وهذا ليس بغريب على أصحاب الجهل المركب.
البدعة لغة: مأخوذة من البَدع ، وهو الاختراع على غير مثال سابق.
واصطلاحاً: إحداث عبادة قولية أو فعلية أو عقيدة لم يشرعها الله سبحانه وتعالى.
وأما حديث: (وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها)
رواه الدارقطني في سننه(٤٣٩٦) عن مكحول عن أبي ثعلبة رضي الله عنه ، ومكحول لم يسمع من أبي ثعلبة ، وقد أعله الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (٢/١٥٠).
والحديث ليس فيه دلالة على مشروعية المولد ، كما ادعى الركيني ، وهذا من عجيب صنيعه ،
الحديث فيه بيان أن المسكوت عنه مباح ، والمباح نوعان ، كما هو معلوم في علم الأصول ،
النوع الأول: مباح باقٍ على إباحته.
والنوع الثاني: مباح غير باقٍ على إباحته.
وهو ما خرج عن الإباحة بسبب من الأسباب
والموالد فيها تشبه بالكفار ، لأن النصارى يحتفلون بعيد عيسى عليه السلام ، والتشبه بالكفار محرم.
فالحديث ليس فيه ما يؤيد كلام الركيني."
قلت: ويظهر الكاتب جهله التام بالبدعة عند السلف وجمهور علماء المسلمين.
قال الإمام الشافعي (ت 204هـ) رحمه الله تعالى: " المحدثات من الأمور ضربان أحدهما ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرًا أو إجماعًا فهذه البدعة الضلالة، والثاني ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، فهذه محدثة غير مذمومة. رواه البيهقي في (مناقب الشافعي) (ج1/469)، وذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري): (13/267)."
و روى الحافظ أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء عنه أيضًا رحمه الله تعالى قوله: "البدعة بدعتان، بدعة محمودة، وبدعة مذمومة. فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم، واحتج بقول عمر بن الخطاب في قيام رمضان: نعمت البدعة هي" اهـ
وقال الامام أبو سليمان الخطَّابي (ت 388 هـ) رحمه الله تعالى في شرح سنن أبي داود "معالم السنن": "وقوله كل محدثة بدعة فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض، وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه. وأما ما كان منها مبنيًّا على قواعد الأصول ومردود إليها فليس ببدعة ولا ضلالة"أهـ.
قال الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في الفتح (ج4/298): (قوله قال عمر: "نعم البدعة" في بعض الروايات "نعمت البدعة" بزيادة التاء، والبدعة أصلها ما أحدث على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السنة فتكون مذمومة، والتحقيق إن كانت مما تندرج تحت مستحسن في الشرع فهي حسنة، وإن كانت مما تندرج تحت مستقبح في الشرع فهي مستقبحة وإلا فهي من قسم المباح وقد تنقسم إلى الأحكام الخمسة).أهـ
أما كلامه عن المباح فحديث الدارقطني حسن، قال الحافظ في الفتح: "ويدخل في معنى حديث سعد ما أخرجه البزار وقال سنده صالح وصححه الحاكم من حديث أبي الدرداء رفعه ما أحل الله في كتابه فهو حلال وما حرم فهو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن ينسى شيئا ثم تلا هذه الآية وما كان ربك نسيا، وأخرج الدارقطني من حديث أبي ثعلبة رفعه إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها وله شاهد من حديث سلمان أخرجه الترمذي وآخر من حديث بن عباس أخرجه أبو داود"، وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه وقال: "هذا الحديث أصل كبير من أصول الدين، قال: وحكي عن بعضهم أنه قال: ليس في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث واحد أجمع بانفراده لأصول العلم وفروعه من حديث أبي ثعلبة، قال: وحكي عن أبي واثلة المزني أنه قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين في أربع كلمات، ثم ذكر حديث أبي ثعلبة.
قال ابن السمعاني: فمن عمل بهذا الحديث، فقد حاز الثواب، وأمن العقاب؛ لأن من أدى الفرائض، واجتنب المحارم، ووقف عند الحدود، وترك البحث عما غاب عنه، فقد استوفى أقسام الفضل، وأوفى حقوق الدين، لأن الشرائع لا تخرج عن هذه الأنواع المذكورة في هذا الحديث" انتهى.
فالحديث ثابت يصلح للاحتجاج. فكيف يقول: "والحديث ليس فيه دلالة على مشروعية المولد، كما ادعى الركيني ، وهذا من عجيب صنيعه"؟!!! فكل مباح هو مشروع لأن الأصل في الأشياء الإباحة.
3. أنكر وجود البدعة الحسنة، فقال: " ليس في الشرع بدعة حسنة وبدعة سيئة
بل كل بدعة ضلالة ، كما جاء في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة
والسلام قال:( فإن كل بدعة ضلالة)
رواه أحمد(١٧١٤٢) وأبو داود(٤٦٠٧)وصححه الترمذي(٢٦٧٦) وابن حبان(٥) والحاكم(١/٩٧)
ولفظة (كل) من ألفاظ العموم كما هو المعلوم في علم أصول الفقه.
وقال ابن عمر رضي الله عنها ( كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة) رواه ابن بطة في الإبانة(١٢٠)
وقال الإمام الشاطبي في الإعتصام(١/٤٩):
قال ابن الماجشون سمعت مالكاً يقول من ابتدع في الاسلام بدعة يراها حسنه فقد زعم أن محمداً – صلى الله عليه وسلم – خان الرسالة لأن الله يقول: ( اليوم أكملت لكم دينكم ) فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا.اهـ
قال العلامة الفوزان في عقيدة التوحيد(٢١٧):
من قسّم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة ،
فهو مخطئ ومخالف لقوله عليه الصلاة والسلام
(فإن كل بدعة ضلالة) لأن الرسول عليه الصلاة والسلام حكم على البدع كلها بأنها ضلالة.اهـ"
قلت: أولًا أهل العلم على أن البدعة مقسمة إلى محمودة ومذمومة بدليل قول سيدنا عمر عن صلاة التراويح "نعمت البدعة" فلو كانت كل بدعة ضلالة لما أثنى رضي الله عنه على بدعة أبدًا. ونقل هذا الرأي عن جمهور من أهل العلم على رأسهم الإمام الشافعي والإمام الخطابي والإمام أبو شامة المقدسي والإمام النووي وسلطان العلماء العز بن عبد السلام وحجة الإسلام أبي حامد الغزالي والإمام ابن رجب الحنبلي والإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني والإمام بدر الدين العيني والإمام الونشريسي والإمام السيوطي ، وخلق كثير.
روى الحافظ أبو نعيم في كتابه حلية الأولياء ج 9 ص76 عن إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا حرملة بن يحيى قال: سمعت محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه يقول: البدعة بدعتان، بدعة محمودة، وبدعة مذمومة. فما وافق السنة فهو محمود، وما خالف السنة فهو مذموم، واحتج بقول عمر بن الخطاب في قيام رمضان: نعمت البدعة هي" اهـ
قال الامام أبو سليمان الخطابي (ت 388 هـ) َرحمه الله تعالى في شرح سنن أبي داود "معالم السنن": "وقوله كل محدثة بدعة فإن هذا خاص في بعض الأمور دون بعض، وكل شيء أحدث على غير أصل من أصول الدين وعلى غير عياره وقياسه. وأما ما كان منها مبنياً على قواعد الأصول ومردود إليها فليس ببدعة ولا ضلالة"أهـ
و قال الإمام الحافظ العلامة أبو شامة المقدسي [ت 665هـ] في (الباعث على إنكار البدع والحوادث):
"فالبدع الْحَسَنَة مُتَّفق على جَوَاز فعلهَا والآستحباب لَهَا ورجاء الثَّوَاب لمن حسنت نِيَّته فِيهَا وَهِي كل مُبْتَدع مُوَافق لقواعد الشَّرِيعَة غير مُخَالف لشَيْء مِنْهَا وَلَا يلْزم من فعله مَحْذُور شَرْعِي وَذَلِكَ نَحْو بِنَاء المنابر والربط والمدارس وخانات السَّبِيل وَغير ذَلِك من أَنْوَاع الْبر الَّتِي لم تعد فِي الصَّدْر الأول فَإِنَّهُ مُوَافق لما جَاءَت بِهِ الشَّرِيعَة من اصطناع الْمَعْرُوف والمعاونة على الْبر وَالتَّقوى"أهـ.
قال الشيخ شمس الدين محمد بن أبي الفتح البعلي الحنبلي في كتابه "المطلع على أبواب المقنع" (ص334) من كتاب الطلاق: "والبدعة مما عُمل على غير مثال سابق، والبدعة بدعتان: بدعة هدى وبدعة ضلالة، والبدعة منقسمة بانقسام أحكام التكليف الخمسة"اهـ.
قال ابن رجب الحنبلي: «والمراد بالبدعة ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه، وأما ما كان له أصل في الشرع يدلّ عليه فليس ببدعة، وإن كان بدعة لغة»

وفي هذا بيان لتعريف البدعة ومفهومها عند السلف وأهل العلم، ولا اعتبار بجهلاء هذا العصر كالفوزان الذي ما كان له أن يحشره بين هذه الكوكبة من أهل العلم.
4. اعترض على حديث "من سن في الإسلام سنة حسنة"، فنورد له ما قال الإمام الحافظ النووي في شرحه على صحيح مسلم:" قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا...) إلى ءاخره. فيه: الحث على الابتداء بالخيرات، وسن السنن الحسنات، والتحذير من اختراع الأباطيل والمستقبحات، وسبب هذا الكلام في هذا الحديث أنه قال في أوله: "فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها فتتابع الناس". وكان الفضل العظيم للبادي بـهذا الخير والفاتح لباب هذا الإحسان. وفي هذا الحديث: تخصيص قوله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة"، وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع المذمومة."اهـ
5. اعترض على تعظيم القرءان لميلاد الأنبياء فقال: " (والسلام علي يوم ولدت) أي أن الله تعالى سلم عيسى عليه السلام من الشيطان يوم ولادته."
قلت: ذكر ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير: " وقال الحسن البصري: التقى يحيى وعيسى، فقال يحيى لعيسى: أنتَ خير مني، فقال عيسى ليحيى: بل أنت خير مني، سلَّم الله عليك، وأنا سلَّمتُ على نفسي. وقال سعيد بن جبير مثله، إِلا أنه قال: أثنى الله عليك، وأنا أثنيت على نفسي. وقال سفيان بن عيينه: أوحش ما يكون الإِنسان في ثلاثة مواطن، يوم يولد فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يُبعث فيرى نفسه في محشر لم يره، فخص الله تعالى يحيى فيها بالكرامة والسّلامة في المواطن الثلاثة."
فانظر إلى أن السلام من الله تعالى في هذا اليوم كرامة وتعظيم.
17. واعترض على تاريخ الميلاد فقال: " أين السند الصحيح في مولده عليه الصلاة والسلام؟! ، من المعلوم أن أهل العلم تنازعوا في مولده عليه الصلاة والسلام
قيل: التاسع من ربيع الأول ، وقيل الثاني عشر
وقيل غير ذلك.
وأول من خصص مولده بالثاني عشر وأشهره بين الناس هم الفاطميون الشيعة."
قلت: هذا كله هراء كما هو معلوم، قال ابن كثير في البداية والنهاية: "وقيل: لثنتى عشرة خلت منه، نصَّ عليه ابن إسحاق، ورواه ابن أبى شيبة في "مصنفه" عن عفان عن سعيد بن ميناء عن جابر وابن عباس أنهما قالا: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الأاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول، وفيه بعث ، وفيه عرج به إلى السماء، وفيه هاجر، وفيه مات. وهذا هو المشهور عند الجمهور."
6. اعترض على تخصيص يوم الأثنين بالتعظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم صامه بمناسبة ذكرى ميلاده، فقال: " ما وجه التعظيم في الحديث؟! ، النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أنه كان يصوم يوم اثنين لعدة أسباب ، لأنه يوم ولد فيه ويوم بعث فيه ويوم أنزل فيه الوحي."
قلت: في إجابته قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الميلاد لأنه كان سابق لنزول القرءان، ثم اختار الله تبارك وتعالى أن يوافق نزول القرءان يوم الميلاد، واختار تبارك والتعالى الذي لا يسأل عما يفعل أن يوافق هذا اليوم أحداث عظيمة كالإسراء والمعراج والهجرة ودخول المدينة والإنتقال إلى الرفيق الأعلى وعرض الأعمال، أكل هذا سدى ومحض صدفة؟ فأي تعظيم بعد هذا؟!! مالكم كيف تحكمون؟!
قال: " فليس في الحديث دلالة على مشروعية الاحتفال المولد.
النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أنه كان يصوم يوم الإثنين ولم يخبر أنه كان يحتفل به ، كما يدعي الركيني."
قلت: إذا كان الحافظ أصل لمشروعية الاحتفال بالمولد من حديث صيام يوم عاشوراء، ألا يكون صيام يوم الأثنين الموافق للميلاد أصلًا؟!
قال: " قال تعالى (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)
فعلامة محبة النبي عليه الصلاة والسلام باتباع سنته ، لا بالإعراض عنها واتباع البدع."
قلت: المحبة أمر قلبي، وهي أصل والإتباع فرعها، لأن المخالفة والمعصية لا تقتضي عدم الإتباع، ألم تر أن كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، ومع ذلك فإن كل مؤمن يحب الله تبارك وتعالى وإن زنى وإن سرق. وفي الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لمدمن خمر ومقترف كبيرة أنه يحب الله ورسوله.
والآية لم تقل: (قل إن كنتم تحبون رسول الله) بل قالت: (قل إن كنتم تحبون الله)، فهي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو واسطة الخلق إلى الله تعالى، فإن الله لن يحب أحدًا حتى يؤمن برسوله صلى الله عليه وسلم ويجيب دعوته.
أما علامة صدق المحبة فالشوق لأن المحبة أمر قلبي. وقد صرح بذلك النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال: "إن من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله). أخرج مسلم.
7. اعترض على الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة، فقال: " حديث أنس ، ليس فيه دلالة على مشروعية الإحتفال بالمولد ، كما يدعي الركيني.
الحديث استدل به أهل العلم على جواز أن يعق المرء عن نفسه إذا لم يعق عنه والده."
الحديث صحيح صححه الهيثمي في المجمع، وحتى الألباني في "الصحيحة".
أما دلالته على تشريع الإحتفال بالمولد، فقد قال الإمام الحافظ السيوطي: "وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر، وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين وتشريع لأمته كما كان يصلي على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات" أهـ [حسن المقصد في عمل المولد]
8. اعترض على تأصيل المولد من حديث صيام عاشوراء، فقال: " ما وجه الدلالة من صيام يوم عاشوراء بمشروعية الإحتفال بالمولد؟!
ثم صيام يوم عاشوراء صامه النبي عليه الصلاة والسلام وأمر بصيامه ،
والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى
قال سبحانه تعالى عن رسوله عليه الصلاة والسلام: (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)."
قلت: والله هذا جهل مركب، نكتفي فيه بذكر كلام الحافظ ابن حجر حيث قال: (وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم ؟ وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء، ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة، وفيه ما فيه . فهذا ما يتعلق بأصل عمله .
وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة") أهـ [حسن المقصد في عمل المولد]
9. اعترض على الاجتماع للعلم والذكر في ساحات المولد، فقال: " سبحان الله ما هذا الخلط العجيب ، فإن احداث البدع في المساجد ليس من حلق الذكر ، كما يدعي هذا الصوفي."
قلت: وصف صوفي الذي أراد به ازدراء سماحة الشيخ عبد الرحيم الركيني هو في الأصل مدح، يكفي أنه وصف به الزهاد والصالحين على مر التاريخ ووصف به الحافظ العلامة الكبير أبو نعيم الأصبهاني الصوفي، صاحب الحلية.
أما كلامه عن البدع فإنه لا يفهمها، ويلزمه مراجعة ما كتبنا ليعرف معناها عند السلف.
10. اعترض على المدائح التي تقال في الموالد فقال: " حسان رضي الله عنه شعره في مدح الإسلام والذب عن النبي عليه الصلاة والسلام والرد على المشركين ، وكان بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام وليس في شعره غلو ولا إطراء
بخلاف أشعار أصحاب الموالد فإن في أشعارهم من المحظورات الشرعية الشيء الكثير."
قلت: أطراه صلى  الله عليه وسلم الصحابة وأثنى عليهم، لكن المعترضين لا يفهمون هذه الأشعار ويحكمون عليها بالظاهر، واللغة العربية لغة بيان ومجاز وحمالة أوجه، لا تستقيم إلا لذوي الذوق السليم.
11. اعترض على الدف فقال: " ولم يأتِ في شيء من الروايات (أن صوت الدف يهز ويرز في المسجد النبوي) هذا شيء جاء به الركيني من جيبه."
قلت: إذا كان الدف حرام حرمة أصلية لما جاز أن يضرب في عيد ولا في عرس، أما أن صوف الدف يهز ويرز في المسجد النبوي لأن المسجد النبوي آنذام تفصله عن الحجرات أمتار قليلة.
12. اعترض على ذكر أحوال السلف عندما يذكر فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما وجه الدلالة من هذه الآثار على مشروعية الإحتفال بالمولد ، ومَن قال بهذا القول قبلك من أهل العلم المعتبرين؟!
لاشك أنه لا أحد.
لأنه لم يثبت أبداً عن أحد من الصحابة الكرام رضي الله عنهم الاحتفال بالمولد (ولو كان خيراً لسبقونا إليه)."
قلت: وجه الدلالة العناية بالنبي صلى الله عليه وسلم والاهتمام به ومحبتهم له بحيث إذ ذكر بكوا وتأثروا، فهؤلاء هم، فكيف حالنا نحن؟ أليس في تجاهلنا للنبي صلى الله عليه وسلم وعدم تأثرنا عند ذكره دليل على التقصير الكبير في حقه صلى الله عليه وسلم؟ ؟! أليس هو تبارك وتعالى القائل في كتابه العزيز عن هذا الرسول العظيم: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ)؟! أمثله صلى الله عليه وسلم يُغفل عنه ولا يُفرح به؟ أليس هو تبارك وتعالى القائل في كتابه العزيز: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)؟! أمثله لا يُعتنى به؟!
أما الكلام عن لو كان خيرًا لسبقنا إليه الصحابة فإن أهل العلم قرروا أن الترك لا يقتضي المنع والنهي، هل نقول عن تنقيط المصحف وتشكيله وكتابة علامات الوقف عليه وتلوينه لتبيين أحكام التجويد وغير ذلك من الأمور الحسنة "أنحن أشد توقيرًا وتعظيمًا للقرءان من الصحابة"؟!! الأمر ليس له علاقة بذلك بقدر ما له علاقة بالحاجة إلى ذلك، فعندما دخل الأعاجم في دين الله أفواجًا وخُشي على القرءان من اللحن والغلط، احتيج إلى هذه البدع الحسنة، وعلى ذلك فقس الإحتفاء بميلاده صلى الله عليه وسلم.
13. اعترض على إيراد كلام ابن تيمية في الثناء على المحتفلين بالمولد بحسن مقصد، فقال: " بأن ما نقله عن شيخ الإسلام فيه بتر لكلامه ، وبتر النصوص عادة من عادات أهل الأهواء."
قلت: هذا من سوء الظن والتحامل، وذلك لأن المستشهد بنص عادةً ما يركز على موضع الإستدلال.

فيظهر مما تقدم أنها ردود متهافتة لا تستحق الزمن الذي تقرأ فيه. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.