☝ما هو الدليل على محبة النبي صلى الله عليه وسلم: الشوق أم الطاعة؟
ابتداءًا هل الطاعة دليل على المحبة؟‼
ليس بالضرورة، فكل مؤمن مثلًا يحب الله عز وجل بلا شك، ومع ذلك فهناك مؤمنون يعصونه باقتراف بعض الذنوب، بل كان هناك مدمن خمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم -والخمر هي أم الكبائر- وكان كثيرًا ما يؤتى به فيجلد. وذات يوم سبه أحد الحاضرين وقال:
"ما أكثر ما يؤتى بك!"
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوه، فوالله إني قد علمت أنه يحب الله ورسوله" [رواه البخاري]
فرغم عصيانه وشربه لأم الكبائر فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويالها من شهادة تؤكد أن الطاعة ليست شرطًا للمحبة، فكم من منافق كان يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهره ويبغضه في باطنه! وكم من عاصٍ ومبتلى وهو يسأل الله كل حين أن يتوب عليه.
🌴🌴🌴
وقد يكون العصيان في بعض الأحيان أبلغ دليل على المحبة، فإذا كنت ومحبوبك في خطر وأمرك حبيبك أن تتركه وتنجو هل سيهون عليك أن تفعل؟! بل ستبقى معه وتخالفه إن كان حبه متمكنًا من قلبك.
لذلك عندما طلب المشركون في صلح الحديبية من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمحو من المعاهدة عبارة "رسول الله"، قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: "أمحها يا علي"، فأبي سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن يمحوها وقال: " لا والله لا أمحوك أبدًا"، وما قال ذلك إلا محبة وغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم.
☘☘☘
إن المحبة عاطفة قلبية صادقة، الدليل عليها الشوق إلى لقاء المحبوب، لذلك أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"إن من أشد أمتي لي 💕 حبًا ناس يكونون بعدي، يود أحدهملو رآني بأهله وماله"‼
يتخلى عن أعز ما يملك لأجل أن يلقى محبوبه صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل صريح على أن علامة حب النبي صلى الله عليه وسلم هي شدة الشوق لرؤية الجميل النبيل صلى الله عليه وسلم.
☘☘☘
والمحبة درجات، فكلما تصاعدت وتجذرت في قلب المحب كلما زاد صدقه لمحبوبه وإخلاصه، وطاعته، والإستعداد للتضحية من أجله. فلذلك المحبة أصل وأساس والطاعة فرع منها وليس العكس، وعندما سأل أعرابي النبي صلى الله عن القيامة قائلًا:
"يا رسول الله متى الساعة؟"
فتعجب النبي من جرأة السائل وقال له: "ويحك، وماذا أعددت لها؟!"
فقال: "والله ما أعددت لها من شيء يا رسول الله غير أني أحب الله وسوله"‼
فسر النبي صلى الله عليه وسلم وتهلل وقال له: "أنت مع من أحببت"
وفي رواية: "المرء مع من أحب"
[متفق عليه]
لم يقل له: لن تنفعك المحبة لأن طاعتك قليلة كما تقول، بل بشره بأنه سيكون في معية الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بفضل هذه المحبة، ويالها من معية.
وقد فرح الصحابة رضوان الله عليهم ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم تلك فرحًا شديدًا، فقال راوي الحديث سيدنا ﺃﻧﺲ رضي الله عنه:
"ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺮﺣًﺎ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ". ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: "ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ".
فالمحبة هي الأساس والطاعة ثمرة من ثمارها، وهذا يفسر لنا لماذا أن الإسلام أوجب علينا محبة الله عز وجل وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم أكثر من كل شيء حتى النفس!
لأن ذلك هو السبيل الوحيد إلى الصدق والإخلاص والتضحية وحسن الطاعة.
☘☘☘
أما قوله تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم)
فيستدل به في غير موضعه، وفيه عدة مسائل منها:
▪ذكر المفسرون أن الآية نزلت في وفد النصارى الذين قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من نجران، فأمره الله عز وجل إن كان الذي يَقولونه في عيسى من عظيم القول، إنما يقولونه تعظيمًا لله وحبًّا له، فليتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم.
▪الإتباع هنا بمعنى التصديق والإيمان بالرسالة والدخول في دين الإسلام.
▪الآية تتناول الذين يزعمون ويدَّعون محبة الله، وليس محبة رسول الله.
▪هذه الآية أصل كبير في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو باب الله عز وجل، فلو سلك الخلق إلى الله كل طريق وطرقوا له كل باب فلن يُفتح لهم حتى يأتوا من خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
لذلك أخرج البيهقي بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي"
☘☘☘
📩 لا تدعها تقف عندك، فالدال على الخير كفاعله
ابتداءًا هل الطاعة دليل على المحبة؟‼
ليس بالضرورة، فكل مؤمن مثلًا يحب الله عز وجل بلا شك، ومع ذلك فهناك مؤمنون يعصونه باقتراف بعض الذنوب، بل كان هناك مدمن خمر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم -والخمر هي أم الكبائر- وكان كثيرًا ما يؤتى به فيجلد. وذات يوم سبه أحد الحاضرين وقال:
"ما أكثر ما يؤتى بك!"
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوه، فوالله إني قد علمت أنه يحب الله ورسوله" [رواه البخاري]
فرغم عصيانه وشربه لأم الكبائر فقد شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويالها من شهادة تؤكد أن الطاعة ليست شرطًا للمحبة، فكم من منافق كان يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظاهره ويبغضه في باطنه! وكم من عاصٍ ومبتلى وهو يسأل الله كل حين أن يتوب عليه.
🌴🌴🌴
وقد يكون العصيان في بعض الأحيان أبلغ دليل على المحبة، فإذا كنت ومحبوبك في خطر وأمرك حبيبك أن تتركه وتنجو هل سيهون عليك أن تفعل؟! بل ستبقى معه وتخالفه إن كان حبه متمكنًا من قلبك.
لذلك عندما طلب المشركون في صلح الحديبية من النبي صلى الله عليه وسلم أن يمحو من المعاهدة عبارة "رسول الله"، قال النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: "أمحها يا علي"، فأبي سيدنا علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه أن يمحوها وقال: " لا والله لا أمحوك أبدًا"، وما قال ذلك إلا محبة وغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم.
☘☘☘
إن المحبة عاطفة قلبية صادقة، الدليل عليها الشوق إلى لقاء المحبوب، لذلك أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"إن من أشد أمتي لي 💕 حبًا ناس يكونون بعدي، يود أحدهملو رآني بأهله وماله"‼
يتخلى عن أعز ما يملك لأجل أن يلقى محبوبه صلى الله عليه وسلم، وفي هذا دليل صريح على أن علامة حب النبي صلى الله عليه وسلم هي شدة الشوق لرؤية الجميل النبيل صلى الله عليه وسلم.
☘☘☘
والمحبة درجات، فكلما تصاعدت وتجذرت في قلب المحب كلما زاد صدقه لمحبوبه وإخلاصه، وطاعته، والإستعداد للتضحية من أجله. فلذلك المحبة أصل وأساس والطاعة فرع منها وليس العكس، وعندما سأل أعرابي النبي صلى الله عن القيامة قائلًا:
"يا رسول الله متى الساعة؟"
فتعجب النبي من جرأة السائل وقال له: "ويحك، وماذا أعددت لها؟!"
فقال: "والله ما أعددت لها من شيء يا رسول الله غير أني أحب الله وسوله"‼
فسر النبي صلى الله عليه وسلم وتهلل وقال له: "أنت مع من أحببت"
وفي رواية: "المرء مع من أحب"
[متفق عليه]
لم يقل له: لن تنفعك المحبة لأن طاعتك قليلة كما تقول، بل بشره بأنه سيكون في معية الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بفضل هذه المحبة، ويالها من معية.
وقد فرح الصحابة رضوان الله عليهم ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم تلك فرحًا شديدًا، فقال راوي الحديث سيدنا ﺃﻧﺲ رضي الله عنه:
"ﻓﻤﺎ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﺮﺣًﺎ ﺃﺷﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﻓﺈﻧﻚ ﻣﻊ ﻣﻦ ﺃﺣﺒﺒﺖ". ﻗﺎﻝ ﺃﻧﺲ: "ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﻭﻋﻤﺮ ﻓﺄﺭﺟﻮ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻌﻬﻢ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﺃﻋﻤﻞ ﺑﺄﻋﻤﺎﻟﻬﻢ".
فالمحبة هي الأساس والطاعة ثمرة من ثمارها، وهذا يفسر لنا لماذا أن الإسلام أوجب علينا محبة الله عز وجل وحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم أكثر من كل شيء حتى النفس!
لأن ذلك هو السبيل الوحيد إلى الصدق والإخلاص والتضحية وحسن الطاعة.
☘☘☘
أما قوله تعالى:
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم)
فيستدل به في غير موضعه، وفيه عدة مسائل منها:
▪ذكر المفسرون أن الآية نزلت في وفد النصارى الذين قدموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من نجران، فأمره الله عز وجل إن كان الذي يَقولونه في عيسى من عظيم القول، إنما يقولونه تعظيمًا لله وحبًّا له، فليتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم.
▪الإتباع هنا بمعنى التصديق والإيمان بالرسالة والدخول في دين الإسلام.
▪الآية تتناول الذين يزعمون ويدَّعون محبة الله، وليس محبة رسول الله.
▪هذه الآية أصل كبير في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو باب الله عز وجل، فلو سلك الخلق إلى الله كل طريق وطرقوا له كل باب فلن يُفتح لهم حتى يأتوا من خلف النبي صلى الله عليه وسلم.
لذلك أخرج البيهقي بسند حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله:
"لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي"
☘☘☘
📩 لا تدعها تقف عندك، فالدال على الخير كفاعله