الثلاثاء، 30 أغسطس 2016

هل المبالغة في حب النبي صلى الله عليه وسلم غلو؟‼

💞 هل المبالغة في حب النبي صلى الله عليه وسلم غلو؟‼

ما هو الغلو إبتداءًا؟ هو مجاوزة الحد.

وما هو حد محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟‼

المطلوب منا هو أن نحبه أكثر من الولد والوالد والناس أجمعين، وأكثر من كل شيء حتى النفس لقوله تعالى:
 (قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة: 24]

ولقوله صلى الله عليه وسلم:
"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"
[متفق عليه]

وقوله صلى الله عليه وسلم:
"والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه"
[أخرجه الإمام أحمد]

ولحديث سيدنا عمر رضي الله عنه المشهور في صحيح البخاري، فعن عبدالله بن هشام بن زهرة القرشي رضي الله عنه قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر:
يا رسول الله، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا، والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك".
فقال له عمر:
فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"الآن يا عمر".

وهل بلغنا هذا الحد؟ أن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أي شيء حتى النفس؟‼

لا والله، بل نحن متقاصرون دون ذلك بكثير وإن اجتهدنا وسعينا، ونسأل الله عز وجل أن يبلغنا ذلك المقام السامي الذي تصدره الصحابة رضوان الله عليهم والصلحاء الكمَُل من عباد الله الصالحين في هذه الأمة.

فكيف تكون المبالغة في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم غلوًا ونحن أصلًا دون الحد؟‼

                  💞💚💞

هذا الدين العظيم ربط بين المحبة والإيمان ربطًا محكمًا، فلا إيمان لمن لا محبة له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم" أي لا يكمل إيمانه، "حتى أكون أحب إليه من نفسه" التي بين جنبيه.

بل ولن نتذوق حلاوة الإيمان أصلًا إلا بالمحبة لقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان" أولها:
"أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما" [متفق عليه]

وهل للإيمان حد؟ هل يقال: آمن حتى حد معين ولا تزد فوق ذلك؟‼

لا يقول ذلك عاقل، بل لا يقوله إلا مجنون أو جاهل.

فثبت بذلك أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليس لها حد كما أن الإيمان ليس له لحد، بل الواجب علينا أن نعمل على رفع هذه المحبة إلى أقصى درجة نستطيعها فيكون عند ذلك منتهى إيماننا.

أما قوله صلى الله عليه وسلم:
"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم"
فيعني أن لا نخرج النبي صلى الله عليه وسلم من العبودية لله كما فعل النصارى برسولهم عيسى عليه السلام إذ جعلوه إلها مع الله سبحانه وتعالى. أما النبي صلى الله عليه وسلم فهو عبد الله ورسوله، لم يبلغ تلك العظمة وذلك المقام المحمود إلا بكمال عبوديته لله عز وجل فقال جل من قائل: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ)

وهل هناك فرق بين حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟‼

حاشا لله! فحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو من حب الله عز وجل، لماذا؟

لأننا ما أحببناه إلا لله، وفي الله، وبأمر الله، ولأنه رسول الله، كما قال تعالى:
(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [سورة التوبة: 24]
ولما تقدم من الأحاديث النبوية الشريفة الآمرة بوجوب المبالغة في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا العلم منقول، فجزى الله عني خيرًا الأستاذ والإمام في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، فضيلة الشيخ عبد الرحيم الركيني رضي الله عنه على هذه المعاني الراقية والعلوم السامية التي نتلقاها عنه في مسجده العامر في [أبو آدم] مربع 6 بالخرطوم، فجزاه الله عن أمة الإسلام خير الجزاء، وبارك الله لنا في عافيته. اللهم آمين

🌿🍃🌷🌷🌷🍃🌿

📩 لا تدعها تقف عندك، فالدال على الخير كفاعله.