الأحد، 1 مارس 2020

الفرق بين الرواية والدراية

رواية الحديث لا تقتضي بالضرورة الفهم، فالرواي في كثير من الحالات ما لم يكن عارفًا بالعربية، متدبرًا فقيهًا شارحًا مطَّلعًا ومصنفًِّا في العلوم يكون كالمسجل، لذلك كان أئمتنا أهل قرآن وأهل حديث وفقهاء في آن واحد، لأن النص لا يقوم بلا فهم حسن وفقه بالمراد. روى ابن عدي في الكامل بسنده عن الإمام مالك رحمه الله تعالى أنه قال: «ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم نورٌ يجعله الله تعالى في القلب»، وأخرج الخطيب في [نصيحة أهل الحديث] بسنده عن محمد بن عبيد أنه قال: «جاء رجلٌ وافر اللحية إلى الأعمش، فسأله عن مسألة من مسائل الصبيان، يحفظها الصبيان، فالتفت إلينا الأعمش فقال: انظروا إلى لحيته تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة الصبيان»!!، وبسنده أيضًا عن عُبيد الله بن عمرو أنه قال: «جاء رجل إلى الأعمش فسأله عن مسألة وأبو حنيفة جالس، فقال الأعمش: يا نعمان قل فيها، فأجابه، فقال الأعمش: من أين قلت هذا؟ فقال: من حديثك الذي حدثتناه، قال: نعم نحن صيادلة وأنتم أطباء»