الاثنين، 2 مارس 2020

ما مدى صلتك برسول الله صلى الله عليه وسلم؟


ما مدى صلتك برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فالناس يحرصون على تمتين علاقتهم بالمشاهير، وتوثيق صلتهم بالعظماء، وبل قد يتباهون بذلك ويفاخرون، وليس هناك مخلوق أعظم وافخم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف هي علاقتك به؟
لتتعرف على ذلك سل نفسك هذه الأسئلة المحوربة:
١. إلى أي درجة تحبه؟
٢. إلى أي درجة تشتاق إليه وتتمنى رؤيته؟
٣. كم مرة تذكره وتصلي عليه في اليوم والليلة؟
٤. كم أنت حريص ومشتاق لزيارته؟
٥. أنت على موعد حاسم ومهم للغاية معه يوم القيامة فهل أنت مستعد؟

١. إلى أي درجة تحبه؟
أنت مطالب بأن تحبه أكثر من الوالدين والأولاد والأهل والعشيرة، بل ومن نفسك التي بين جنبيك! فقد قال تعالى: (قُلۡ إِن كَانَ ءَابَاۤؤُكُمۡ وَأَبۡنَاۤؤُكُمۡ وَإِخۡوَ ٰ⁠نُكُمۡ وَأَزۡوَ ٰ⁠جُكُمۡ وَعَشِیرَتُكُمۡ وَأَمۡوَ ٰ⁠لٌ ٱقۡتَرَفۡتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةࣱ تَخۡشَوۡنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرۡضَوۡنَهَاۤ أَحَبَّ إِلَیۡكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادࣲ فِی سَبِیلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ یَأۡتِیَ ٱللَّهُ بِأَمۡرِهِ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من نفسه»، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين». هذه درجة الحب التي تليق برسول الله صلى الله عليه وس، فهو أولى بك منها وأرأف وأرحم، فقد قال تعالى (ٱلنَّبِیُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡ)، وقال تعالى: (لَقَدۡ جَاۤءَكُمۡ رَسُولࣱ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِیزٌ عَلَیۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِیصٌ عَلَیۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ)، فهل تحبه أكثر من النفس؟! إذا كانت الإجابة بلا فأنت بحاجة أكثر للتعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كثب بالاقتراب منه والاهتمام به حتى تترقى في مراتب محبته بلوغا إلى أن تحبه أكثر من نفسك.

٢. إلى أي درجة تشتاق إليه وتتمنى رؤيته؟
من كرم الله عز وجل وعظمة قدر النبي صلى الله عليه وسلم عند ربه أنه صلى الله عليه وسلم يمكن أن يُرى في المنام وفي اليقظة رؤية حقيقية مع أنه انتقل إلى الرفيق الأعلى قبل خمسة عشر قرنًا. قال صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتشبه بي»، وقال صلى الله عليه وسلم: «من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بي»، فإذا كانت الرؤية ممكنة فكم هي درجة شوقك لمحبوبك صلى الله عليه وسلم؟ إن لم يكن شوقك في قمته وتتمنى الرؤية كل لحظة وتحرص عليها فعليك أن تراجع محبتك، فتمني رؤية المحبوب والحرص عليها والسعي لها هي من أبجديات المحبة، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل محبته بأنهم أهل الشوق إلى رؤيته الذين يسعون لها ويتمنونها يتمنونها بالدنيا وما فيها فقال: «إن من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون من بعدي، يود أحدهم أن لو رآني بأهله وماله».

٣. كم مرة تذكره وتصلي عليه في اليوم والليلة؟
المحب لا ينسى محبوبه، بل يكثر من ذكره ومن مدح خصاله وتعديد فضائله، وقد أمر الله تعالى بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّۚ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا)، وجعلها سببا لصلاته سبحانه وتعالى علينا، وسببًِا للرحمة والمغفرة وتفريج الهم وقضاء الحاجات ظاهرة وباطنة، فانظر كم مرة تصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها معيار من معايير قياس صلتك برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: «أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة»

٤. كم أنت حريص ومشتاق لزيارته؟
إذا علمت أن الأرواح لا تموت، وأن أجساد الأنبياء لا تبلى ولا تتحلل، وأنهم أحياء في قبورهم يصلون، وأنه ما من أحد يسلم عليه صلى الله عليه وسلم حتى رد الله عليه روحه ليرد السلام، وأن قبره صلى الله عليه وسلم الشريف معلوم المكان في المدينة المنورة، وقد ورد أن من زاره في قبره حلت له شفاعته، رواه جماعة من أهل العلم بسند حسن، فهل أنت حريص على زيارته في قبره الشريف وكلك حنين وشوق؟ إن لم تكن حريصًا فعليك أن تراجع محبتك، فإن من أبجديات المحبة أن تشتاق لزيارة المحبوب وتحرص عليها وتسعى لها.

٥. أنت على موعد حاسم ومهم للغاية معه يوم القيامة فهل أنت مستعد؟
عندما يشتد يوم القيامة غضب الجبار، ويتجلى الحي القيوم العظيم القهار ، وتدنو الشمس من الرؤوس، ويغوص الخلائق في العرق، ويلوذ كل شخص بنفسه حتى الأنبياء والرسل أولي العزم والملائكة المقربون، عندئذ لا تدركك إلا شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تنجيك من كرب ذلك اليوم إلا عظمة قدر رسولك صلى الله عليه وسلم حيث يقول: «أنا لها، أنا لها، أنا لها» فيسجد لله تعالى فيقول له: «إرفع رأسك، وقل يسمع لقولك، وسل تعطه، واشفع تشفع»، فهو صلى الله عليه وسلم الملاذ والمنجي والمخلِّص، وهو بذلك أولى الناس بالحب وتوثيق الصلة وتمتين العلاقة، خاصة لمن ابتلي بالمعاصي لأنه شفيع العصاة وأهل الكبائر القائل: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».

فانظر إلى إجاباتك على هذه المحاور، وتمعن في حضور النبي صلى الله عليه وسلم في قلبك وسائر حياتك، عندها ستعلم كم أنت قريب أو بعيد، وما يلزمك فعله لتوثيق الصلة وتقوية العلاقة، وستدرك بنفسك ما يليق بعلاقتك برسول الله صلى الله عليه وسلم كالأدب معه حيًّا وميتًا، والحرص على زيارته، والإكثار من الصلاة عليه، وما لا يليق كذكر اسمه مجردًا عن السيادة والتوقير كما يفعل يعض الجهلاء، وكالزهد في زيارته خاصة لمن يسر الله زيارة أرض الحرمين في حج أو عمرة أو عمل أو سياحة، فلولا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كانت مكة المكرمة قبلة للمسلمين: (قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِی ٱلسَّمَاۤءِۖ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ)، ولولاه صلى الله عليه وسلم لما شرع حج أو عمرة، ولولاه لما طابت حياة.