إحياء الموتى:
قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى:
"أخرج ابْن عدي وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ عدنا شَابًّا من الْأَنْصَار وَعِنْده أم لَهُ عَجُوز عمياء فَمَا برحنا أَن مَاتَ فأغمضناه وَمَدَدْنَا على وَجه الثَّوْب وَقُلْنَا لأمه احتسبيه قَالَت وَقد مَاتَ قُلْنَا نعم فمدت يَديهَا إِلَى السَّمَاء وَقَالَت اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم إِنِّي هَاجَرت إِلَيْك وَإِلَى نبيك رَجَاء أَن تغيثني عِنْد كل شدَّة فَلَا تحمل عَليّ هَذِه الْمُصِيبَة الْيَوْم قَالَ أنس فو الله مَا برحنا حَتَّى كشف الثَّوْب عَن وَجهه وَطعم وطعمنا مَعَه.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق آخر عَن أنس قَالَ أدْركْت فِي هَذِه الْأمة ثَلَاثًا لَو كَانَت فِي بني إِسْرَائِيل لم تقاسمها الْأُمَم قُلْنَا هن قَالَ كُنَّا فِي الصّفة عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَتْهُ امْرَأَة مهاجرة وَمَعَهَا ابْن لَهَا قد بلغ فَلم يلبث أَن أَصَابَهُ وباء الْمَدِينَة فَمَرض أَيَّامًا ثمَّ قبض فغمضه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر بجهازه فَلَمَّا أردنَا أَن نغسله قَالَ يَا أنس ائْتِ أمه فاعلمها قَالَ فأعلمتها فَجَاءَت حَتَّى جَلَست عِنْد قَدَمَيْهِ فَأخذت بهما ثمَّ قَالَت اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت لَك طَوْعًا وخلعت الْأَوْثَان زهدا وَهَاجَرت إِلَيْك رَغْبَة اللَّهُمَّ لَا تشمت بِي عَبدة الْأَوْثَان وَلَا تحملنِي من هَذِه الْمُصِيبَة مَا لَا طَاقَة لي بحملها قَالَ فو الله مَا تقضى كَلَامهَا حَتَّى حرك قَدَمَيْهِ وَألقى الثَّوْب عَن وَجهه وعاش حَتَّى قبض الله رَسُوله وَحَتَّى هَلَكت أمه" أهـ
وقال القاضي عياض الحافظ في الشفا:
"عَنِ الْحَسَنِ أَتَى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ أنَّهُ طَرَحَ بُنَيَّةً لَهُ فِي وَادِي كَذَا فَانْطَلَقَ مَعَهُ إِلَى الْوَادِي. وَنَادَاهَا باسْمِهَا يَا فُلَانَةُ أَجِيبِي بِإذْنِ اللَّه، فَخَرَجَتْ وَهِيَ تَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ لَهَا: إنَّ أَبَوَيك قَدْ أَسْلَمَا، فَإن أَحببت أَن أردَّك عَلَيْهَمَا، قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِمَا، وَجَدْتُ اللَّه خَيْرًا لِي مِنْهُمَا"
التكلم بعد الموت:
قَالَ الْبَيْهَقِيّ في الدلائل: "قد رُوِيَ فِي التَّكَلُّم بعد الْمَوْت عَن جمَاعَة بأسانيد صَحِيحَة"
قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى:
"أخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ عَن سعيد بن الْمسيب أَن زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج توفّي زمن عُثْمَان فسجي ثمَّ أَنهم سمعُوا جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ أَحْمد أَحْمد فِي الْكتاب الأول صدق صدق أَبُو بكر الصّديق الضَّعِيف فِي نَفسه الْقوي فِي أَمر الله تَعَالَى فِي الْكتاب الأول صدق صدق عمر بن الْخطاب الْقوي الآمين فِي الْكتاب الأول صدق صدق عُثْمَان بن عَفَّان على مناهجهم مَضَت أَربع وَبقيت اثْنَتَانِ أَتَت الْفِتَن وَأكل الشَّديد الضَّعِيف وَقَامَت السَّاعَة وسيأتيكم من جيشكم خبر بِئْر أريس وَمَا بِئْر أريس ثمَّ هلك رجل من خطمة فسجي بِثَوْبِهِ فَسمع جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ إِن أَخا بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج صدق صدق.
قَالَ البهيقي الامر فِي بِئْر أريس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتخذ خَاتمًا فَكَانَ فِي يَده ثمَّ كَانَ فِي يَد عمر ثمَّ كَانَ فِي يَد أبي بكر ثمَّ كَانَ فِي يَد عُثْمَان حَتَّى وَقع فِي بِئْر أريس بَعْدَمَا مضى من خِلَافَته سِتّ سِنِين فَعِنْدَ ذَلِك تَغَيَّرت عماله وَظَهَرت أَسبَاب الْفِتَن كَمَا قيل على لِسَان زيد بن خَارِجَة انْتهى
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ عَن انس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر بعده وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس على بِئْر أريس فَأخْرج الْخَاتم فَجعل يعبث بِهِ فَسقط قَالَ فاختلفنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان فننزح الْبِئْر فَلم نجده
قَالَ بعض الْعلمَاء كَانَ فِي خَاتمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من السِّرّ شَيْء مِمَّا كَانَ فِي خَاتم سُلَيْمَان لِأَن سُلَيْمَان لما فقد خَاتمه ذهب ملكه وَعُثْمَان لما فقد خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتفض عَلَيْهِ الْأَمر وَخرج عَلَيْهِ الخارجون وَكَانَ ذَلِك مبدأ الْفِتْنَة الَّتِي أفضت إِلَى قَتله واتصلت إِلَى آخر الزَّمَان" أهـ
وأخرج البخاري في تاريخه والقاضي عياش في الشفا عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال:
"كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس وكان قتل باليمامة فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم فنظرنا فإذا هو ميت"
وأخرجها البيهقي الدلائل بسنده عن عبد الله بن عبيد الأنصاري والسيوطي في الخصائص الكبرى، أن رجلا من قتلى مسيلمة تكلم فقال: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عثمان الأمين الرحيم لا أدري أيش قال لعمر.
وعبد الله بن عبيد الأنصاري هو عبد الله بن عبيد الله الأنصاري، ذكره ابن حبان في الثقات والبخاري في تاريخه وقال زين الدين قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِ في (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة) نسخة بخط الحافظ السخاوي:
"5989 - عبد الله بن عبيد الله الأنصاري: حضر دفن ثابت بن قيس بن شماس يوم اليمامة، روى عنه حصين بن عبد الرحمن" أهـ
وعن النعمان بن بشير قال: مات رجل منا يقال له خارجة بن زيد، فسجيناه بثوب، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاء فانصرفت، فإذا أنا به يتحرك، فقال: أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه، القوي في أمر الله - عز وجل - عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة، خلت ليلتان وبقيت أربع، واختلف الناس، ولا نظام لهم، يا أيها الناس أقبلوا على إمامكم، واسمعوا، وأطيعوا، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحة، ثم قال: وما فعل زيد بن خارجة؟ - يعني أباه - ثم قال: أخذت بئر أريس ظلما، ثم هدأ الصوت.
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ربعي بن خراش قال: مات أخ لي، فسجيناه فذهبت في التماس كفنه، فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: "ألا إني لقيت ربي بعدكم، فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان، وأنه كساني ثيابًا خضرًا من سندس واستبرق، وأن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ووعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يذهب حتى أدركه. قال: فما شبهت خروج نفسه إلا كحصاة ألقيت في ماء فرسبت، فذكر ذلك لعائشة -رضي الله عنها- فصدقت بذلك وقالت: قد كنا نتحدث أن رجلا من هذه الأمة يتكلم بعد موته، قال: وكان أقومنا في الليلة الباردة، وأصومنا في اليوم الحار.
وفي رواية ابن كثير في البداية والنهاية عن ربعي بن خراش قال: مرض أخي الربيع بن خراش فمَرَّضتُّه ثم مات فذهبنا نُجَهِّزُه، فلما جئنا رفع الثوبَ عن وجهِه ثم قال: السلام عليكم، قلنا: وعليك السلام، قد مُتَّ؟ قال: بلى ولكن لقيت بعدكم ربي ولقيني بروح وريحان وربِّ غيرِ غضبان، ثم كساني ثياباً من سندس أخضر، وإني سألتُه أن يأذنَ لي أن أبشِّرَكم فأذِنَ لي، وإنَّ الامرَ كما تَرَون، فسدِّدوا وقاربوا، وبشِّروا ولا تنَفِّروا، وإنَّ الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- ينتظرني للصلاة عليَّ، فأسرعوا بي ولا تؤخِّروني.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «من عاش بعد الموت» عن أبي مسعود الجريري قال: ذكر شيخ في مسجد الأشياخ كان يحدثنا عن أبي قال: بينما نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه وأغمضناه وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره فلما ذهبنا نحمله لنغسله تحرك فقلنا: سبحان الله ما كنا نراك إلا قد مت، قال: فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح قد وضعني في لحدي وطواه بالقراطيس، إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح فقالت: هذا صاحب كذا، وهذا صاحب كذا، أشياء والله أستحي منها كأنما أقلعت عنها ساعتئذ. قال: قلت: أنشدك أن تدعني وهذه، قالت: انطلق نخاصمك قال: فانطلقنا إلى دار فيحاء واسعة وفيها مصطبة كأنها من فضة في ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرأ سورة النحل فتردد في مكان منها ففتحت عليه فانفتل فقال: السورة معك؟ قلت: نعم، قال: أما إنها سورة النعم، قال: ورفع وسادة قريبة منه فأخرج صحيفة فنظر فيها فبدرته السوداء فقالت: فعل كذا وفعل كذا، قال: وجعل الحسن الوجه يقول وفعل كذا وفعل كذا، يذكر محاسن، قال: فقال الرجل: عبد ظالم لنفسه لكن الله تجاوز عنه، لم يجئ أجل هذا بَعْدُ، أجل هذا يوم الاثنين، قال: فقال لهم: انظروا فإن متُّ يوم الاثنين فارجوا لي ما رأيت. وإن لم أمت يوم الاثنين فإنما هو هذيان الوجع، قال: فلما كان يوم الاثنين صح حتى بعد العصر ثم أتاه أجله فمات، وفي هذا الحديث: فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه الطيب الريح: ما أنت؟ قال: أنا عملك الصالح، قلت: فما الإنسانة السوداء المنتنة الريح، قال: ذلك عملك الخبيث.
قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى:
"أخرج ابْن عدي وَابْن أبي الدُّنْيَا وَالْبَيْهَقِيّ وَأَبُو نعيم عَن أنس قَالَ عدنا شَابًّا من الْأَنْصَار وَعِنْده أم لَهُ عَجُوز عمياء فَمَا برحنا أَن مَاتَ فأغمضناه وَمَدَدْنَا على وَجه الثَّوْب وَقُلْنَا لأمه احتسبيه قَالَت وَقد مَاتَ قُلْنَا نعم فمدت يَديهَا إِلَى السَّمَاء وَقَالَت اللَّهُمَّ إِن كنت تعلم إِنِّي هَاجَرت إِلَيْك وَإِلَى نبيك رَجَاء أَن تغيثني عِنْد كل شدَّة فَلَا تحمل عَليّ هَذِه الْمُصِيبَة الْيَوْم قَالَ أنس فو الله مَا برحنا حَتَّى كشف الثَّوْب عَن وَجهه وَطعم وطعمنا مَعَه.
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق آخر عَن أنس قَالَ أدْركْت فِي هَذِه الْأمة ثَلَاثًا لَو كَانَت فِي بني إِسْرَائِيل لم تقاسمها الْأُمَم قُلْنَا هن قَالَ كُنَّا فِي الصّفة عِنْد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأَتَتْهُ امْرَأَة مهاجرة وَمَعَهَا ابْن لَهَا قد بلغ فَلم يلبث أَن أَصَابَهُ وباء الْمَدِينَة فَمَرض أَيَّامًا ثمَّ قبض فغمضه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأمر بجهازه فَلَمَّا أردنَا أَن نغسله قَالَ يَا أنس ائْتِ أمه فاعلمها قَالَ فأعلمتها فَجَاءَت حَتَّى جَلَست عِنْد قَدَمَيْهِ فَأخذت بهما ثمَّ قَالَت اللَّهُمَّ إِنِّي أسلمت لَك طَوْعًا وخلعت الْأَوْثَان زهدا وَهَاجَرت إِلَيْك رَغْبَة اللَّهُمَّ لَا تشمت بِي عَبدة الْأَوْثَان وَلَا تحملنِي من هَذِه الْمُصِيبَة مَا لَا طَاقَة لي بحملها قَالَ فو الله مَا تقضى كَلَامهَا حَتَّى حرك قَدَمَيْهِ وَألقى الثَّوْب عَن وَجهه وعاش حَتَّى قبض الله رَسُوله وَحَتَّى هَلَكت أمه" أهـ
وقال القاضي عياض الحافظ في الشفا:
"عَنِ الْحَسَنِ أَتَى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ لَهُ أنَّهُ طَرَحَ بُنَيَّةً لَهُ فِي وَادِي كَذَا فَانْطَلَقَ مَعَهُ إِلَى الْوَادِي. وَنَادَاهَا باسْمِهَا يَا فُلَانَةُ أَجِيبِي بِإذْنِ اللَّه، فَخَرَجَتْ وَهِيَ تَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، فَقَالَ لَهَا: إنَّ أَبَوَيك قَدْ أَسْلَمَا، فَإن أَحببت أَن أردَّك عَلَيْهَمَا، قَالَتْ: لَا حَاجَةَ لِي فِيهِمَا، وَجَدْتُ اللَّه خَيْرًا لِي مِنْهُمَا"
التكلم بعد الموت:
قَالَ الْبَيْهَقِيّ في الدلائل: "قد رُوِيَ فِي التَّكَلُّم بعد الْمَوْت عَن جمَاعَة بأسانيد صَحِيحَة"
قال الحافظ السيوطي في الخصائص الكبرى:
"أخرج الْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ عَن سعيد بن الْمسيب أَن زيد بن خَارِجَة الْأنْصَارِيّ ثمَّ من بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج توفّي زمن عُثْمَان فسجي ثمَّ أَنهم سمعُوا جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ أَحْمد أَحْمد فِي الْكتاب الأول صدق صدق أَبُو بكر الصّديق الضَّعِيف فِي نَفسه الْقوي فِي أَمر الله تَعَالَى فِي الْكتاب الأول صدق صدق عمر بن الْخطاب الْقوي الآمين فِي الْكتاب الأول صدق صدق عُثْمَان بن عَفَّان على مناهجهم مَضَت أَربع وَبقيت اثْنَتَانِ أَتَت الْفِتَن وَأكل الشَّديد الضَّعِيف وَقَامَت السَّاعَة وسيأتيكم من جيشكم خبر بِئْر أريس وَمَا بِئْر أريس ثمَّ هلك رجل من خطمة فسجي بِثَوْبِهِ فَسمع جلجلة فِي صَدره ثمَّ تكلم فَقَالَ إِن أَخا بني الْحَارِث بن الْخَزْرَج صدق صدق.
قَالَ البهيقي الامر فِي بِئْر أريس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اتخذ خَاتمًا فَكَانَ فِي يَده ثمَّ كَانَ فِي يَد عمر ثمَّ كَانَ فِي يَد أبي بكر ثمَّ كَانَ فِي يَد عُثْمَان حَتَّى وَقع فِي بِئْر أريس بَعْدَمَا مضى من خِلَافَته سِتّ سِنِين فَعِنْدَ ذَلِك تَغَيَّرت عماله وَظَهَرت أَسبَاب الْفِتَن كَمَا قيل على لِسَان زيد بن خَارِجَة انْتهى
والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ عَن انس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي يَده وَفِي يَد أبي بكر بعده وَفِي يَد عمر بعد أبي بكر فَلَمَّا كَانَ عُثْمَان جلس على بِئْر أريس فَأخْرج الْخَاتم فَجعل يعبث بِهِ فَسقط قَالَ فاختلفنا ثَلَاثَة أَيَّام مَعَ عُثْمَان فننزح الْبِئْر فَلم نجده
قَالَ بعض الْعلمَاء كَانَ فِي خَاتمه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من السِّرّ شَيْء مِمَّا كَانَ فِي خَاتم سُلَيْمَان لِأَن سُلَيْمَان لما فقد خَاتمه ذهب ملكه وَعُثْمَان لما فقد خَاتم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم انتفض عَلَيْهِ الْأَمر وَخرج عَلَيْهِ الخارجون وَكَانَ ذَلِك مبدأ الْفِتْنَة الَّتِي أفضت إِلَى قَتله واتصلت إِلَى آخر الزَّمَان" أهـ
وأخرج البخاري في تاريخه والقاضي عياش في الشفا عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال:
"كنت فيمن دفن ثابت بن قيس بن شماس وكان قتل باليمامة فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم فنظرنا فإذا هو ميت"
وأخرجها البيهقي الدلائل بسنده عن عبد الله بن عبيد الأنصاري والسيوطي في الخصائص الكبرى، أن رجلا من قتلى مسيلمة تكلم فقال: محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عثمان الأمين الرحيم لا أدري أيش قال لعمر.
وعبد الله بن عبيد الأنصاري هو عبد الله بن عبيد الله الأنصاري، ذكره ابن حبان في الثقات والبخاري في تاريخه وقال زين الدين قاسم بن قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِ في (الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة) نسخة بخط الحافظ السخاوي:
"5989 - عبد الله بن عبيد الله الأنصاري: حضر دفن ثابت بن قيس بن شماس يوم اليمامة، روى عنه حصين بن عبد الرحمن" أهـ
وعن النعمان بن بشير قال: مات رجل منا يقال له خارجة بن زيد، فسجيناه بثوب، وقمت أصلي إذ سمعت ضوضاء فانصرفت، فإذا أنا به يتحرك، فقال: أجلد القوم أوسطهم عبد الله عمر أمير المؤمنين القوي في جسمه، القوي في أمر الله - عز وجل - عثمان بن عفان أمير المؤمنين العفيف المتعفف الذي يعفو عن ذنوب كثيرة، خلت ليلتان وبقيت أربع، واختلف الناس، ولا نظام لهم، يا أيها الناس أقبلوا على إمامكم، واسمعوا، وأطيعوا، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن رواحة، ثم قال: وما فعل زيد بن خارجة؟ - يعني أباه - ثم قال: أخذت بئر أريس ظلما، ثم هدأ الصوت.
قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ربعي بن خراش قال: مات أخ لي، فسجيناه فذهبت في التماس كفنه، فرجعت وقد كشف الثوب عن وجهه وهو يقول: "ألا إني لقيت ربي بعدكم، فتلقاني بروح وريحان ورب غير غضبان، وأنه كساني ثيابًا خضرًا من سندس واستبرق، وأن الأمر أيسر مما في أنفسكم فلا تغتروا، ووعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا يذهب حتى أدركه. قال: فما شبهت خروج نفسه إلا كحصاة ألقيت في ماء فرسبت، فذكر ذلك لعائشة -رضي الله عنها- فصدقت بذلك وقالت: قد كنا نتحدث أن رجلا من هذه الأمة يتكلم بعد موته، قال: وكان أقومنا في الليلة الباردة، وأصومنا في اليوم الحار.
وفي رواية ابن كثير في البداية والنهاية عن ربعي بن خراش قال: مرض أخي الربيع بن خراش فمَرَّضتُّه ثم مات فذهبنا نُجَهِّزُه، فلما جئنا رفع الثوبَ عن وجهِه ثم قال: السلام عليكم، قلنا: وعليك السلام، قد مُتَّ؟ قال: بلى ولكن لقيت بعدكم ربي ولقيني بروح وريحان وربِّ غيرِ غضبان، ثم كساني ثياباً من سندس أخضر، وإني سألتُه أن يأذنَ لي أن أبشِّرَكم فأذِنَ لي، وإنَّ الامرَ كما تَرَون، فسدِّدوا وقاربوا، وبشِّروا ولا تنَفِّروا، وإنَّ الرسولَ -صلى الله عليه وسلم- ينتظرني للصلاة عليَّ، فأسرعوا بي ولا تؤخِّروني.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب «من عاش بعد الموت» عن أبي مسعود الجريري قال: ذكر شيخ في مسجد الأشياخ كان يحدثنا عن أبي قال: بينما نحن حول مريض لنا إذ هدأ وسكن حتى ما يتحرك منه عرق فسجيناه وأغمضناه وأرسلنا إلى ثيابه وسدره وسريره فلما ذهبنا نحمله لنغسله تحرك فقلنا: سبحان الله ما كنا نراك إلا قد مت، قال: فإني قد مت وذهب بي إلى قبري فإذا إنسان حسن الوجه طيب الريح قد وضعني في لحدي وطواه بالقراطيس، إذ جاءت إنسانة سوداء منتنة الريح فقالت: هذا صاحب كذا، وهذا صاحب كذا، أشياء والله أستحي منها كأنما أقلعت عنها ساعتئذ. قال: قلت: أنشدك أن تدعني وهذه، قالت: انطلق نخاصمك قال: فانطلقنا إلى دار فيحاء واسعة وفيها مصطبة كأنها من فضة في ناحية منها مسجد ورجل قائم يصلي فقرأ سورة النحل فتردد في مكان منها ففتحت عليه فانفتل فقال: السورة معك؟ قلت: نعم، قال: أما إنها سورة النعم، قال: ورفع وسادة قريبة منه فأخرج صحيفة فنظر فيها فبدرته السوداء فقالت: فعل كذا وفعل كذا، قال: وجعل الحسن الوجه يقول وفعل كذا وفعل كذا، يذكر محاسن، قال: فقال الرجل: عبد ظالم لنفسه لكن الله تجاوز عنه، لم يجئ أجل هذا بَعْدُ، أجل هذا يوم الاثنين، قال: فقال لهم: انظروا فإن متُّ يوم الاثنين فارجوا لي ما رأيت. وإن لم أمت يوم الاثنين فإنما هو هذيان الوجع، قال: فلما كان يوم الاثنين صح حتى بعد العصر ثم أتاه أجله فمات، وفي هذا الحديث: فلما خرجنا من عند الرجل قلت للرجل الحسن الوجه الطيب الريح: ما أنت؟ قال: أنا عملك الصالح، قلت: فما الإنسانة السوداء المنتنة الريح، قال: ذلك عملك الخبيث.