كل ما علاك فهو سماء، لذلك فإن مكان السحاب سماء: (وأنزل من السماء ماءً)، (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا)، والسماء الدنيا سماء: (ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح)، وفوله: (وفي السماء رزقكم ما توعدون).
هذا كل محمول على المجاز لأن المجاز هو أن تصرف اللفظ عن المعنى الظاهر إلى معنى آخر لقرينة مانعة. فعندما تقول محمد أسد، فإنه ليس بأسد لكنك تقصد أنه شجاع. والقرينة المانعة في أن ذات الله تبارك وتعالى ليست في السماء:
1. الزمان والمكان مخلوقة، والله منزه عن الزمان والمكان. فأين كان قبل أن يخلق الزمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شىءٌ غيره) رواه البخاري والبيهقي.
قال الحافظ في فتح الباري: (فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السُّنّة من الـخَلَف، أنّ اللهَ منزّهٌ عن الحركة والتحوّل والحلول، ليس كمثله شىءٌ)
2. لتعارض ذلك مع قوله تبارك وتعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب) أتطوى سماء فيها ذات الله تبارك وتعالى؟
3. ولتعارض ذلك مع قوله: (والسموات مطويات بيمينه) فكيف يكون فيها وهي مطويات بيمينه؟
4. ولتعارض ذلك مع قوله تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) كيف يكون في السموات ويكون في الأرض بذاته؟
5. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) كيف يكون في السماء إله بذاته وفي الأرض إله بذاته؟
6. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال) وقوله: (تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا) وقوله: (سبح لله ما في السماوات وما في الارض) فهل فهل يسجد الله لله يسبح الله لله، لا نقول يسبح الله ذاته، بل يسبح لله الله؟
7. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) فالله الذي برزوا له تنزه عن السموات والأرض.
8. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا) فهل يأتِ الله عبدًا لله؟
9. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا).
10. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخرين) أيفزع الرحمن؟
11. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) أيشفقن منها وفيها الحق سبحانه؟ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
12. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون) أيصعق الله تبارك وتعالى؟
13. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) وقوله: (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) وقوله: (يوم تكون السماء كالمهل)، وقوله: (واذا السماء كشطت) وقوله: (اذا السماء انفطرت) وقوله: (اذا السماء انشقت).
14. لتعارض ذلك صراحة مع قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شىءٌ، وأنت الباطن فليس دونَك شىءٌ) رواه مسلم.
مما تقدم نفهم أن العلو والقرب والمعية في حق الله تبارك وتعالى هي معان مجازية للتفهيم، وليست معانٍ حقيقية للذات العلية. والسبب في ذلك أن البشر لا يستغنون عن الجهة فهم ليسوا منزهون عن المكان، بل خلقوا داخل المكان. هل الإنسان يستغني عن الطعام؟ هل يستغني عن الشراب؟ هل يستغني عن التنفس؟ لا، كذلك فإنه لا يستغني عن الجهة لأنه جبل على ذلك وخلق على ذلك. نحن الآن نصلي على الكعبة هل نعبدها من دون الله؟ لا ولكنها قبلة نتوجه بها إلى الله لكن الله تبارك وتعالى ليس في الكعبة. كذلك السموات والعرش والملأ الأعلى، قبلة للأعمال والدعاء وجهة نتوجه إليها عندما نريد أن نسأل الله تبارك وتعالى، ومنها تأتينا رحمة الله تبارك وتعالى، لكن الله ليس هناك بدليل كل ما تقدم من قرائن.
وعلى هذا النحو نفهم كل النصوص التي تتناول السماء والعلو والإرتفاع، والتي تتناول القرب أيضًا كقول الحق سبحانه: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فليس ذلك قرب مكاني، وإلا لقلنا إن الله في الأرض، لكنه قرب قهر وملك وقدرة. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. من يفهم هذا الحديث بالظاهر يفهم أن الله في الأرض لأننا نسجد على الأرض، لكن المعنى يؤول عن الظاهر إلى معنى آخر لأنه مجاز.
قال الشوكاني:
(من ربه) أي من رحمة ربه وفضله.
(ثم استوى على العرش) قال الطبرى في تفسيره: (علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال)
(وهو العلي العظيم) قال الطبري: (والعلي: ذو العلو والارتفاع على خلقه بقدرته.)
وفي مسألة النزول قال ابن حجر: (أي ينزل أمره ورحمته أو ملائكته وهذا تأويل الإمام مالك وغيره ويدل له الحديث الصحيح: "أن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له")
لذلك فإنه من الخلل الكبير أن حمل نصوص القرءان الكريم ونصوص السنة المطهرة منفردة وعلى ظاهرها، لأن ذلك يكون تناقضًا تعالى كتاب الله وسنته عن ذلك: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافًا كثيرًا)
ومنها قوله تعالى: (ورافعك إلي) فيها وجوه، منها أنه رفعه إلى السماء الثانية. ومنها أنه أضافه إليه إضافة تعظيم وتبجيل كقوله تبارك وتعالى: بيت الله، وناقة الله، ليس إلى مكان حيث يوجد سبحانه وتعالى، لأن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالمكان. والأصل في هذا: أن الخاص إذا أضيف إلى اللَّه فإنما يراد به تعظيم ذلك الخاص، وهي من جنس قوله تبارك وتعالى: (إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ).
هذا كل محمول على المجاز لأن المجاز هو أن تصرف اللفظ عن المعنى الظاهر إلى معنى آخر لقرينة مانعة. فعندما تقول محمد أسد، فإنه ليس بأسد لكنك تقصد أنه شجاع. والقرينة المانعة في أن ذات الله تبارك وتعالى ليست في السماء:
1. الزمان والمكان مخلوقة، والله منزه عن الزمان والمكان. فأين كان قبل أن يخلق الزمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان الله ولم يكن شىءٌ غيره) رواه البخاري والبيهقي.
قال الحافظ في فتح الباري: (فمعتقد سلف الأئمة وعلماء السُّنّة من الـخَلَف، أنّ اللهَ منزّهٌ عن الحركة والتحوّل والحلول، ليس كمثله شىءٌ)
2. لتعارض ذلك مع قوله تبارك وتعالى: (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب) أتطوى سماء فيها ذات الله تبارك وتعالى؟
3. ولتعارض ذلك مع قوله: (والسموات مطويات بيمينه) فكيف يكون فيها وهي مطويات بيمينه؟
4. ولتعارض ذلك مع قوله تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) كيف يكون في السموات ويكون في الأرض بذاته؟
5. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) كيف يكون في السماء إله بذاته وفي الأرض إله بذاته؟
6. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ولله يسجد من في السماوات والارض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والاصال) وقوله: (تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا) وقوله: (سبح لله ما في السماوات وما في الارض) فهل فهل يسجد الله لله يسبح الله لله، لا نقول يسبح الله ذاته، بل يسبح لله الله؟
7. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار) فالله الذي برزوا له تنزه عن السموات والأرض.
8. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا) فهل يأتِ الله عبدًا لله؟
9. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا).
10. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله وكل اتوه داخرين) أيفزع الرحمن؟
11. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا) أيشفقن منها وفيها الحق سبحانه؟ تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا.
12. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون) أيصعق الله تبارك وتعالى؟
13. لتعارض ذلك مع قوله تعالى: (فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) وقوله: (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) وقوله: (يوم تكون السماء كالمهل)، وقوله: (واذا السماء كشطت) وقوله: (اذا السماء انفطرت) وقوله: (اذا السماء انشقت).
14. لتعارض ذلك صراحة مع قوله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أنت الأوَّلُ فليس قبلَك شىءٌ، وأنت الآخِر فليس بعدَك شىءٌ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَكَ شىءٌ، وأنت الباطن فليس دونَك شىءٌ) رواه مسلم.
مما تقدم نفهم أن العلو والقرب والمعية في حق الله تبارك وتعالى هي معان مجازية للتفهيم، وليست معانٍ حقيقية للذات العلية. والسبب في ذلك أن البشر لا يستغنون عن الجهة فهم ليسوا منزهون عن المكان، بل خلقوا داخل المكان. هل الإنسان يستغني عن الطعام؟ هل يستغني عن الشراب؟ هل يستغني عن التنفس؟ لا، كذلك فإنه لا يستغني عن الجهة لأنه جبل على ذلك وخلق على ذلك. نحن الآن نصلي على الكعبة هل نعبدها من دون الله؟ لا ولكنها قبلة نتوجه بها إلى الله لكن الله تبارك وتعالى ليس في الكعبة. كذلك السموات والعرش والملأ الأعلى، قبلة للأعمال والدعاء وجهة نتوجه إليها عندما نريد أن نسأل الله تبارك وتعالى، ومنها تأتينا رحمة الله تبارك وتعالى، لكن الله ليس هناك بدليل كل ما تقدم من قرائن.
وعلى هذا النحو نفهم كل النصوص التي تتناول السماء والعلو والإرتفاع، والتي تتناول القرب أيضًا كقول الحق سبحانه: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) فليس ذلك قرب مكاني، وإلا لقلنا إن الله في الأرض، لكنه قرب قهر وملك وقدرة. وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي. من يفهم هذا الحديث بالظاهر يفهم أن الله في الأرض لأننا نسجد على الأرض، لكن المعنى يؤول عن الظاهر إلى معنى آخر لأنه مجاز.
قال الشوكاني:
(من ربه) أي من رحمة ربه وفضله.
(ثم استوى على العرش) قال الطبرى في تفسيره: (علا عليها علو ملك وسلطان لا علو انتقال وزوال)
(وهو العلي العظيم) قال الطبري: (والعلي: ذو العلو والارتفاع على خلقه بقدرته.)
وفي مسألة النزول قال ابن حجر: (أي ينزل أمره ورحمته أو ملائكته وهذا تأويل الإمام مالك وغيره ويدل له الحديث الصحيح: "أن الله عز وجل يمهل حتى يمضي شطر الليل ثم يأمر مناديا ينادي فيقول هل من داع فيستجاب له")
لذلك فإنه من الخلل الكبير أن حمل نصوص القرءان الكريم ونصوص السنة المطهرة منفردة وعلى ظاهرها، لأن ذلك يكون تناقضًا تعالى كتاب الله وسنته عن ذلك: (ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيها اختلافًا كثيرًا)
ومنها قوله تعالى: (ورافعك إلي) فيها وجوه، منها أنه رفعه إلى السماء الثانية. ومنها أنه أضافه إليه إضافة تعظيم وتبجيل كقوله تبارك وتعالى: بيت الله، وناقة الله، ليس إلى مكان حيث يوجد سبحانه وتعالى، لأن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالمكان. والأصل في هذا: أن الخاص إذا أضيف إلى اللَّه فإنما يراد به تعظيم ذلك الخاص، وهي من جنس قوله تبارك وتعالى: (إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ).