ابن تيمية، شيخ التكفيريين والدواعش قسم التوحيد إلى: ألوهية، وربوبية، زاعمًا أن ذلك ورد في كتاب الله تعال، إذ قال الله سبحانه في سورة الناس:
(رب الناس، ...، إله الناس)
فأين توحيد (الملوكية) يا بن تيمية؟ ألم يقل الله تعالى في سورة الناس: (ملك الناس)؟
وأين التوحيدات الأخرى؟ الملوكية، والقدوسية، والسلامية، والمؤمنية، والمهيمنية، والعزيزية، والجبارية، والمتكبرية؟؟؟!!!
ألم يقل الله تعالى في سورة الحشر: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [ الحشر: 23]؟؟!
ابن تيمية جاء بهذه البدعة الضلالة التي لم يسبقه عليها أحد من العالمين، حتى يتمكن من تصفية حساباته مع خصومه، وليجد ذريعة لاستحلال دماء المسلمين المعصومة بكلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيرميهم بالشرك ويجد بعد ذلك مسوغًا لقتلهم. والمشكلة أن العوام من المسلمين تنطلي عليهم هذه الحيل الواهية. وهذه المسألة تعد من المسائل التي يظهر فيها خطر البدعة الضلالة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
1/ التوحيد في دين الله تعالى واحد لا يتجزأ ولا ينقسم، والشرك بالمقابل واحد لا يتجزأ ينقسم، فالله هو الله، الواحد الأحد، إما أن تؤمن به أو أن تشرك به: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف: 29]. لذلك لن تجد آية تقول لا تشرك بالألوهية أو لا تشرك بالربوبية، وإنما لا تشرك بالله ولا تشرك بالرب:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [النساء: 116]
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 116]
(يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]
(لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف: 38]
(وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف: 42]
وكلمة التوحيد هي: (لا إله إلا الله)، التي بعث الله بها كل رسله عليهم السلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
وهي تقتضي الإيمان بالله إيمانًا كاملًا، لذلك كانت هي الشهادة التي يقبل بها دخول الإسلام.
هل سمعت أحدًا دخل الإسلام بقول: لا رب إلا الله؟ أو لا ملك إلا الله؟
لا
بل يدخل بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. عن جبريل عليه السلام قال : (يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت)
متفق عليه
وفي القبر تسأل: من ربك؟
لماذا؟
لأن الله هو الإله وهو الرب سبحانه، لا انفصال بين ربوبيته وألوهيته وسائر صفاته.
2/ القرءان الكريم كله يقرر أن الله هو الإله وهو الرب في آن واحد، فلا ربوبية بدون ألوهية، ولا ألوهية بدون ربوبية، لا تقسيم ولا تجزئة، قال تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102]
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 106]
{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116]
{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30]
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6]
{رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل: 9]
3/ لو كان التوحيد يتجزأ والشرك يتجزأ فإن ذلك يقتضي أن الله بعدله يثيب الموحد على توحيده ويعذبه على شركه، وهذا محال، إما إيمان أو كفر، توحيد أو شرك، قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً) [النساء: 48]
فدل على أن التوحيد واحد لا ينفسم ولا يتجزأ.
4/ المشركون منهم أهل كتاب يعرفون الله تعالى، والبعث والنشور والجنة، والنار، ويعرفون أنه هو الخالق والرازق سبحانه. ومنهم من لا يؤمن بالله، ولا بالبعث ولا النشور ولا الجنة ولا النار ولا الرازق ولا الخالق، لذلك الذين (لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)، والذين شهدوا على أنفسهم بالشرك وقالوا: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) هم مشركوا أهل الكتاب الذين أشركوا بالله عيسى ابن مريم وعزيرًا. لذلك قال فيهم سبحانه:
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة: 31]
أربابًا من دون الله.. وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدًا.. لا إله إلا هو.. سبحانه عما يشركون.
أما أهل مكة فقد كذبوا بكل هذا الدين والقرءان العظيم: (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام: 66]
واستحقوا وصف المشركين والكافرين.
فكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عاصمة للدم ولكل حقوق المسلم الأخرى:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله. فاذا قالوها فقد عصموا دمائهم و اموالهم) رواه البخاري
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقَةِ من جُهَيْنَةَ، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، قال: فلما غشيناه قال: "لا إله إلا الله"، قال: فكفَّ عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال لي: "يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذاً، قال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قال: فما زال يكررها علي، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم).
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية الأعمش: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله) رواه البخاري
(رب الناس، ...، إله الناس)
فأين توحيد (الملوكية) يا بن تيمية؟ ألم يقل الله تعالى في سورة الناس: (ملك الناس)؟
وأين التوحيدات الأخرى؟ الملوكية، والقدوسية، والسلامية، والمؤمنية، والمهيمنية، والعزيزية، والجبارية، والمتكبرية؟؟؟!!!
ألم يقل الله تعالى في سورة الحشر: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [ الحشر: 23]؟؟!
ابن تيمية جاء بهذه البدعة الضلالة التي لم يسبقه عليها أحد من العالمين، حتى يتمكن من تصفية حساباته مع خصومه، وليجد ذريعة لاستحلال دماء المسلمين المعصومة بكلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فيرميهم بالشرك ويجد بعد ذلك مسوغًا لقتلهم. والمشكلة أن العوام من المسلمين تنطلي عليهم هذه الحيل الواهية. وهذه المسألة تعد من المسائل التي يظهر فيها خطر البدعة الضلالة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار)، وقال صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
1/ التوحيد في دين الله تعالى واحد لا يتجزأ ولا ينقسم، والشرك بالمقابل واحد لا يتجزأ ينقسم، فالله هو الله، الواحد الأحد، إما أن تؤمن به أو أن تشرك به: (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) [الكهف: 29]. لذلك لن تجد آية تقول لا تشرك بالألوهية أو لا تشرك بالربوبية، وإنما لا تشرك بالله ولا تشرك بالرب:
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) [النساء: 116]
(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 116]
(يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]
(لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف: 38]
(وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا) [الكهف: 42]
وكلمة التوحيد هي: (لا إله إلا الله)، التي بعث الله بها كل رسله عليهم السلام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له)
وهي تقتضي الإيمان بالله إيمانًا كاملًا، لذلك كانت هي الشهادة التي يقبل بها دخول الإسلام.
هل سمعت أحدًا دخل الإسلام بقول: لا رب إلا الله؟ أو لا ملك إلا الله؟
لا
بل يدخل بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. عن جبريل عليه السلام قال : (يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً". قال: صدقت)
متفق عليه
وفي القبر تسأل: من ربك؟
لماذا؟
لأن الله هو الإله وهو الرب سبحانه، لا انفصال بين ربوبيته وألوهيته وسائر صفاته.
2/ القرءان الكريم كله يقرر أن الله هو الإله وهو الرب في آن واحد، فلا ربوبية بدون ألوهية، ولا ألوهية بدون ربوبية، لا تقسيم ولا تجزئة، قال تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} [الأنعام: 102]
{اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الأنعام: 106]
{فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة: 129]
{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} [المؤمنون: 116]
{وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ} [الرعد: 30]
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} [الزمر: 6]
{رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا} [المزمل: 9]
3/ لو كان التوحيد يتجزأ والشرك يتجزأ فإن ذلك يقتضي أن الله بعدله يثيب الموحد على توحيده ويعذبه على شركه، وهذا محال، إما إيمان أو كفر، توحيد أو شرك، قال تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65]
(إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً) [النساء: 48]
فدل على أن التوحيد واحد لا ينفسم ولا يتجزأ.
4/ المشركون منهم أهل كتاب يعرفون الله تعالى، والبعث والنشور والجنة، والنار، ويعرفون أنه هو الخالق والرازق سبحانه. ومنهم من لا يؤمن بالله، ولا بالبعث ولا النشور ولا الجنة ولا النار ولا الرازق ولا الخالق، لذلك الذين (لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله)، والذين شهدوا على أنفسهم بالشرك وقالوا: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) هم مشركوا أهل الكتاب الذين أشركوا بالله عيسى ابن مريم وعزيرًا. لذلك قال فيهم سبحانه:
(اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [التوبة: 31]
أربابًا من دون الله.. وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدًا.. لا إله إلا هو.. سبحانه عما يشركون.
أما أهل مكة فقد كذبوا بكل هذا الدين والقرءان العظيم: (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [الأنعام: 66]
واستحقوا وصف المشركين والكافرين.
فكلمة التوحيد: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) عاصمة للدم ولكل حقوق المسلم الأخرى:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله. فاذا قالوها فقد عصموا دمائهم و اموالهم) رواه البخاري
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحُرَقَةِ من جُهَيْنَةَ، قال: فصبَّحنا القوم فهزمناهم، قال: ولحقتُ أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم، قال: فلما غشيناه قال: "لا إله إلا الله"، قال: فكفَّ عنه الأنصاري، فطعنته برمحي حتى قتلته، قال: فلما قدمنا بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فقال لي: "يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قال: قلت: يا رسول الله، إنما كان متعوذاً، قال: "أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟" قال: فما زال يكررها علي، حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم).
رواه البخاري ومسلم
وفي رواية الأعمش: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا واكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله) رواه البخاري