كيف يُطلَب منا أن نحب النبي ﷺ أكثر من أنفسنا ثم يكون مُغيَّباً في حياتنا؟! لا يستقيم ذلك، فالله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، قال رسول الله ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه) [رواه البخاري وأحمد واللفظ له]، وفي الصحيحين من حديث أنس قال رسول الله ﷺ: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). وروى البخاري في صحيحه عن سيدنا عمر رضي الله عنه أنه قال للنبي ﷺ: (لأنت أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، قال له: والذي نفسي بيده حتى أكونَ أحبَّ إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر).
لأجل ذلك كان حضوره ﷺ في ديننا وحياتنا واضحاً كالشمس، بدءً من الشهادتين فكان هو ﷺ الركن الثاني من الركن الأول للإسلام. ثم يستمر الحضور بذكره في الأذان خمس مرات في اليوم والليلة، ثم في الدعاء بعد الأذان بالوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة نتسول بها شفاعته ﷺ، ثم بذكره في الإقامة للصلوات الخمس، وفي دخول المسجد والخروج منه، فقد كان رسول الله ﷺ إذا دخل المسجد أو خرج منه يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي) [رواه ابن ماجة وابن السني]، ثم في مستهل الدعاء وختامه، فقد قال رسول الله ﷺ: (إذا صلى أحدكم -أي إذا دعا- فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بعدُ بما شاء) [رواه أبو داود وأحمد وابن حبان]، وعن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: (كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد ﷺ وآل محمد ﷺ) [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
ثم حضوره الدائم في حياتنا بالترغيب في رؤياه مناماً ويقظة فقد قال ﷺ: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) [رواه البخاري ومسلم] وقال ﷺ: (لا تمس النار مسلماً رآني، ولا من رأى من رآني) [رواه الترمذي وحسنه ووافقه المِزِّي].
وحضوره في صيام يوم الاثنين اليوم الذي ولد فيه فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي سئل عن صيام يوم الأثنين فقال: (فيه وُلدتُّ وفيه أُنزِل عليَّ) [رواه مسلم]. ثم حضوره بأمر الله تعالى المؤمنين بالصلاة عليه، قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا) [الأحزاب: 56] وحضوره بالترغيب في كثرة الصلاة عليه لقوله ﷺ: (من صلى علي صلاةً صلى الله بها عليه عشرًا) [رواه مسلم]، وعن سيدنا أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: (يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت"، قال: الربع؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: النصف؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: الثلثين؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: أجعل لك صلاتي كلها، قال: "إذا تُكفى هَمُّك، ويُغفَر ذنبُك") [صحيح رواه الترمذي والحاكم وغيرهما]. وحضوره ﷺ بندب كثرة الصلاة عليه يوم الجمعة فقد قال: (أكثروا علي الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته) [رواه الحاكم وصححه].
وحضوره ﷺ بندب زيارته، قال النووي في الأذكار: (اعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي)، وبالصلاة في روضته الشريفة وشد الرحال إلى مسجده حيث الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد، وغير ذلك من أشكال الحضور المحمدي الدائم في حياة المؤمنين، حضور من هو (أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، الذي هو فرطنا -أي سابقنا ومنتظرنا- على الحوض، المنقذ من أهوال القيامة عندما يتخلى عنا الجميع حتى الأنبياء والرسل وأولي العزم من الرسل، عندما يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، القائل أمتي أمتي يوم (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسًا)، الشافع المشفع ﷺ مخرج العصاة من النار.
لذلك فإن علينا أن نفهم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل والاتباع فرع، لأن المحبة إيمان والاتباع عبادة، والإيمان أصل والعبادة فرع، وعن أنس رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت. قال أنس فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم). [رواه البخاري ومسلم].
وحتى لا تضللنا الادعاءات فعلينا أن نعلم أن من أمارات صدق المحبة وحصولها الشوق إلى رؤيته لقوله ﷺ: (إن من أشد أمتي حباً لي ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رأني بأهله وماله) [رواه مسلم]
فمن يجد في قلبه بدل شديد الحب جفوة لرسول الله ﷺ، وبدل الشوق فتور إلى رؤيته، وبدل الإكثار الاقتصاد في الصلاة عليه، من يجد ذلك فليعلم أنه على منهج باطل ودين مبتدع، وزيغ وضلال، وأنه على خلاف مراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخلاف ما كان عليه آل البيت الطاهرين والصحابة الصادقين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين. والأولى إن علم ذلك أن يراجع دينه وأن يؤوب إلى رشده فقد قال رسول الله ﷺ: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) [رواه البخاري ومسلم] وأن الاتباع ما نفع المنافقين ووقلوبهم خاوية من حب رسول الله ﷺ، بل إن المحبة هي الباب إلى حسن الاتباع والصدق والإخلاص والإتقان وتحمل الأذى في سبيل الله تعالى.
لأجل ذلك كان حضوره ﷺ في ديننا وحياتنا واضحاً كالشمس، بدءً من الشهادتين فكان هو ﷺ الركن الثاني من الركن الأول للإسلام. ثم يستمر الحضور بذكره في الأذان خمس مرات في اليوم والليلة، ثم في الدعاء بعد الأذان بالوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة نتسول بها شفاعته ﷺ، ثم بذكره في الإقامة للصلوات الخمس، وفي دخول المسجد والخروج منه، فقد كان رسول الله ﷺ إذا دخل المسجد أو خرج منه يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم اغفر لي ذنوبي) [رواه ابن ماجة وابن السني]، ثم في مستهل الدعاء وختامه، فقد قال رسول الله ﷺ: (إذا صلى أحدكم -أي إذا دعا- فليبدأ بتحميد ربه جل وعز والثناء عليه ثم يصلي على النبي ﷺ ثم يدعو بعدُ بما شاء) [رواه أبو داود وأحمد وابن حبان]، وعن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه قال: (كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد ﷺ وآل محمد ﷺ) [رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات].
ثم حضوره الدائم في حياتنا بالترغيب في رؤياه مناماً ويقظة فقد قال ﷺ: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) [رواه البخاري ومسلم] وقال ﷺ: (لا تمس النار مسلماً رآني، ولا من رأى من رآني) [رواه الترمذي وحسنه ووافقه المِزِّي].
وحضوره في صيام يوم الاثنين اليوم الذي ولد فيه فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي سئل عن صيام يوم الأثنين فقال: (فيه وُلدتُّ وفيه أُنزِل عليَّ) [رواه مسلم]. ثم حضوره بأمر الله تعالى المؤمنين بالصلاة عليه، قال تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليمًا) [الأحزاب: 56] وحضوره بالترغيب في كثرة الصلاة عليه لقوله ﷺ: (من صلى علي صلاةً صلى الله بها عليه عشرًا) [رواه مسلم]، وعن سيدنا أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قلت: (يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: "ما شئت"، قال: الربع؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: النصف؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: الثلثين؟ قال: "ما شئت، وإن زدت فهو خير"، قال: أجعل لك صلاتي كلها، قال: "إذا تُكفى هَمُّك، ويُغفَر ذنبُك") [صحيح رواه الترمذي والحاكم وغيرهما]. وحضوره ﷺ بندب كثرة الصلاة عليه يوم الجمعة فقد قال: (أكثروا علي الصلاة في يوم الجمعة، فإنه ليس أحد يصلي علي يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته) [رواه الحاكم وصححه].
وحضوره ﷺ بندب زيارته، قال النووي في الأذكار: (اعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي)، وبالصلاة في روضته الشريفة وشد الرحال إلى مسجده حيث الصلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره من المساجد، وغير ذلك من أشكال الحضور المحمدي الدائم في حياة المؤمنين، حضور من هو (أولى بالمؤمنين من أنفسهم)، الذي هو فرطنا -أي سابقنا ومنتظرنا- على الحوض، المنقذ من أهوال القيامة عندما يتخلى عنا الجميع حتى الأنبياء والرسل وأولي العزم من الرسل، عندما يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، القائل أمتي أمتي يوم (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسًا)، الشافع المشفع ﷺ مخرج العصاة من النار.
لذلك فإن علينا أن نفهم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم أصل والاتباع فرع، لأن المحبة إيمان والاتباع عبادة، والإيمان أصل والعبادة فرع، وعن أنس رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال وما أعددت للساعة؟ قال: حب الله ورسوله، قال فإنك مع من أحببت، قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحا أشد من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإنك مع من أحببت. قال أنس فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر فأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم). [رواه البخاري ومسلم].
وحتى لا تضللنا الادعاءات فعلينا أن نعلم أن من أمارات صدق المحبة وحصولها الشوق إلى رؤيته لقوله ﷺ: (إن من أشد أمتي حباً لي ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رأني بأهله وماله) [رواه مسلم]
فمن يجد في قلبه بدل شديد الحب جفوة لرسول الله ﷺ، وبدل الشوق فتور إلى رؤيته، وبدل الإكثار الاقتصاد في الصلاة عليه، من يجد ذلك فليعلم أنه على منهج باطل ودين مبتدع، وزيغ وضلال، وأنه على خلاف مراد الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وخلاف ما كان عليه آل البيت الطاهرين والصحابة الصادقين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين رضوان الله عليهم أجمعين. والأولى إن علم ذلك أن يراجع دينه وأن يؤوب إلى رشده فقد قال رسول الله ﷺ: (من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد) [رواه البخاري ومسلم] وأن الاتباع ما نفع المنافقين ووقلوبهم خاوية من حب رسول الله ﷺ، بل إن المحبة هي الباب إلى حسن الاتباع والصدق والإخلاص والإتقان وتحمل الأذى في سبيل الله تعالى.