الثابت أن خوارج العصر قد حرفوا مراجع الدين، يكفي مقارنة النسخ القديمة بالحديثة للوقوف على ذلك، وخذ رياض الصالحين كمثال. وأتلفوا وأخفوا كثيرًا من المراجع، قال الدكتور محمد عوض الخطيب في كتابه [صفحات من تأريخ الجزيرة العربية الحديث - دار المعراج للطباعة والنشر- ص 189]:
"حرق الوهابية المكتبةَ العربية في مكة المكرمة وهي من أنفس مكتبات العالم، إذ كانت تحوي ستين ألفاً (60,000) من الكتب النادرة، وحوالي أربعين ألف (40,000) مخطوطة، بعضها مما أملاه النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها كتبه الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة، ومنها ما هو مكتوب على جلود الغزلان والعظام والألواح الخشبية والرقم الفخارية والطينية" أهـ
لكنهم بتقدير الله تبارك وتعالى لم يستطيعوا أن يحرفوا كل المراجع. ولا يخفى أنهم فعلوا فعلتهم الخبيثة هذه لنصرة نفاقهم، ولقطع الطريق على خصومهم، ولتزييف الحقائق ولتضليل الناس.
ولذلك تراهم يعمدون إلى جر المحبين الصادقين إلى الكلام عن المسائل التي حرفوا مراجعها، وزيفوا حقائقها وأتلفوا مصادرها، كمصنف عبد الرزاق الذي جزءًا منه فيه يتضمن حديث: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).
ونحن عندما نجيبهم إلى الكلام في هذه المسائل التي عبثوا بمراجعها فإننا نهدي لهم ما يطلبون على طبق من ذهب، ونحقق لهم ما إليه يصبون، فهم يطمعون إلى تصوير المحبين أنهم جهلة، وكذابون، ومشعوذون، ويتبعون خرافات لا أصل لها.
فالأولى في تقديري ألا نجيبهم إلى ذلك، فنحن نعرف ما فعلوه بتلك المراجع. والحمد لله أن في مراجع الدين التي لم يطلها التحريف الكثير الكثير الكثير مما لا تطيقه أنفسهم، ومما هو كافٍ لإخراج غلهم وإظهار نفاقهم، فكل مراجع الدين غير المحرفة في القرءان الكريم والسنة المطهرة تخبر عن عظمته وسمو شرفه صلى الله عليه وسلم وتحض على محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من النفس، وعلى تعظيمه صلى الله عليه وسلم، وعلى غاية الأدب في حضرته وبعد مماته صلى الله عليه وسلم، وعلى كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فلماذا لا نرمي بكل ثقلنا في هذا المجال؟ لماذا لا نجعله أكبر ساحات حربنا معهم؟ لماذا لا نفضح نفاقهم بذلك؟
لماذا نترك ما يحذرون إلى ما يحبون؟
ونحن إذ نفعل ذلك ليس طمعًا في أن نهديهم، فالله هو الهادي حقيقة، لكننا بذلك نجلي الغشاوة عن عيون عامة الناس الذين يضلونهم ويلبسون عليهم دينهم بما حرفوه من مراجع الدين.
"حرق الوهابية المكتبةَ العربية في مكة المكرمة وهي من أنفس مكتبات العالم، إذ كانت تحوي ستين ألفاً (60,000) من الكتب النادرة، وحوالي أربعين ألف (40,000) مخطوطة، بعضها مما أملاه النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضها كتبه الخلفاء الراشدون وسائر الصحابة، ومنها ما هو مكتوب على جلود الغزلان والعظام والألواح الخشبية والرقم الفخارية والطينية" أهـ
لكنهم بتقدير الله تبارك وتعالى لم يستطيعوا أن يحرفوا كل المراجع. ولا يخفى أنهم فعلوا فعلتهم الخبيثة هذه لنصرة نفاقهم، ولقطع الطريق على خصومهم، ولتزييف الحقائق ولتضليل الناس.
ولذلك تراهم يعمدون إلى جر المحبين الصادقين إلى الكلام عن المسائل التي حرفوا مراجعها، وزيفوا حقائقها وأتلفوا مصادرها، كمصنف عبد الرزاق الذي جزءًا منه فيه يتضمن حديث: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر).
ونحن عندما نجيبهم إلى الكلام في هذه المسائل التي عبثوا بمراجعها فإننا نهدي لهم ما يطلبون على طبق من ذهب، ونحقق لهم ما إليه يصبون، فهم يطمعون إلى تصوير المحبين أنهم جهلة، وكذابون، ومشعوذون، ويتبعون خرافات لا أصل لها.
فالأولى في تقديري ألا نجيبهم إلى ذلك، فنحن نعرف ما فعلوه بتلك المراجع. والحمد لله أن في مراجع الدين التي لم يطلها التحريف الكثير الكثير الكثير مما لا تطيقه أنفسهم، ومما هو كافٍ لإخراج غلهم وإظهار نفاقهم، فكل مراجع الدين غير المحرفة في القرءان الكريم والسنة المطهرة تخبر عن عظمته وسمو شرفه صلى الله عليه وسلم وتحض على محبته صلى الله عليه وسلم أكثر من النفس، وعلى تعظيمه صلى الله عليه وسلم، وعلى غاية الأدب في حضرته وبعد مماته صلى الله عليه وسلم، وعلى كثرة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم فلماذا لا نرمي بكل ثقلنا في هذا المجال؟ لماذا لا نجعله أكبر ساحات حربنا معهم؟ لماذا لا نفضح نفاقهم بذلك؟
لماذا نترك ما يحذرون إلى ما يحبون؟
ونحن إذ نفعل ذلك ليس طمعًا في أن نهديهم، فالله هو الهادي حقيقة، لكننا بذلك نجلي الغشاوة عن عيون عامة الناس الذين يضلونهم ويلبسون عليهم دينهم بما حرفوه من مراجع الدين.