الجمعة، 2 نوفمبر 2018

مفهوم خوارج العصر

الخوارج ليسوا فقط هم الذين يخرجون على الحكام، وإنما هم الذين يخرجون على جماعة المسلمين ويفرقون كلمة الأمة في كل زمان ومكان، فقديمًا كان أمير المؤمنين واحد ويمثل كل الأمة والخروج عليه كان خروجًا على الجماعة، أما اليوم فلكل دولة حاكم وسلطان، سواء أكان ملكًا أو أميرًا أو رئيسًا، وجماعة المسلمين اليوم يمثلها أغلبية العلماء الموافقة لجمهور أهل العلم من السلف والخلف، فومن يشذ عليها ويخرج فقد خرج على جماعة المسلمين. وقد أمر النبي ﷺ بلزوم الجماعة وحذر من الخروج عليها، فقال ﷺ: "يد الله مع الجماعة" [1]، وقال ﷺ: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، ومن أراد بَحبُحة الجنة فعليه بالجماعة" [2] ، وقال رسول الله ﷺ: (إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله على الجماعة ومن شذ، شذ إلى النار) [3]، وعن سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (عليكم بالجماعة، فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة) [4]، وقال رسول الله ﷺ: (لا يجمع الله أمر أمتى على ضلالة أبدًا، اتبعوا السواد الأعظم، يد الله على الجماعة، من شذ شذ فى النار) [5]، وقال ﷺ: (إنه سيكون بعدي هَنَاتٌ وهَنَاتٌ، فمَنْ رأيتموه فارَقَ الجماعة، أو يريدُ يُفَرِّق أمرَ أمةِ محمدٍ ﷺ كائنًا مَنْ كان فاقتلوه، فإن يدَ اللهِ على الجماعة، فإنَّ الشيطان مَع مَنْ فارَقَ الجماعة يَركُض) [6] ، وقال ﷺ: (من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عِمِّيَّة، يغضب لِعَصَبَةٍ أو يدعو إلى عَصَبَةٍ أو ينصر عَصَبَةً فقتل، فَقِتْلَةٌ جاهلية. ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه) [7]، 
ومما لا شك فيه أن أهل السنة والجماعة وهم السادة الأشاعرة والماتريدية وفضلاء الحنابلة (الذين لا يقولون بالتشبيه والتجسيم) يمثلون جمهور أهل العلم المعتبرين، وفي هذا العصر يمثلون أكثر من 95% من أهل القبلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] أخرجه الترمذي بسند صحيح.
[2] أخرجه الترمذي وصححه والنسائي والبيهقي وغيرهم.
[3] أخرجه الترمذي، والسفاريني الحنبلي وحسنه، والسيوطي وحسنه، والشوكاني وقال: ثابت.
[4] أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح.
[5] أخرجه الحكيم (1/422)، والحاكم (1/199، رقم 391)، والحاكم (1/202، رقم 399) ووافقه الذهبي.
[6] أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي -واللفظ له- والإمام أحمد.
[7] أخرجه مسلم.