الجمعة، 2 نوفمبر 2018

الذبيح هو سيدنا إسماعيل عليه السلام

بشر الله تبارك وتعالى سيدنا إبراهيم عليه السلام بغلام حليم وهو سيدنا إسماعيل عليه السلام، (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ)[سورة الصافات 101]
وبغلام عليم وهو سيدنا إسحاق عليه السلام، (قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) [سورة الحجر 53]، (فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۖ قَالُوا لَا تَخَفْ ۖ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ)[سورة الذاريات 28]
وكان إسماعيل عليه السلام هو البكر، ولد وكان عمر سيدنا إبراهيم كبيرا، قيل كان عمره ست وثمانون سنة، ثم ولد سيدنا إسحاق عليه السلام لاحقا وعمر سيدنا إبراهيم تسع وتسعون سنة، (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)[سورة إبراهيم 39].
والذبيح هو سيدنا إسماعيل عليه السلام لأنه كان هو البكر الوحيد عندما أمر سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبحه، وهنا البلاء المبين. يظهر هذا صريحًا في سياق الآيات التي صورت الحادثة، وبعد ذكرها تحدثت الآيات عن ميلاد سيدنا إسحاق عليه السلام في تسلسل زماني عجيب، فقال الحق سبحانه:
(وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ * فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ * وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَىٰ إِسْحَاقَ ۚ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ)[سورة الصافات 99 - 113]
ومع كل ذلك زعم اليهود حسدا أن الذبيح هو سيدنا إسحاق عليه السلام، وأخذ عنهم بعض المسلمين هذا الزعم وهو باطل، لأن الملائكة بشرت السيدة سارة عليها السلام في حضرة زوجها سيدنا إبراهيم عليه السلام بإسحاق ومن ورائه يعقوب!!! أي أن سيدنا اسحاق عليه السلام لن يموت قبل أن ينجب سيدنا يعقوب فكيف يؤمر سيدنا إبراهيم عليه السلام بذبحه مع وعد الله عز وجل الذي لا يخلف الميعاد، فليس هنا بلاء مبين لأن النتيجة معروفة أنه لن يموت. وإنما البلاء في ذبح البكر الوحيد على الكبر، ومشاورة الولد على الذبح، وموافقته على ذلك وأنه سيكون من الصابرين، فهذا مقام الحلم الذي يليق بسيدنا إسماعيل عليه السلام (فبشرناه بغلام حليم).
زد الى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (أنا ابن الذبيحين) الذي حسنه الحافظ في فتح الباري، ولما رواه الطبري والحاكم بسند صحيح عن الصنابحي قال ‏حضرنا مجلس معاوية بن أبي سفيان فتذاكر القوم اسماعيل واسحاق ابني ابراهيم عليهم الصلاة والسلام فقال بعضهم: الذبيح اسماعيل وقال بعضهم بل اسحاق ‏فقال معاوية: سقطتم على الخبير كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعرابي يشكو جدب أرضه؛ يا رسول الله خلفت البلاد يابسة والماء يابسا هلك ‏المال وضاع العيال فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه. فقلنا لمعاوية من الذبيحان يا أمير المؤمنين: ‏فقال ان عبدالمطلب لما أمر بحفر زمزم نذر لله أن سهل له أمرها أن ينحر بعض ولده فأخرجهم وأسهم بينهم فخرج السهم لعبد الله فأراد ذبحه فمنه أخواله من ‏بني مخزوم وقالوا له ارض ربك وافد ابنك ففداه بمائة ناقة فهو الذبيح واسماعيل الثاني.
هل عندكم يا اخوان من مزيد؟