الجمعة، 2 نوفمبر 2018

الإنشغال بالله عن سؤال الله

قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: " يقول الرب عز وجل: من شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته ‏أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه". قال ‏الترمذي: هذا حديث حسن غريب.‏
ورواه الطبراني أيضًا عن سيدنا عمر رضي الله عنه ونقل ابن عراق في تنزيه الشريعة عن الحافظ ابن حجر قوله في أماليه: ( هذا حديث ‏حسن أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد، ولم يصب ابن الجوزي في إيراده في ‏الموضوعات، وإنما استند إلى ابن حبان في ذكره لصفوان في الضعفاء، ولم يستمر ابن حبان ‏على ذلك بل رجع فذكره في الثقات، وكذا ذكره في الثقات ابن شاهين وابن خلفون ‏وقال ابن خلفون: إن ابن معين وثقه، وذكره البخاري في التاريخ فلم يحك فيه جرحاً، وقد ‏ورد الحديث أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري أخرجه الترمذي وحسنه، ومن حديث ‏جابر أخرجه البيهقي في الشعب) انتهى.‏
فالحديث حسنه الترمذي والحافظ ابن حجر.
لا تعارض بين الترغيب في الدعاء وبين هذا الحديث لأن الحديث لم يفهم منه أن المشغول بالقرءان والذاكر لله عز وجل لا يريد الدعاء، لكنه انشغل عن الدعاء لنفسه بدارسة كلام الله عز وجل وذكره، فإنه قدم ما لله على ما لنفسه فكافأه الله بأنه يعطيه أفضل مما يعطي السائلين، والله أدرى بحاجات العباد حتى وإن لم يلهجوا بها.
كما أن الذكر يأتي أحيانًا بمعنى الدعاء، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الدعاء: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل ‏شيء قدير"، وثبت في سنن الترمذي وابن ماجه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله "، فالحمد لله أيضًا دعاء، فمع كونها أذكار إلا أنها دعاء، لكن ليست دعاءً للنفس وإنما دعاءً في الله، وهو معنى غاية في الروعة، أن تنشغل عن نفسك بالله فيعطيك الله أفضل مما يعطي السائلين، لذلك يقول بعض العافين: سلوا الله أن يرضى عنكم، فإن رضي أدهشكم بعطائه.