الجمعة، 2 نوفمبر 2018

من هو المحدِّث؟

قال الإمام الحافظ تاج الدين السبكي (ت 771 هـ) رحمه الله في كتابه (معيد النعم) فيما نقله الإمام السيوطي في التدريب ص6 قال رحمه الله:
(من الناس فرقة ادعت الحديث، فكان قصارى أمرها النظر في مشارق الأنوار للصاغاني، فإن ترفعت فإلى مصابيح البغوي، وظنت أنها بهذا القدر تصل إلى درجة المحدثين!! وماذلك إلا بجهلها بالحديث، فلو حفظ من ذكرناه هذين الكتابين عن ظهر قلب، وضم إليهما من المتون مثليهما: لم يكن محدثاً، ولايصير بذلك محدثاً حتى يلج الجمل في سم الخياط!!!! 
فإن رامت بلوغ الغاية في الحديث -على زعمها- اشتغلت بجامع الأصول لابن الأثير، فإن ضمت إليه كتاب علوم الحديث لابن الصلاح، أو مختصره المسمى بالتقريب للنووي، ونحو ذلك، وحينئذ ينادى إلى من انتهى إلى هذا المقام: محدث المحدثين، وبخاري العصر! وماناسب هذا الألفاظ الكاذبة، فإن من ذكرناه لا يعد محدثاً بهذا القدر.
إنما المحدث: من عرف الأسانيد والعلل، وأسماء الرجال، والعالي والنازل، وحفظ مع ذلك جملة مستكثرة من المتون، وسمع الكتب الستة، ومسند أحمد بن حنبل، وسنن البيهقي، ومعجم الطبراني، وضم إلى هذا القدر ألف جزء من الأجزاء الحديثية، هذا أول درجاته، فإذا سمع ما ذكرناه، وكتب الطباق، ودار على الشيوخ، وتكلم في العلل والوفيات والأسانيد: كان في أول درجات المحدثين، ثم يزيد الله من يشاء مايشاء) انتهى