س1/ من أين نأخذ عقيدتنا؟
ج: من الكتاب والسنة على فهم جمهور العلماء المعتبرين من السلف والخلف، لأن النبي صلى الله عليه وسلم زكى عصور السلف، وضمن للأمة ألا تجتمع على ضلالة.
س2/ أين الله؟
ج: الله خالق الزمان والمكان، لا يُسأل عنه بمتى ولا بأين، تعالى عن الحدود والغايات، والأركان والأعضاء والأدوات، لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، هذه هي عقيدة السلف الصالح والخلف الصالح
س3/ ما معنى أن الله على العرش استوى؟
ج: قال تعالى: (إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون)، إستواء فعلة في العرش بكن فيكون، وفعله بلا حركة ولا سكون.
س4/ ما معنى ( استوى)؟
ج: الفعل استوى له معان كثيرة يقبل منها ما يليق بكمال الله عز وجل لأنه (ليس كمثله شيء)، فإن قلنا علا وارتفع فعلو منزلة لا منزل، وارتفاع قدر ومكانة لا مكان، لأنه كان عاليا ورفيع الدرجات قبل أن يخلق الجهات.
س5/ لماذا نرفع أكفنا إلى السماء عند الدعاء؟
ج: لأن العرش هو قبلة الأعمال الصالحة، كما أن الكعبة هي قبلة الصلاة. فالإنسان لكونه خلق في حيز الزمان والمكان فإنه لا يستغني عن الجهة، لذلك جعل الله عز وجل العرش قبلة للأعمال، والكعبة قبلة للصلاة لا أن الله في الكعبة أو على العرش، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، لأن هذه عقيدة حلول والعياذ بالله تعالى.
س6/ لماذا عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى ما فوق سبع سماوات لرؤية الله؟
ج: لأن الله عز وجل يتجلى حيث يشاء، وأراد الله تعالى أن يتجلى لحبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان الشريف. ويجب الإنتباه إلى أن التجلي هو ظهور وليس حلول، مثلما تظهر صورة المذيع على التلفاز، فإنك لو فتحت التلفاز من الداخل فلن تجد فيه المذيع، إنما هو ظهور فقط وليس حلولًا. وشاهد ذلك أن الله عز وجل تجلى للجبل والجبل في الأرض: (فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا) [سورة الأعراف: 143]
س7/ لماذا خلق الله الجن والإنس؟
ج: لمعرفته وعبادته عن علم.
س8/ ما الدليل من القرآن على أن الله خلق الجن والإنس لعبادته؟
ج: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، مشروط وشرطه محذوف وتقديره: (وما خلق الجن والإنس إلا ليعرفوني ويعبدوني) لأن العبادة بلا علم باطلة لقوله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله)
س9/ ما معنى (يعبدون)؟
ج: أي لعبادتي والتذلل لأمري
س10/ ما معنى لا إله إلا الله؟
ج: لا معبود بحق إلا الله
س11/ ما أعظم عبادة؟
ج: التوحيد
س12/ ما أعظم معصية؟
ج: الشرك بالله عز وجل وإساءة الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم فكلاهما يحبط العمل، قال تعالى:
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [سورة الزمر: 65]
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ) [سورة الحجرات: 2]
س13/ ماهو التوحيد؟
ج: إفراد الله تعالى بالوحدانية ورسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة
س14/ ماهو الشرك؟
ج: نسبة الشريك أو المثيل أو النظير أو النديد إلى الله الواحد الأحد
س15/ هل للتوحيد أقسام؟
ج: لا، هذه بدعة ضلالة اخترعها الخوارج، أما التوحيد فواحد لا يتجزأ لأن المعبود واحد أحد.
س16/ ما الدليل من القرءان الكريم على أن الله هو الرب وهو الإله؟
ج: قوله تعالى: (ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ) [سورة الأنعام: 102] فذكر اسم الذات (الله) وأنه هو الرب وهو الإله، ولا إله إلا هو، خالق كل شيء، وأمر بعبادة الرب عز وجل.
س17/ وما الدليل من السنة؟
ج: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دخول الإسلام بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وذكر صلى الله عليه وسلم أنه في القبر نسأل من ربك، وما دينك، وماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم، لا نسأل من إلهك، بل من ربك، فدل على أن الرب هو الإله، والإله هو الرب
س18/ لماذا يستحيل تقسيم التوحيد؟
ج: لأن الله تبارك وتعالى لا يليق به إلا أن يكون إلهًا وربًّا في ذات الوقت، لأن توجد أرباب باطلة، وآلهة باطلة، وهو الإله والرب الحق.
س19/ هل لله أسماء وصفات؟
ج: نعم
س20/ ماذا يعني أن الله واحد في ذاته وواحد في صفاته؟
ج: يعني أنه واحد أحد، لا شبيه له ولا مثيل ولا نظير ولا نديد، وأن صفاته تبارك وتعالى لا تنبغي إلا مجتمعة، فلا يكفي أن يكون واحدًا مثلًا لأنه قد يوجد غيره واحدين، أو أن يكون صمدًا لأنه قد يوجد غيره صمدين، أو أنه لم يلد لأن العاقر والعقيم لا تلد، أو أنه لم يولد لأن آدم عليه السلام لم يولد، لكن تليق به كل هذه الصفات مجتمعة: واحد أحد، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد. وكذا بقية صفاته عز وجل، فهي في الحقيقة صفة واحدة جمعت معاني صفات الكمال اللائق بالله تبارك وتعالى.
س21/ ماهي الصفات الواجب على المكلف معرفتها؟
هي: الوجود، والقدم، والبقاء، والمخالفة للحوادث (أي لا يشبه المخلوقات)، والقيام بالنفس (أي الإستغناء عمن سواه)، والوحدانية، والقدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع، والبصر، والكلام.
س22/ ما هي الصفات المستحيلة في حق المولى عز وجل الواجب على المكلف معرفتها؟
هي ضد الصفات الواجبة في حق الله عز وجل وهي: العدم، والحدوث، الفناء، والمماثلة للحوادث، الإفتقار، والتعدد، والعجز، والكراهة، والجهل، والموت، والصمم، والعمى، والبكم.
س23/ ما هي الصفة الواجبة في حقه عز وجل؟
هي فعل ممكن أو تركه، مثل: العطاء إن شاء أعطى وإن شاء منع.
س24/ ماذا يعني أن الله متعدد في أسمائه؟
ج: أن أسماءه كثيرة، وكثرة الأسماء تدل على عظمة المسمى
س25/ ماذا يعني أن الله واحد في أفعاله؟
ج: يعني أنه هو الفاعل الأوحد عز وجل، لا شريك له في فعله، وأن كل أفعال العباد إنما هي من خلقه عز وجل لقوله تعالى: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [سورة الصافات: 96]
س26/ كم عدد أسماء الله عز وجل؟
ج: لا حصر لها ولا يعلم عدد إلا هو عز وجل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك) [أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وغيرهما]
لكن هناك تسع وتسعون اسمًا من أحصاها، أي عرفها دخل الجنة لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعًا وتعسين سمًا، مائةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة) [أخرجه البخاري ومسلم]
س27/ ما هي أركان الإسلام؟
ج: خمسة هي: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا.
س28/ ما هي أركان الإيمان؟
ج: ستة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره
س29/ من هو المسلم؟
ج: هو الذي يشهد لله تعالى بالوحدانية، ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة ويقيم أركان الدين.
س30/من هو الكافر؟
ج: هو الذي جحد برسالة الإسلام أو شيء من أركان الدين ولوازمها
س31/ من هو المرتد؟
ج: هو المسلم الذي ارتكب عملًا يخرجه عن ملة الإسلام حسب ما نص عليه جمهور العلماء بعد أن تقام عليه الحجة بواسطة القاضي الشرعي أو من يخوله ولي الأمر.
س32/ ما هو التكفير والتشريك؟
ج: هو إتهام المسلم بالكفر أو الشرك بدون تثبت، وهو من الغلو الذي اشتهر به الخوارج. وشرعًا لا يمكن الحكم على مسلم بالكفر أو بالشرك إلا بعد مراجعته وإقامة الحجة عليه فلعله جاهل أو متأول.
س33/ ما هي خطورة التكفير والتشرك؟
ج: أنها بدعة، وما ينبغي أن يخوض العامة في ذلك الأمر لخطورته، فإنه يرتد إلى الشخص إن كان اتهامه باطل، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما رجل قال لأخيه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما. إن كان كما قال؛ وإلا رجعت عليه) [اخرجه البخاري ومسلم]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن ما أتخوف عليكم رجل قرأ القرآن حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان ردئاً للإسلام، غيَّره إلى ما شاء الله فانسلخ منه ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف ورماه بالشرك. قال: قلت: يا نبي الله أيهما أولى بالشرك المرمي أم الرامي؟ قال: بل الرامي). [أخرجه ابن حبان في صحيحه، والبزار وحسنه، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: إسناده حسن]
س34/ هل يمكن الحكم بالكفر والشرك على الناس من ظاهر الأعمال؟
ج: لا يمكن، لأن الإيمان والتوحيد من أعمال القلوب التي تنطوي على النية، والنية لا يعرفها إلا الله. ولو كان الشرك بظاهر الأعمال لكانت الملائكة مشركة لأنها سجدت لغير الله عز وجل، سجدت لآدم عليه السلام، لكنه لم يكن سجودًا بنية التعبد، بل كان سجودً الله وكان آدم قبلة، وقيل كان سجود تعظيم وقيل سجود شكر.
س35/ هل كل سجود وركوع وطواف لغير الله يعتبر شركًا؟
ج: لا يكون العمل عبادة، لله أو لغير الله إلا إذا كان بنية التعبد، فمن سجد أو ركع لغير الله بنية التعبد كعباد الأصنام كان هذا شركًا، ومن فعل ذلك بنية غير التعبد لم يكن ذلك شرك، فقد تسجد بنية الرياضة، وقد تركع بنية إصلاح حذائك، وقد تطوف بميدان بنية تخفيف الوزن، وغيرها. فالعبادة لا تكون إلا بنية التعبد لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه]، والمشركون كانوا يعترفون بشركهم لأن نيتهم كانت الشرك، كما قال تعالى: (قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ) [سورة الشعراء: 71]
س36/ ما هو التبديع؟
ج: هو رمي المسلمين بالبدعة، وهذا في حد ذاته بدعة ضلالة، وما ينبغي أن يخوض فيها العوام.
س37/ ما هي البدعة؟
ج: البدعة بدعان كما قال السلف الصالح وجمهور أهل العلم: بدعة هدى، وبدعة ضلال. أما بدعة الهدى فهي السنة الحسنة، وهي كل ما كان له أصل في الشرع يدل عليه. قال ابن رجب: "والمراد بالبدعة: ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعًا"
وأما بدعة الضلال فهي السنة السيئة، وهي كل أمر مستحدث ليس له أصل في الشرع يدل عليه.
س38/ من هو أعظم وأشرف خلق الله عز وجل؟
ج: هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، صاحب الشفاعة الكبرى التي يرغب إليه فيها الخلق كلهم حتى إبراهيم عليه السلام.
س39/ متى وجبت النبوة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟
ج: في الأزل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته) [رواه الإمام أحمد والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي]
س40/ ما هي علاقة محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالإيمان؟
علاقة طردية، كلما زات محبة النبي صلى الله عليه وسلم كلما زاد الإيمان، ولا يكمل إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من كل شيء حتى نفوسنا، قال تعالى: (قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ) [سورة التوبة: 24]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه) [أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح]
س41/ هل علامة محبة النبي صلى الله عليه وسلم الطاعة؟
ج: المحبة شعور قلبي، وعلامته الشوق إلى المحبوب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن من أشد أمتي لي حبًّا ناس يكونون بعدي، يود أحدهم أن لو رآني بأهله وماله) [رواه مسلم]، ولو كانت المحبة بالطاعة لما شهد النبي صلى الله عليه وسلم لمدمن خمر بمحبة الله ورسوله كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
س42/ ما هي العلاقة بين المحبة والطاعة؟
ج: المحبة هي الأصل، والطاعة هي الفرع، وكلما تجذرت المحبة كلما أثمرت طاعة، وصدقًا، وأخلاصًا وتضحية، وليس العكس. فإن المنافقين كانوا يعملون بعد الطاعات الظاهرية لكنهم كانوا يضمرون الكفر، فمصيرهم الدرك الأسفل من النار.
س43/ ما هو الدليل على أن شفاعة المحبة أضمن من شفاعة العمل؟
ج: المحبة أمر قلبي لا مجال للنفاق فيه، بينما العمل معرض للإحباط. وعن أنس رضي الله عنه: (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: متى الساعة؟ قال: "وماذا أعددت لها؟" قال: لا شيء، إلا أني أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أنت مع من أحببت".
قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت"، قال أنس: فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم وإن لم أعمل بمثل أعمالهم) متفق عليه