تقبيل القدم أو الرِجل سنة تقريرية، فعلها الصحابة رضوان الله عليهم والسلف الصالح، فقد روى أبو داود والبيهقي وحسنه الحافظ في الفتح عن أم أبان بنت الوازع بن زارع عن جدها زارع وكان في وفد عبد القيس قال: "فجعلنا نتبادر من رواحلنا فنقبل يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورِجله"
وروى الإمام أحمد والترمذي والنسائي وغيرهم بأسانيد صحيحة وصححه الترمذي عن صفوان بن عسال قال: "قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلى هذا النبي، فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألا عن تسع آيات بينات"، فذكر الحديث إلى قوله: "فقبلا يده ورِجلَه وقالا: نشهد أنك نبي الله"
وعن صهيب قال: "رأيت عليا يقبل يد العباس ورجليه". [رواه البخاري في الأدب المفرد بسند حسن، رجاله ثقات، خلا صهيب مولى العباس قال عنه الحافظ: صدوق].
ومما كان بين الإمام مسلم وشيخه الإمام البخاري من الإحترام والتوقير أن جاء الإمام مسلم إلى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري فقبل بين عينيه فقال: "دعني حتى أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله"
[أخرجه البغدادي في تاريخ بغداد، والحاكم في تاريخ نيسابور، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه]
ويجب التفريق بين تقبيل رِجل العالم والولي الصالح والوالد والوالدة وبين السجود، فالسجود له سبعة أعضاء هي: الجبهة واليدان والركبتان والرجلان، ويكون بنية محددة، أما تقبيل الرجل فيكون توقيرًأ واحترامًا ومحبةً وهو جائز لأهل العلم والفضل.