الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

ترجمة الإمام الحافظ ابن دحية الكلبي

قدم له الذهبي بقوله: "الشيخ العلامة المحدث الرحال المتفنن مجد الدين أبو الخطاب"، ونقل عن الإمام أبي عبد الله الأبار قوله: "وكان بصيرا بالحديث معتنيا بتقييده، مكبا على سماعه، حسن الخط، معروفا بالضبط، له حظ وافر من اللغة ومشاركة في العربية وغيرها" وفي هذا شهادة عظيمة من من إمام حافظ ومؤرخ بصير بالرجال، فإن أبا عبد الله الأبار ممن عاصر الحافظ ابن دحية ومن المتمكنين في معرفة الرجال، فقد ترجم الذهبي للأبار بقوله: "كان بصيرًا بالرجال المتأخرين، مؤرخًا، حلو التترجم، فصيح العبارة، وافر الحشمة، ظاهر التجمل، من بلغاء الكتبة، وله تصانيف جمة منها "تكملة الصلة" في ثلاثة أسفار اخترت منها نفائس".
وترجم له الإمام الحافظ السيوطي في [بغية الوعاة] فقال:
"ابن دحية الكلبي عمر بن الحسن بن علي بن محمّد بن الجميل بن فرح بن دحية الكلبي الأندلسي البلنسي الحافظ، أبو الخطّاب، كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، متقناً لعلم الحديث وما يتعلّق به، عارفاً بالنحو واللغة وأيّام العرب وأشعارها، سمع الحديث ورحل، وله بنى الكامل دار الحديث الكامليّة بالقاهرة، وجعله شيخاً، حدث عنه ابن الصلاح وغيره"
وترجم له في [حسن المحاضرة] فقال:
"ابن دحية الكلبي ابن دحية، الإمام العلامة الحافظ الكبير، أبو الخطاب، عمر بن الحسن الأندلسي البلنسي، كان بصيراً بالحديث متقناً به، له حظّ وافر من اللغة ومشاركة في العربية، له تصانيف، توطن مصر وأدب الملك الكامل، ودرس بدار الحديث الكاملية"
فكيف بإمام حافظ كبير كان شيخًا للإمام الحافظ ابن الصلاح المشهور بالنقد وطول الباع في علم الحديث؟!
وقد ذكر الذهبي في ترجمة الملك المظهر حبه للفقهاء والمحدثين وما صنفه الإمام الحافظ ابن دحية من كتاب المولد وإجازة الملك عليه فقال:
"وأما احتفاله بالمولد، فيقصر التعبير عنه؛ كان الخلق يقصدونه من العراق والجزيرة، وتنصب قباب خشب له ولأمرائه وتزين، وفيها جوق المغاني واللعب، وينزل كل يوم العصر، فيقف على كل قبة ويتفرج، ويعمل ذلك أيامًا، ويخرج من البقر والإبل والغنم شيئا كثيرًا، فتنحر، وتطبخ الألوان، ويعمل عدة خلع للصوفية، ويتكلم الوعاظ في الميدان، فينفق أموالا جزيلة. وقد جمع له ابن دحية -الحافظ [كتاب المولد]، فأعطاه ألف دينار. وكان متواضعًا، خيرًا، سُنِّيًّا، يحب الفقهاء والمحدثين" انتهى
وكذا ابن كثير في ترجمة الملك المظفر في "البداية والنهاية":
"أحد الأجواد، والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة، وقد عمر الجامع المظفري بسفح قاسيون..
وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالًا هائلًا، وكان مع ذلك شهمًا شجاعًا فاتكًا بطلًا عاقلًا عالمًا عادلًا رحمه الله وأكرم مثواه. وقد صنَّف الشيخ أبو الخطاب ابن دحية له مجلدًا في المولد النبوي سماه [التنوير في مولد البشير النذير]، فأجازه على ذلك بألف دينار" انتهى
وكذا الإمام الحافظ ابن خلكان في ترجمة الحافظ ابن دحية: "كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قدم من المغرب فدخل الشام والعراق، واجتاز بإربل سنة أربع وستمائة فوجد ملكها المعظم مظفر الدين بن زين الدين يعتني بالمولد النبوي، فعمل له كتاب [التنوير في مولد البشير النذير]، وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار".ا.هـ.