الجمعة، 2 نوفمبر 2018

نماذج من توقير السلف الصالح للعلماء والأدب معهم

▪رأى سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما زيد بن ثابت راكبًا دابة فأخذ بركابه يقوده فقال له زيد: "تنح يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقال له: "هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا" فقال زيد: "أرني يدك" فأخرج ابن عباس يده فقبلها زيد وقال: "هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت رسولنا صلى الله عليه وسلم".
▪وجاء الإمام مسلم إلى شيخه الإمام البخاري فقبَّل ما بين عينيه وقال له: (دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيد المحدثين، وطبيب الحديث في علله). 
▪وقال إسحاق الشهيدي من أعيان القرن الثالث: (كنت أرى يحيى القطان -الحافظ وإمام الحديث- يصلي العصر، ثم يستند إلى أصل منارة مسجده، فيقف بين يديه علي بن المديني، وأحمد بن حنبل، و يحيى بن معين وغيرهم، يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم: اجلس، ولا يجلسون هيبة له وإعظامًا).
▪وقال أيوب: (لقد جالست الحسن أربع سنين فما سألته هيبة).
▪وذُكر أصحاب الحديث للإمام الشافعي وأنهم لا يستعملون الأدب فقال: (ما أعلم أني أخذت شيئًا من الحديث ولا القرآن أو النحو أو غير ذلك من الأشياء مما كنت أستفيد إلا استعملت فيه الأدب، وكان ذلك طبعي إلى أن قدمت المدينة، فرأيت من مالك ما رأيت من هيبته وإجلاله العلم، فازددت من ذلك، حتى ربما كنت أكون في مجلسه فأصفِّح الورقة تصفحًا رفيقًا هيبة له لئلا يسمع وقعها).
▪وعن الربيع بن سليمان -صاحب الإمام ااشافعي- قال: (والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له).
▪وقال الإمام أحمد: (لزمت هشيمًا أربع سنين ما سألته عن شئ إلا مرتين هيبة له).
▪وقال عبدوس: (رآني أبو عبد الله -يقصد الإمام أحمد- يومًا وأنا أضحك، فأنا أستحييه إلى اليوم)
▪وقال يحيى بن معين: إستقبل الإمام أحمد بن حنبل يومًا الإمام الشافعي والشافعي راكب بغلته وهو يمشي خلفه، فقلت: "يا أبا عبد الله تنهانا عنه وتتبعه" فقال: (اسكت لو لزمت البغلة انتفعت)
▪وقال صالح بن أحمد بن حنبل: مشى أبي مع بغلة الشافعي رحمه الله تعالى فبعث إليه يحيى بن معين فقال: "أما رضيت إلا أن تمشي مع بغلته" فقال: (يا أبا زكريا لو مشيت إلى الجانب الآخر لكان أنفع لك)
▪عن أمير المؤمنين في الحديث الإمام شعبة أنه قال: (من كتبت عنه أربعة أحاديث فأنا عبده حتى أموت) [رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"]
▪وعنه أيضا أنه قال: (كنت إذا سمعت من الرجل الحديث، كنت له عبدا ما حيي)
[رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع"]